السؤال الذي نطرحه هنا هو التالي: عندما يبتسم الرضيع في وجهك، هل يعرفك حقّا؟
حتّى النصف الثاني من القرن العشرين كان يعتقد أنّ سلوك الأطفال حديثي الولادة يعتبر في الغالب ردّة فعل، فهل هذا صحيح؟
وافترض العلماء أنّ حديثي الولادة لديهم قدرة محدودة على الشعور والتعبير عن المشاعر، وليس لديهم خبرة اجتماعية كافية للتفاعل مع الأطبّاء و الممرّضات.
وكان يعتقد أنّ حديثي الولادة لا يمكن أن يشعروا بالألم بنفس الطريقة التي يعاني بها الكبار، بمعنى أنّهم تعرّضوا في بعض الأحيان لإجراءات جراحية مؤلمة دون تخدير، ولم يدرك الأطبّاء حتى الثمانينيات أنّ ضغط الألم أدّى في الواقع لصدمة ومضاعفات تهدّد حياة الطفل.
وحتّى أوائل عام 2000، كان يعتقد أنّ حديثي الولادة يبتسمون فقط استجابة لتشنّجات العضلات أو حركات الأمعاء أو المثانة أو بدون سبب معيّن على الإطلاق.
ولكن، حاليا ترى المزيد من الدراسات أنّ حديثي الولادة يبتسمون عندما يكونون مستيقظين، وأنّها تشبه الابتسامات الاجتماعية الحقيقية.
وعندما يكون حديثو الولادة في حالة تفاعلية مستيقظين يبتسمون الضعف مقارنة بحالة ما إذا كانوا نائمين، وهو دليل أكثر على أنّ العوامل الاجتماعية يمكن أن تكون مساعدة.
ولكنّ الأهمّ أنّ الأطفال يبدؤون عادة بتحريك خدودهم وحواجبهم قبل أن يبتسموا، كما لو أنّهم يركّزون اهتمامهم على الأطبّاء و الممرّضات ويتهيّئون لتوجيه الاهتمام قبل أن يبتسموا لهم.
المصدر: نيوزويك