مقالنا اليوم عن كيفيّة تعليم الأطفال من خلال القصص.
إنّ تعليم الأطفال ليس بالمهمّة السهلة، ومع ذلك، فهي واحدة من أهمّ المسؤوليات التي نتحمّلها كآباء. لا يمكن ولا يجب تفويض ذلك للآخرين.
بالنظر إلى البرامج والأساليب التي لا حصر لها المتوفّرة في سوق تعليم الأطفال، قد تشعر أنّك بحاجة إلى أن تكون حاذقا في هذا المجال إذا كنت تريد النجاح.
ثمّ هناك أعذار أخرى مثل: لا بدّ لي من العمل وليس لدي الوقت لأقضيه مع طفلي، أو ليس لديّ الصبر على ذلك.
يمكن أن يكون تعليم الأطفال بسيطا وفعّالا وقابلا للتنفيذ.
القراءة لأطفالك باستخدام القصص لغرض تعليمهم هو أسلوب في حدود قدرات الجميع.
عندما نقرأ لأطفالنا القصص، فإنّنا لا نحصرهم في الجانب الأكاديمي بل نمتّد أيضا إلى تعليمهم الجانب العاطفي والسلوكي.
فيما يلي 5 أسباب لفعالية استخدام القصص في التعليم:
1. لا تستعمل العنف مع طفلك.
عندما نقرأ القصص لأطفالنا، فإنّنا نكون قادرين على معالجة الموقف بطريقة ليس فيها عنف.
ماذا نعني بالعنف؟ دعنا نلقي نظرة على بعض الأمثلة من العبارات المعتادة التي نميل إلى استخدامها عند تعليم أطفالنا:
“لا يجب أن تكذب”.
“أنت فوضويّ جدّا “.
“لا يجب أن تخاف. أنت مجرّد مسخرة “.
“أنت لا تستمع إليّ”.
عادة ما يتمّ ذلك بنبرة اللوم أو الغضب.
عندما نشير بأصابعنا ونستخدم كلمة “أنت”، يسمع الأطفال أشياء سلبية ويصبح الموقف متوتّرا. قد يصبح بعض الأطفال عدوانيّين. ضعوا أنفسكم مكانهم.
إذا بدأ شخص ما في مهاجمتك بالكلمات، فهل ستكون في مزاج قابل للتعليم؟ لا أعتقد ذلك.
بدلا من التركيز على حلول المشكلات، يركّز الأطفال على مشاعر الغضب والأذى والخوف وما إلى ذلك التي يمرّون بها في تلك اللحظة.
باستخدام القصص للتعليم، نتحدّث ونناقش الحلول ونتكلّم بإيجابية.
2. العمل على “الوقاية” و “العلاج”.
عندما نستخدم القصص في التعليم، يمكننا مساعدة أطفالنا في التعامل مع المواقف التي يمرّون بها حاليا.
كما يسمح لنا بإعدادهم عقليا للمواقف التي قد تنشأ مستقبلا.
يكتسب الأطفال الخبرة بشكل غير مباشر من خلال القصص التي نقرأها.
الأطفال هم قادرون على التعلّم من التجارب غير المباشرة تماما كما يتعلّمون من التجارب الحقيقية.
الاختلاف الوحيد هو أنّ هذا النوع من التعلّم يتمّ بأمان في منزلك.
على سبيل المثال، يمكنك استخدام كتاب عن التعرّض للتنمّر لتعليم طفلك ما يجب فعله إذا واجه مثل هذا الموقف.
3. لدى الطفل نماذج يقتدي بهم. أنّه يقلّد الشخصيات الموجودة في الكتاب.
يقيم الأطفال روابط مع الشخصيات الموجودة في القصص.
يمكنك مساعدتهم أكثر من خلال طرح أسئلة مثل:
هل يوجد أحد في الكتاب يذكّرك بنفسك؟
كيف تبدو هذه الشخصية حسب رأيك؟
ما الشخصية التي تودّ أن تكون؟
لماذا تريد أن تكون تلك الشخصية؟
اربط الدرس بحياتهم وتجاربهم الخاصّة: مثل الأرنب الصغير الذي بنى منزلا من الطوب في قصّة ” الأرانب الثلاثة الصغيرة”، ما الذي ستفعله أنت لجعل منزلك قويّا؟
4. يتذكّر الأطفال القصص أفضل ممّا يتذكّرون التوبيخ. إنّها طريقة جيّدة لجذب انتباههم.
في كتابه صنع الروابط: التدريس والدماغ البشري “أديسون ويسلي، 1994″، يقول رينات وجيفري كين، “هناك سبب قويّ للاعتقاد بأنّ تنظيم المعلومات في شكل قصّة هو عملية دماغ طبيعية.
باختصار، علم الأعصاب يكتشف أنّ الدماغ مرتبط بتنظيم المعلومات والاحتفاظ بها والوصول إليها من خلال القصّة.
إذا كان هذا صحيحا، فإنّ التعليم من خلال القصّة يعني أنّ الأطفال سيكونون قادرين على تذكّر ما يتمّ تدريسه والوصول إلى تلك المعلومات وتطبيقها بسهولة أكبر.”
5. يسمح بالتفكير النقدي.
القصص هي وسيلة آمنة للأطفال لاستكشاف العواطف والسلوكيات.
اطرح أسئلة إرشادية من شأنها أن تؤكّد على مغزى القصّة.
يمكن أن تساعدك قراءة القصص ومشاركتها مع أطفالك في أن تصبح أبا مثاليا.
إنّها تفتح قناة الاتّصال وتقوّي الرابطة بين الوالدين والطفل.
يمكن أن يكون للقصص تأثير قويّ من أجل ما هو أفضل.
ابدأ إذا قراءة القصص لطفلك اليوم.
المصدر: مقالات