ليعلم كلّ واحد منّا أنّه يبدأ تعليم الطفل السلوك المسؤول في المنزل.

عندما يتعلّق الأمر بتربية الأطفال، فإنّ أحد أهمّ الدروس التي يمكن للوالدين تعليم طفلهم الصغير هو السلوك المسؤول.

هذا يعني مساعدة الطفل على تعلّم كيفية التفاعل مع الآخرين بطريقة تظهر تقدير الذات، وكذلك الاحترام تجاه الآخرين.

لا يوجد طفل يأتي إلى هذا العالم مبرمجا مسبّقا بأخلاق حميدة وسمات فاضلة مثل الرغبة في المشاركة، ومراعاة مشاعر الآخرين، واحترام ممتلكات الآخرين، واحترام الأشخاص الآخرين، وعدم الأنانية.

يجب تعليم و غرس السلوك المسؤول عندما يكون الطفل صغيرا جدّا بحيث يستعمله في الوقت الذي يكبر فيه، لأنّ السلوك غير المسؤول ممكن أن يتحوّل إلى سلوك إجرامي.

يبدأ تعليم الطفل السلوك المسؤول في المنزل.

يتمّ تحقيق ذلك من خلال تقديم قدوة حسنة على أساس يومي.

يفعل الآباء ذلك من خلال إظهار النضج في الطرق التي يتعاملون بها مع الآخرين، والاستجابة للمواقف العصيبة، والاختلاف مع الآخرين، واتّخاذ الخيارات، وما إلى ذلك.

يمكن للوالدين مساعدة طفلهم على النموّ ليصبح بالغا مسؤولا من خلال القدوة الإيجابية.

يجب مساعدة الطفل على تعلّم كيفية التفكير والشعور والتصرّف بمسؤولية والسعي وراء اهتماماته الخاصّة دون أن يصبح غير حسّاس لاحتياجات ومشاعر الآخرين.

المساءلة والإنصاف والصدق والشجاعة وتقدير الذات والآخرين هي سمات شخصية مهمّة.

يساعد العديد من الآباء في غرس هذه الصفات من خلال مشاركة العقيدة الإسلامية والأخلاق الراسخة مع أطفالهم.

السلوك المسؤول هو سمة مزروعة يمكننا غرسها في الطفل.

إنّها خاصّية تشكّلت بمرور الوقت، وتتكوّن من نظرتنا إلى الحياة والعادات اليومية. يتصرّف الطفل المسؤول بهذه الطريقة سواء كان أيّ شخص يراقبه أم لا، وبغضّ النظر عن الطريقة التي قد يتصرّف بها الآخرون.

هناك العديد من جوانب السلوك المسؤول التي يجب تسليط الضوء عليها لدى الطفل.

في أعلى قائمة القيم التي يجب غرسها في الطفل  يوجد الاحترام والرحمة تجاه الآخرين.

يجب أن يكون هذا هو حجر الزاوية لجميع الجوانب الأخرى للسلوك المسؤول و التي تتمثّل في:

– الأمانة.

– الشجاعة.

– التحكّم الذاتي.

– تقدير الذات.

الرحمة: تملي على الطفل اللطف وعدم الرغبة في التسبّب عمدا في المعاناة أو الألم للآخرين.

الاحترام: يفرض عليه الأخلاق الأساسية ومراعاة الآخرين.

الصدق: أن يكون طفلك صادقا لا يعني فقط قول الحقيقة للآخرين؛ هذا يعني أن يكون صادقا مع الذات.

إنّه يعني اتّخاذ قرارات تستند إلى الحقيقة والأدلّة، وليس على دوافع أو تحيّز لخدمة الذات.

الشجاعة: عندما يكون الطفل شجاعا، فإنّه يتّخذ موقفا صحيحا ويفعل ما هو صواب، حتى عندما تكون هناك مخاطر.

إنّه يعني مواجهة الواجبات بدلا من التصرّف بشكل غير مسؤول أو متهوّر أو غير مبال.

ضبط النفس: هو القدرة على التصرّف بمسؤولية، ومقاومة السلوك غير اللائق.

إنّه ينطوي على التمسّك بالتزامات طويلة الأجل، والتعامل مع الغضب والعواطف الأخرى بطريقة مسؤولة.

تقدير الذات: عندما ينشأ الطفل ليكون صادقا وشجاعا ومظهرا ضبط النفس، فإنّه يتعلّم تلقائيا تقدير ذاته.

عندما يستجيب للناس والظروف بطريقة مسؤولة ويتعلّم اتّخاذ خيارات مسؤولة يكتشف تقدير الذات.

إنّ تقدير الذات هو الذي سيبقى طفلك في مكانة جيّدة عندما يكبر وينضج ويصبح بالغا، ومن ثمّ ربما يصبح أبا مسؤولا في تربية أطفاله.

المصدر: مقالات

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.