في هذا المقال نبيّن كيفية التعامل مع التبوّل اللاإرادي في سنّ المراهقة.
يعتبر التبوّل اللاإرادي لدى المراهقين مشكلة شائعة بين الكثيرين، على الرغم من أنّ المصابين بهذه الحالة قد يشعرون بالعزلة والوحدة.
تكشف الإحصايات أنّ ما يصل إلى واحد من كلّ مائة مراهق يبول في السرير أحيانا.
تُعرف مشكلة عدم القدرة على التحكّم في التبوّل أثناء النوم علميا باسم سلس البول الليلي، على الرغم من أنّه يطلق عليها في المصطلحات العامّة التبول اللاإرادي.
يمكن تصنيف سلس البول مرّة أخرى إلى فئتين: سلس البول الأوّلي وسلس البول الثانوي.
اعتاد الشخص المصاب بسلس البول الليلي الأوّلي على التبوّل في الفراش منذ أن كان رضيعا، بينما في حالات سلس البول الثانوي، تتطوّر المشكلة على الأقلّ لعدّة أشهر، أو حتى عدّة سنوات.
دعنا نحاول فهم أسباب التبوّل اللاإرادي لدى المراهقين.
بالنظر إلى التشريح البشري، من المعروف أنّ المثانة هي عبارة عن وعاء عضلي، أو حاوية تحتوي البول.
مع دخول البول يتمدّد ويزداد حجمها ثمّ تتقلّص وتصغر لإجبار البول على الخروج.
عندما يطوّر الشخص السيطرة الطبيعية على المثانة، فإنّ الأعصاب الموجودة في جدران المثانة البولية ترسل إشارات إلى الدماغ عندما تصبح المثانة ممتلئة.
بعد تلقّي هذه الإشارات، يرسل الدماغ إشارات إلى المثانة لمنع المثانة من إفراغ البول بشكل لا إرادي حتى يصبح الشخص مستعدّا للذهاب إلى الحمّام.
ومع ذلك، في حالات الأشخاص الذين يعانون من سلس البول الليلي، توجد مشكلة تجعلهم يتبوّلون بشكل لا إرادي في الليل.
السبب الدقيق لسلس البول الليلي أو التبوّل اللاإرادي لدى المراهقين غير معروف عند الاطبّاء، ولكن تمّ اكتشاف بعض الحقائق.
تبيّن إحدى هذه الاكتشافات أنّ المشاكل الهرمونية تساهم في سلس البول الليلي، أو بشكل أكثر تحديدا التبوّل اللاإرادي للمراهقين.
هرمون ADH، وهو الهرمون المانع لإدرار البول، يجعل الجسم ينتج كمية أقل من البول أثناء الليل.
ومع ذلك، إذا لم يطوّر جسم المراهق ما يكفي من هرمون “ADH”، فإنّ هذا التحكّم ليس كافيا، وبالتالي فإنّ كمّيّة البول المتكوّنة تكون أكثر وتؤدّي إلى التبوّل اللاإرادي للمراهقين عن طريق التبوّل اللاإرادي.
بعض المراهقين لديهم أيضا مثانات أصغر نسبيا، ليست كبيرة بما يكفي لاحتواء كمّية كبيرة من البول، ممّا يؤدّي غالبا إلى التبوّل اللاإرادي، لأنّ كمّية البول المتكوّنة ليلا أثناء نوم المراهق هي أكبر ممّا يمكن لمثانته أن تمسك به.
كما تمّ إرجاع مشكلة التبوّل اللاإرادي في سنّ المراهقة إلى علم الوراثة.
غالبا ما يكون لدى المراهقين الذين يعانون من مشاكل سلس البول اللاإرادي تاريخ من الآباء الذين يعانون من نفس المشكلة في نفس الأعمار.
يمكن تحديد جينات معيّنة تسبّب سلس البول ولكن السبب الدقيق للتبوّل اللاإرادي في سنّ المراهقة لا يزال مجهولا.
تمّ تحديد اضطرابات النوم أو بالأحرى عادات النوم العميق كأسباب للتبوّل اللاإرادي لدى المراهقين.
يمكن أن يكون التبوّل اللاإرادي عند المراهقين مرتبطا أيضا بمشاكل نفسية.
يمكن أن تؤدّي مشاكل الأسرة، أو الانتقال إلى مدارس وبيئات اجتماعية جديدة، أو التوتّر الأسري إلى عادات وأنماط نوم مضطربة وتؤدّي إلى مشكلة التبوّل اللاإرادي لدى المراهقين.
وبالتالي يمكن الاشتباه بشدّة في أنّ الإجهاد خلال سنوات المراهقة هو سبب لسلس البول الثانوي.
قد يتعامل الأطبّاء مع التبوّل اللاإرادي للمراهقين بشكل مختلف اعتمادا على سبب ذلك. في حالات المرض يتمّ علاجه بحدّ ذاته.
توجد أيضا العديد من الأساليب السلوكية المستخدمة في العلاج.
في المقام الأوّل والأهمّ، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من سلس البول الليلي بمنع ملء المثانة عن طريق تقليل كمّية السوائل التي يشربونها قبل الذهاب إلى الفراش، حتى أنّه يُنصح بتقليل فرص تبليل السرير بالذهاب إلى المرحاض قبل الذهاب للنوم مباشرة.
بشكل عامّ، إنّها عملية مشتركة من التعديلات السلوكية وتقليل التوتّر العقلي، وفي بعض الحالات دمج دواء خفيف جدّا يمكن أن يساعد الشخص في السيطرة على التبوّل اللاإرادي.
المصدر: مقالات