هناك 8 فوائد للحضن والعناق، هل تعرفها ؟
إذا مرّ عليك يوم لم تحضن فيه طفلك فلا تحسب هذا اليوم من عمرك، أو من عمر طفلك.
لعلّ البعض يستغرب من هذه العبارة، ولكن من يتأمّل فوائد الحضن وآثاره النفسية والصحّية على الطفل فإنّه سيكون حريصا على الاحتضان، وسيعتبر الاحتضان فرضا مثل الصلاة.
فاحرص على أن تحضن طفلك يوميّا ولو مرّة واحدة على الأقلّ.
وقد جمعت في هذا المقال 8 فوائد للاحتضان والعناق وهي:
الفائدة الأولى: شعور الطفل بأنّه مقبول لدى من يحضنه، وهذه أهمّ فائدة نفسية للطفل ليكون متّزنا ومستقرّا ويعيش في أجواء من الحبّ والقبول من قبل والديه.
فالطفل الذي يشعر بأنّه مرفوض أو مكروه في الغالب يكون متوتّرا أو مزعجا أو متمرّدا.
الفائدة الثانية: إنّ الحضن يرفع مستوى الأكسجين لدى الطفل، فيعالج الشعور بالغضب لديه، ويكون أكثر استقرارا وتحكّما بالذات، كما أنّ عملية الاحتضان تزيد من نسبة السيروتونين والتي تشعره بالسعادة وتضبط مزاجه.
الفائدة الثالثة: إنّ الحضن يزيد من قوّة المناعة عند الأطفال، ويساهم في عمليّة التوازن في الجهاز العصبيّ، فتكون نفسيته قويّة لتواجه الأمراض والمصائب.
الفائدة الرابعة: إنّ الحضن يعلّم الطفل الكرم في المشاعر والعواطف، فإذا حضنت طفلك فإنّه سيحضنك، وهذا يعلّمه الأخذ والعطاء، كما يتعلّم من هذا التكنيك التعبير عن الحبّ وهو الأهمّ.
الفائدة الخامسة: إنّ الحضن يلغي الحواجز بين الحاضن والمحضون ويقرّب المسافات، ولو كان في النفس شيء فإنّه يزيلها ويغسلها ويعيد العلاقة صافية نقيّة، ونحتاج لأبنائنا في سنّ المراهقة الاحتضان أيضا.
وقد تلاحظ قبول الفتاة للحضن أكثر من الفتى في هذه المرحلة وهذا أمر طبيعيّ، فالصبيّ يتخشّب إذا حضنته والدته ولكنّه في الوقت نفسه يكون سعيدا فرحا.
الفائدة السادسة: إنّ الحضن يزيل التوتّر والضغط النفسيّ، فكم من خلاف تمّت معالجته بالحضن على مستوى الكبار والصغار، لأنّ الحضن يذيب الشوائب ويكسر الحواجز.
الفائدة السابعة: إنّ الاحتضان يزيد من الشعور بالأمان والراحة والاستقرار، وهذه أهمّ حاجة يحتاجها الطفل لتزداد الثقة بنفسه، فيكون الحضن بمثابة الوقود الذي يوقده للإنجاز والانطلاقة.
الفائدة الثامنة: إنّ الاحتضان يزيد من ثواب وأجر الحاضن، لأنّه يطبّق هدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث تروي لنا كتب السير أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان جالسا بفناء بيت فاطمة رضي الله عنها، فجاء الحسن رضي الله عنه فعانقه وقبّله، وقال: اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه، وأحبّ من يحبّه.
كما كان صلّى الله عليه وسلّم يلاعب الحسين رضي الله عنه عندما يراه يلعب بالسكّة، ويبسط يديه كأنّه يريد أن يصطاده، فيفرّ منه ها هنا وها هنا، فيضحك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه ويمسكه من رأسه ويقبّله.
وهناك قصص كثيرة في تقبيل النبيّ ومعانقته لأصحابه رضي الله عنهم.
فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما قدم زيد بن حارثة رضي الله عنه من السفر عانقه النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
وعانق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كذلك جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قدم من الحبشة، وعانق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه وغيرهم كثير.
والشواهد والقصص من السيرة النبويّة كثيرة في معانقة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للأطفال والأصحاب وحتى زوجاته أمّهات المؤمنين.
ولهذا كتب الإمام البخاري عنوانا في صحيحه سمّاه “باب المعانقة”، وذلك لبيان أهمّيّة العناق والاحتضان، بل حتّى كلمة الحضانة في الفقه الإسلامي مشتقّة من كلمة “حضن” والمراد هو حضن الأمّ.
والحضن ليس المراد به التلاصق الجسديّ فقط، وإنّما مع التلاصق الجسديّ يتمّ نقل المشاعر الدافئة والعواطف الجيّاشة التي تمدّ من نحضنه بالحبّ والرحمة، فتكون كأنّها شحنة عاطفية تعطيه الطاقة والانطلاقة.
وحتّى طريقة المعانقة ودرجة الضمّ والضغط فإنّها تفهم من نعانقه الرسالة التي نودّ توصيلها إليه من خلال طريقة العناق وقوّته وما يرافقه من كلمات وقبلات وشمّ.
وختاما نقول: الكلمة الشهيرة بأنّ الإنسان يحتاج لأربعة أحضان كلّ يوم ليعيش، ويحتاج لثماني أحضان لكي يعالج نفسه، ويحتاج لاثني عشر حضنا لكي ينمو ويتطوّر.
بقلم د. جاسم المطوع لجريدة الأنباء