جمعت في هذا المقال 20 خطأ تربويّا نرتكبها مع أبنائنا وهي على النحو التالي:
1. الغضب: في كثير من الأحيان نغضب على أبنائنا لأمر لا يستحقّ الغضب، ويكون سبب غضبنا كثرة ضغوط الحياة علينا.
وينبغي أن نفرّق بين ضغط الحياة علينا و ضغطنا على أبنائنا، فلا يصحّ أن يكون أبناؤنا متنفّسا لنا من ضغط الحياة.
2. الاستهتار: يستهتر بعض الآباء بمشاعر الأبناء أمام الأصدقاء والأهل، كأن يتحدّث الوالدان عن بول الابن في فراشه أو عن أنّه يعاني من التأتأة في النطق، وهذا يترك أثرا سلبيّا على نفسية الطفل، وقد تزداد حالته أو يعاند منتقما من الفضيحة.
3. التجسّس: لا ينبغي أن نفتّش في ملابس أبنائنا أو حقائبهم، والأفضل أن نستأذنهم قبل التفتيش ولا نلجأ للتجسّس عليهم، فإنّ ذلك يدمّر العلاقة الوالدية ويعدم الثقة بين الابن ووالديه.
4. المراقبة: إنّنا نراقب أبناءنا كمراقبة الكاميرات 24 ساعة، ثمّ نشتكي من ضعف شخصيتهم أو أنّهم لا يسمعون كلامنا، والصواب أن نعطيهم حرّية ومساحة يتحرّكون بها بعيدا عن إشراف الوالدين ومراقبتهم ليكونوا واثقين من أنفسهم.
5. الضرب: ضرب الأبناء والانتقام والتشفّي منهم أسلوب مدمّر تربويّا، وهذا خلاف الهدي النبويّ، فقد قالت السيّدة عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل الله.
6. التدخّل: التدخّل الدائم في كلّ تفاصيل حياة أبنائنا، كالتدخّل في لباسهم وطعامهم ولعبهم، فإنّ هذا ينشئ طفلا ضعيف الشخصية مهزوز الثقة بالنفس، والصواب أن نعطيهم مساحة للحركة واتّخاذ القرار مع الإشراف والتوجيه عن بعد.
7. المبالغة بالاهتمام: أن نعطي لطفلنا الوحيد أو المصاب بمرض مزمن اهتماما مبالغا فيه، فإنّ ذلك يؤدّي إلى تمرّد الطفل على والديه، حتى يصبح الطفل هو المتحكّم بوالديه.
8. التعويض: بعض الآباء يريد أن يحقّق في ابنه ما عجز عن تحقيقه في صغره ولو كان خلاف رغبة الابن وفوق قدراته. أعرف أمّا عوّضت ضعفها بالإنجليزية بأبنائها واليوم هي نادمة لأنّهم لا يحسنون قراءة العربية والقرآن.
9. الحماية: الحماية الزائدة للأبناء تنتج عنها شخصية خائفة غير ناضجة وليس لديها طموح وترفض تحمّل المسؤولية، وتكون سهلة الانحراف للسلوك السيّئ، والصواب أن نكون متوازنين ونحن نتعامل مع أبنائنا.
10. الاتّهام: إنّنا نوجّه أصابع الاتّهام لأبنائنا من غير دليل واضح معتمدين على احساسنا ومشاعرنا، فيشعر الطفل بكراهيتنا وفقد الثقة بمصداقيتنا، ويتحوّل لمشروع انتقام من والديه ولو بعد زمن.
11. كثرة الانتقاد: إنّنا نكثر من انتقاد تصرّفات أطفالنا يوميّا، ونحن بهذا نربّيهم على الشكّ بقراراتهم وطريقة تفكيرهم، والصواب أن نحاورهم بدلا من انتقادهم، ونتقن مهارة التربية بالقصّة.
12. الانتقاد الدائم: فنحن ننتقد أبناءنا على كلّ خطأ صغير وكبير، والصواب أن نغضّ الطرف عن بعض الهفوات، أو أن نجمع كلّ ثلاثة أخطاء بتوجيه واحد، حتى لا يكره أبناؤنا رؤيتنا ولقاؤنا.
13. ترك الدعاء: نهمل الدعاء الذي وصّانا به رسولنا صلّى الله عليه وسلّم قبل الإنجاب “اللهمّ جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا “، فنرزق بولد قد ضرّه الشيطان فنشقى معه.
14. فوضى اللعب: بأن نترك أبناءنا يلعبون بالأجهزة الإلكترونية من غير ضابط أو نظام يضبط لعبهم، والصواب أن نحدّد لهم وقتا للعب ونتعرّف على نوعية ألعابهم من خلال مشاركتهم باللعب.
15. استهزاء الأصدقاء: نستهزئ بصداقات أبنائنا من عمر 10-14 سنة لأنّهم في هذه المرحلة يتعلّقون بأصدقائهم أكثر من والديهم، والصواب أن نتعرّف على أصدقائهم ونبني علاقة معهم.
16. التبرّع بالحلول: بأن نقدّم الحلول الجاهزة لكلّ مشكلة تواجه أبناءنا، فنفكّر عنهم ونلغي تفكيرهم فتصبح شخصيتهم سلبية اتكالية معتمدة على الآخرين في إدارة الحياة.
17. لا للقانون: عدم وضع نظام أو قانون في البيت للطعام والأجهزة واللباس والعلاقة بالأصدقاء و نكون حازمين بتطبيقه، وإلّا تربّى أبناؤنا على الفوضى وصاروا هم يديروننا.
18. كلمات جارحة: أكسر راسك، أذبحك، أكرهك، أموّتك … هذه العبارات عندما نقولها وقت الغضب فإنّنا نربّي أبناءنا على كراهيتنا ونحوّلهم إلى عدوانيّين يحبّون الانتقام.
19. التناقض: إذا شتم الطفل والديه أو ضربهما نضحك له، ولو شتم الضيوف نغضب عليه، فنربّيه في هذه الحالة على المزاجية ويكون متناقضا ومتقلّب الشخصية.
20. انشغال الوالدين: أن يكون الوالدان مشغولين عن ابنهم طول اليوم، ومع هذا يطمحان أن يكون متميّزا ومبدعا ومتفوّقا ومصلّيا ومؤدّبا، فهذه معجزة، “أعطه من وقتك يعطك التميّز”.
فهذه عشرون خطأ تربويّا رأيتها تتكرّر في أغلب البيوت التي تدخّلت لعلاج مشاكلها التربوية، وأحببت أن أكتبها وتكون واضحة أمام الآباء والأمّهات حتى يتجنّبوها أثناء تربية أبنائهم، طالما أنّهم يطمحون أن يكون أبناؤهم متميّزين ومبدعين وأن يكونوا صالحين، فهذه الأخطاء وإن كان بعضها صغيرا ولكن مع تكرارها تفعل فعل قطرات الماء التي تسقط على الحجر فإنّها تؤثّر فيه ولو بعد حين، واقترح على الوالدين أن يقرآ هذا المقال على أبنائهما ويستمعا لرأيهم في كلّ نقطة.
بقلم د. جاسم المطوع