سنجيب في هذا المقال عن السؤال التالي: هل التحرّش بالأطفال من الأصدقاء أم الأقرباء ؟

طرحت عدّة أسئلة حول التحرّش الجنسي بالأطفال في حسابي، وقد شارك بالإجابة أكثر من 50 ألف شخص في يوم واحد، وكان أوّل سؤال طرحته على المتابعين هو: هل تعرّضت للتحرّش في صغرك؟ فأجاب ب “نعم” 47% و “لا” 53%، يعنى نصف المشاركين تقريبا تعرّضوا للتحرّش بصغرهم.

والسؤال الثاني: هل شاهدت فيلم أو لقطة إباحية دون علم والديك ؟ فأجاب ب “نعم” 61% و “لا” 39%، وهذه نسبة عالية وكبيرة جدّا، ثمّ السؤال الثالث: هل التحرّش الجنسي الذي حصل معك ترك عليك أثرا ؟ فأجاب ب “نعم” 78% وأجاب “لا” 22%، ثمّ السؤال الرابع: هل أخبرت والديك عن التحرّش أو اللقطة الإباحية فأجاب ب “لا” 87% وأجاب “نعم” 13%، ثمّ السؤال الخامس: لماذا لم تخبر والديك بالتحرّش الذي حصل معك ؟ فأجاب بسبب “الخوف” 83% وبسبب “عدم الثقة بهم” 17%، ثمّ السؤال السادس: لو صارحت والديك بالتحرّش أو باللقطة الإباحية فماذا تتوقّع ردّة فعلهم ؟ فأجاب ب “العنف والضرب” 64% و “بالتفاهم وإيجاد الحلول” 36%.

وكانت المفاجأة عندما طرحنا السؤال السابع: هل التحرّش الجنسي كان من الأصدقاء أم من الأقرباء ؟ فأجاب ب “الأقرباء” 75% بينما أجاب “الأصدقاء” 25%. 

إنّ هذه النتائج دليل على عدم وعي الأسرة بخطورة التحرّش الجنسي لأبنائهم، وعدم حمايتهم وحسن تربيتهم وتوجيههم، كما أنّ هذا يدلّ على ضعف الوالدين بمهارات توصيل الثقافة الجنسية للأبناء بالشكل الصحيح، لأنّ تعرّض الأطفال في صغرهم للتحرّش الجنسي، من قبل أحد أفراد الأسرة، أو من المقرّبين له دور كبير في خوف الطفل أو تحوّله للشذوذ الجنسي.

أمّا التحرّش الجنسي والشذوذ فقد زاد انتشاره بسبب مواقع التواصل الإجتماعي، والألعاب الإلكترونية والمسلسلات، كما أنّ الشذوذ اليوم صار محميّا من بعض الدول، وهناك خطّة لنشره وحماية أفراده، ففي بعض الدول الأوروبية، سمحت بأحقّية الشاذ جنسيّا للجوء السياسي لها، في حالة رفض بلده له بسبب شذوذه.

إنّ حماية أبنائنا من التحرّش يكون بعدّة وسائل، منها الاحتواء العاطفي والنفسي للأبناء، وإشباع الحاجة للتقبّل والتقدير، وتجنّب أساليب العقاب التي تهدم الثقة في النفس وتدمّر الشخصية، وفي حالة غياب الأب لأيّ سبب، يجب أن يقوم أحد الأقارب من الرجال بالاحتواء العاطفي والنفسي للأبناء، وأن يكون الوالدين قريبين من أبنائهم، ويساهمون بتوعيتهم بطرق وأساليب التحرّش، ومفيد أن نعلّمهم فنون الدفاع عن النفس، كما أنّ تكليف الطفل بالمهامّ المناسبة لعمره، وإشراكه في اتّخاذ القرار لإعطائه إحساس بأهمّيته، وإعتماد الأسرة عليه يزيده قوّة وثقة بنفسه، وأهمّ وسيلة هي تغذية الطفل إيمانيّا، وربطه بالصلاة والقرآن.

كما أنّي طرحت سؤالا ثامنا عليهم وهو هل تحدّثت مع ابنك عن التحرّش الجنسي فأجاب 36% ب “نعم” و 64% “لا”، فثلثي المشاركين لم يتحدّثوا مع أبنائهم عن التحرّش، وبعضهم يسمّي التحرّش “لواط” وهذا من الأخطاء التي يقع فيها الوالدين، فإنّنا ننسب هذا الفعل لسيّدنا لوط عليه السلام، بينما الصواب أن نقول هذا من عمل قوم لوط، والله وصف هذا العمل من الخبائث، إضافة إلى ذلك، بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ أوّل عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، قال تعالى: “ولقَد راودوه عن ضيفه فَطَمسنا أَعينهم فذوقُوا عذابى ونذرِ”، والعقاب الثاني هو الفيضانات  فقال تعالى: “وأَمطَرنا عليهم مطَراً فَانظُر كيف كان عاقبةُ المجرِمين”، فالمسألة خطيرة ومهمّة وعلينا أن ننتبه من الأقرباء قبل الأصدقاء.

بقلم د. جاسم المطوع

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.