تزايدت ظاهرة الحمل خارج إطار الزواج الشرعي في السنوات الأخيرة.

أسباب ذلك هي انتشار الخيانة الزوجية، الزنا وحالات الاغتصاب.

ما تولده هذه الظاهرة ليس مجرد انتهاك للأخلاق فقط، ولكن أيضًا الحمل الذي ستتحمله المرأة.

كذلك فإن ضحايا الاغتصاب لا يتعرضون للعار فحسب، بل يعانون أيضًا من أعباء نفسية مدى الحياة و يفقدون العديد من الفرص بسبب وصمة الاغتصاب.

في بعض الحالات، تفضل المرأة إجهاض حملها بدلاً من الاضطرار إلى تحمل الشعور بالخزي أمام والديها وأمام الناس و لكن هذا يؤدي إلى قتل نفس بريئة بغير حق.

الحمل خارج رباط الزوجية يولد ظاهرة قانونية فماذا عن وضع الطفل؟

الإسلام قد أعطى ابن الزنا حقوقه من نسب ورضاع ونفقة وميراث وغيرها ولم يحمّله خطأ غيره.

بخلاف القانون الوضعي الذي أباح الزنا ولم يعاقب عليه إلاّ في بعض الحالات المنصوص عليها قانونا.

كما أعطى كلّ الحماية للأمّ العازبة إلاّ في حال اعتدائها على ابنها.

وجعل من الطفل غير الشرعي ابنا بلا هوية و هو ابن الدولة.

الشريعة الإسلامية تستأصل الداء و تعالجه في بداياته قبل أن يتغلغل في المجتمع فتضيع الأخلاق والقيم.

كثيرون هم الأطفال الذين أتوا إلى هذه الدنيا نتيجة علاقة غير شرعية لم يكونوا سببا في حدوثها إلا أنهم وحدهم من يتحملون تبعاتها.

منهم من سمحت الظروف لهم بإيجاد مأوى يمكن أن يضمن لهم الرعاية لفترة محدودة.

 فالنتيجة الحتمية هو الاضطرار إلى الخروج ومواجهة المجتمع بهوية ابن غير شرعي.

فتبدأ بذلك رحلة البحث عن حقه في وطن لا يعترف أفراده بمثلهم ويصر على حرمانهم من ابسط الحقوق حتى في فرصة التعايش معهم.

ويتحملوا بذلك نتيجة غلطة اقترفت يوما ما وكانوا هم نتيجتها.

هذه الظاهرة ليست جديدة، إنما الجديد فيها تفاحشها المهول ببعض المجتمعات الإسلامية.

فأسبابها التقليدية ما زالت قائمة، وأضافت لها أسباب أخرى، مردُّها الانفتـاح اللّامحدود الذي يصل أحيانا حد الانحلال، وتزايد جرائم العرض والاغتصاب.

وزاد الأمر حدة عندما اضطرت العديد من الفتيات لبيع أعراضهن إما لكسب لقمة العيش أو للبحث عن الثراء والرفاهية.

يخرج الابن غير الشرعي للحياة مضطهدا من أعز الناس لديه، ومحروم من العاطفة والحنان.

فهو يدفع ثمن خطأ غيره.

وبدلا من أن تتوجه نظرة المجتمعات لأبويه بالسخط والغضب على شناعة فعلهما، فإنهم ينظرون لهذا الضيف القادم نظرة ليس فيها أدنى درجات الترحيب.

ويبدأ مشوار حياته وسط هذا الجو المشحون بالتعبير عن الرفض والاحتقار والكراهية.

فيجد نفسه إما ملقى على أحد أرصفة الشوارع، أو موضوعا بأحد صناديق القمامة، أو مرمي على عتبة أحد أبواب المنازل.

الله المستعان.

مقالات مشابهة

One Comment

  1. الله المستعان ….جزاك الله خيرا دكتور على طرحك لهذا الموضوع الحسّاس فعلا هذه ظاهرة استفحلت ويجب أن تعالج بوضع قوانين رذعية من جهة وتشجيع الزواج الشرعي من جهة أخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.