تحضير طفلك معرفيّا للقراءة هو أحد الأهداف التي تسعى إليها كوالد. الهدف النهائي لتعليم القراءة هو تمكين الأطفال من فهم ما يقرؤونه، لذلك يجب أن يكون تعليم القراءة أكثر من مجرّد مطابقة الحروف والأصوات، يجب أن يكون أيضا حول ربط الكلمات بالمعانى.

يتّضح من البحث عن موضوع معرفة القراءة والكتابة أنّ تعلّم القراءة هي عملية طويلة نسبيّا تبدأ في وقت مبكّر جدّا من حياة الطفل و قبل حتى أن يدخل الأطفال التعليم الرسمي.

يبدو أنّ الأطفال الذين يتعلّمون منذ الولادة هم يتمتّعون بميزة عندما يتعلّق الأمر بتنمية المفردات وفهم أهداف القراءة وتنمية الوعي بمفاهيم القراءة والكتابة لديهم.

الأطفال الذين يتمّ تعليمهم القراءة بشكل متكرّر في سنّ مبكّرة جدّا هم يتعرّضون بطرق شيّقة ومثيرة لأصوات لغتنا ومفهوم القافية، وأنشطة اللعب بالكلمات التي تعمل على توفير الأساس لتنمية الوعي الصوتي لديهم.

عندما يتعرّض الأطفال لأنشطة القراءة في سنّ مبكّرة، يبدأون في التعرّف على الحروف وتمييزها.

لا شكّ أنّ الأطفال الذين تعلّموا التعرّف على كثير من الوثائق المطبوعة في مرحلة ما قبل المدرسة سيكون لديهم القليل لتعلّمه عند دخولهم المدرسة.

يعدّ تعلّم أسماء الحروف أمرا مهمّا أيضا لأنّ أسماء العديد من الأحرف تحتوي على الأصوات التي تمثّلها غالبا، ممّا يوجّه الصغار مبكّرا إلى المبدأ الأبجدي أو كيفيّة اتصال الحروف والأصوات.

كلّما بدأت في العمل على اللغة مبكّرا مع طفلك، كان أفضل له عندما يحين الوقت لتعلّم القراءة.

ما عليك سوى التحدّث إلى طفلك، والقراءة له، ثمّ الاستماع والردّ على أسئلته.

تشير الدراسات إلى وجود علاقة قويّة بين التطوّر اللغوي المبكّر والقراءة.

تحتاج اللغة والقراءة نفس أنواع التحليل الصوتي.

كلّما كان الأطفال أفضل في التمييز بين اللبنات الأساسية للكلام في عمر ستّة أشهر، كانت مهاراتهم اللغوية أكثر تطوّرا في عمر سنتين وثلاث سنوات، وكان من الأسهل بالنسبة لهم في سنّ الرابعة والخامسة فهم الأفكار و كيفية ارتباط الأصوات بالحروف.

ومع ذلك، فإنّ إعداد طفلك ليصبح قارئا يحتاج إلى تجاوز هذا إلى الاستعداد المعرفي.

الاستعداد المعرفي هو في الأساس التأكّد من أنّ طفلك لديه أسس القراءة، وهذا يشمل تطوير وفهم اللغة، مثل المفردات، وتركيب الجمل، والقواعد.

لن يتعلّم الطفل أسماء و أصوات وأشكال الحروف بمجرّد تواجده مع البالغين الذين يحبّون القراءة.

يتعلّم الأطفال هذه المفاهيم عندما يأخذ الكبار الوقت والجهد لمشاركة خبراتهم في اللغة الشفوية والمكتوبة مع الأطفال.

عندما يدخل الأطفال رياض الأطفال لأوّل مرّة، فإنّهم يختلفون في مهاراتهم ومعرفتهم.

تشير الدراسات التي أجريت على رياض الأطفال إلى أنّ القراءة والرياضيات والمعرفة العامّة للأطفال مرتبطة بعمرهم عند دخولهم إليها، و كذا مستوى تعليم أمّهاتهم، ونوع عائلاتهم، واللغة الأساسية المستخدمة في المنزل، وعرقهم.

على الأشخاص البالغين مشاركة الكتاب أو القصّة مع أطفالهم، ولكن بعد ذلك عليهم مناقشة الكتاب والعالم والشخصيات والأحداث مع الطفل.

من المهمّ للآباء الذين يرغبون في بناء الاستعداد المعرفي لأطفالهم أن يختاروا بالفعل مجموعة متنوعة من النصوص من شأنها أن توسّع ما يعرفه أطفالهم عن العالم من حولهم. 

علاوة على ذلك، يتمّ تعزيز الاستيعاب من خلال مناقشة النصّ الذي قد يؤدّي بدوره إلى البحث عن نصّ إضافي حول هذا الموضوع أو الموضوعات ذات الصلة.

سيساعد التوجيه الفعّال للطفل على ربط معرفته وخبرته بالأفكار المكتوبة في النصّ، ثمّ تذكّر الأفكار التي فهمها.

في كثير من الأحيان، يمكن أن يؤدّي اصطحاب الأطفال إلى أحداث وأماكن مختلفة إلى توفير تجربة مع أشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات العرقية. 

في النهاية، ترتبط قدرة الأطفال على فهم ما يقرؤون ارتباطا وثيقا بخلفياتهم المعرفية.

مع الفهم تأتي الرغبة الواضحة في قراءة المزيد من النصوص بشكل متكرّر، ممّا يضمن ممارسة القراءة.

بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك على كسب المعرفة هي:

– قراءة قصص جديدة وإعادة قراءة القصص القديمة كلّ يوم.

– ساعد في توسيع خبراتهم مع الكلمات واللغة والأفكار من خلال القراءة التفاعلية لهم كلّ يوم.

– ربط المعلومات الموجودة في الكتب بالأحداث الأخرى التي تهمّ الأطفال، مثل العطل والحيوانات الأليفة والأشقّاء والألعاب، وإشراك الأطفال في مناقشة كلّ هذه المواضيع.

المصدر: مقالات

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.