سنتطرّق في مقالنا الى 6 أسباب لضعف الثقة بالنفس عند الأبناء.

قال: ابني عمره سبع سنوات وأشعر بأنّ ثقته بنفسه ضعيفة ومهزوزة، وأريد أن أتعرّف على أسباب ضعف الثقة بالنفس عنده، فإذا عرفت السبب يصبح العلاج سهلا، بأن أعمل عكس السبب لضعف الثقة فتتحسّن ثقته بنفسه فما رأيك بما أقول؟ 

قلت له: كلامك صحيح وكما قيل الأشياء تعرف بأضدادها، وهناك أسباب تساهم في ضعف ثقة الطفل بنفسه سأذكر لك منها ستّة أسباب وهي الأسباب الرئيسية، ولكن قبل أن أذكرها لك لا بدّ أن نتّفق على معنى “ضعف الثقة”، حتّى يكون كلامنا مفيدا. 

قال: تفضّل، قلت: كلّ طفل عنده مهارات جسدية، ونفسية، واجتماعية، ولغوية، يستخدمها في المكان الصحيح. 

فلو رفض الطفل استخدام مهارة من هذه المهارات بشكل دائم، فهذا يعنى أنّ ثقته بنفسه فيها ضعف. 

قال: ولماذا لا يستخدم هذه المهارات؟ 

قلت: أحيانا الطفل يشعر بأنّه لا قيمة له وغير جدير بالتقدير والإحترام، فتجده ينكفئ على نفسه ولا يشارك في رياضة جسدية، أو حوار لغوي، أو التعبير عمّا في نفسه، أو بناء علاقات وصداقات.

قال: طيّب وما هي الأسباب الستّة التي تساهم في ضعف ثقته بنفسه؟ 

قلت: أوّلها الحماية الزائدة من الوالدين، أي المبالغة في التدليل والدلع، وكأنّ الوالدين مخلوقين لخدمته وتحقيق طلباته في الحياة فقط، فلا يعلّمونه الإعتماد على النفس أو كيف يكون مستقلّا في أداء المهام، بل تكون عيونهم عليه في كلّ لحظة. 

والسبب الثاني الإهمال وهو عكس الحماية الزائدة، والمقصود بالإهمال هو انشغال الوالدين عن الطفل لأيّ سبب كان، فيترك يدير شؤونه لوحده من غير توجيه أو تعليم، فيهتمّ بنفسه حسب طريقته ويتولّد عنده شعور بأنّه ليس له قيمة ولا أهمّية حتّى يهتمّوا به.

والسبب الثالث المثالية والكمال الزائد، فبعض الآباء والأمّهات يريدون من ابنهم أن يكون الأوّل دائما بكلّ شيء، وأن يكون متفوّقا ومتميّزا في جميع المجالات، فإن لم يحقّق طموحهم يشعر بالإحباط واليأس، وعندما يتكرّر هذا الشعور عليه يبدأ مسيرة ضعف الثقة بالنفس.

والسبب الرابع هو التسلّط والعقاب العنيف على الطفل، فإنّ هذا السلوك يهزّ ثقته بنفسه؛ لأنّه يعيش في خوف دائم من الصراخ والتسلّط والعقاب، ويفتقر للحوار والتفاعل الإيجابي والتعلّم من الخطأ الذي يرتكبه. 

والسبب الخامس النقد الدائم للطفل، ويكون النقد لأعماله وسلوكه وأحيانا لشكله لو كان سمينا، أو النقد لملابسه وتصرّفاته، أو النقد لكلامه وكلماته، فيرى الطفل نفسه بصورة سيّئة وسلبية تساهم في رؤية نفسه بأنّه لا يصلح لشيء، وغير محترم ومقدّر.

قال: هذه خماسية مهمّة لم أنتبه لها وخاصّة الحماية الزائدة، فإنّي أمارسها بدافع الحبّ مع ابني.

قلت: ولكنّ هذا الذي تسمّيه حبّا هو حبّ قاتل للثقة وقوّة الشخصية، فلا بدّ أن تدير مشاعر الحبّ عندك تجاه طفلك لبناء شخصيته لا لهدمها أو دمارها. 

قال: وكذلك كثرة النقد أنا أمارسه من أجل تعليمه. 

قلت: ولكن التعليم له وسائل كثيرة منها الحوار، وذكر القصص، والمقارنة بالآخرين وخاصّة القدوة، فليس دائما النقد يكون صحّيا، وخاصّة إذا كان بأسلوب فيه استهزاء وسخرية، أو يرافقه صوت عال وتأنيب وتهديد. 

قال: يبدو أنّي أنا السبب في ضعف ثقة ابني، فلم أكن أتوقّع أنّي أنا السبب، وإنّما ظننت أنّ المشكلة فيه. 

قلت: غالبا يكون الوالدين هما السبب في سلوكيات الطفل لأنّه يقتبس منهم، والطفل مرآة لوالديه، ودائما الأطفال يقلّدون والديهم. 

وأزيدك سببا سادسا، وهو: إنّ من أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأبناء كذلك لو كان أحد الوالدين ضعيف الثقة بنفسه.

قال: شكرا لك وسأتجّنب الأسباب الستّة مع ولدي، وخاصّة الحماية الزائدة وكثرة النقد.

 قلت: وقتها ستكون ثقة ابنك بنفسه قويّة.

بقلم د. جاسم المطوع

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.