شلل الأطفال هو مرض يصيب الأطفال دون سنّ الخامسة بالدرجة الأولى.

تؤدّي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال. 

ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بهذا المرض بسبب توقّف عضلاتهم التنفّسيّة عن أداء وظائفها.

انخفضت حالات المرض الناجمة عن فيروس شلل الأطفال البرّيّ بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، أي من نحو 000 350 حالة في حينها إلى 6 حالات أبلغ عنها في عام 2021.

طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس هذا المرض فإنّ الأطفال في جميع البلدان معرّضون لخطر الإصابة بالمرض. 

وقد يسفر الفشل في استئصال هذا المرض من آخر هذه المعاقل العتيدة التي ما زالت موبوءة به عن معاودة ظهور المرض في العالم.

في معظم البلدان أتاحت الجهود العالميّة لاستئصال شلل الأطفال المجال لزيادة القدرة على التصدّي لأمراض معدية أخرى من خلال بناء نُظم فعّالة في مجالي الترصّد والتمنيع.

لمحة عامّة

اعتمدت منظّمة الصحّة العالميّة في عام 1988 قرارا بشأن استئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم بمناسبة إطلاق المبادرة العالميّة لاستئصال شلل الأطفال بقيادة الحكومات الوطنية والمنظّمة ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظّمة الأمم المتّحدة للطفولة ” اليونيسيف “، وانضمّت إليها لاحقا مؤسّسة بيل وميليندا غيتس وتحالف غافي للقاحات. 

وانخفضت منذ ذلك الحين معدّلات الإصابة بشلل الأطفال في أرجاء العالم كافّة بنسبة 99٪، ويوشك العالم الآن على استئصال مرض بشريّ على الصعيد العالميّ للمرّة الثانية فقط في التاريخ بعد استئصال الجدريّ في عام 1980.

كما انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال البرّي بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، أي من نحو 000 350 حالة في أكثر من 125 بلدا موطونا بالمرض في حينها إلى 6 حالات أبلغ عنها في عام 2021.

الأعراض والمخاطر

شلل الأطفال مرض فيروسيّ شديد العدوى يغزو الجهاز العصبيّ ويمكن أن يحدث شللا تامّا في غضون ساعات من الزمن. 

وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسيّة عن طريق البراز، وبصورة أقلّ عن طريق وسيلة مشتركة ” مثل المياه أو الأطعمة الملوّثة “ويتكاثر في الأمعاء. 

وتتمثّل أعراض المرض الأوّليّة في الحمّى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. 

وتؤدّي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال يصيب الساقين عادة ، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفّسيّة عن أداء وظائفها.

ويصيب هذا المرض الأطفال دون سنّ الخامسة بالدرجة الأولى، ولكنّه يمكن أن يصيب أيّ شخص غير ملقّح ضدّه بصرف النظر عن عمره.

ولا يوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية منه ليس إلا.

ولقاح شلل الأطفال الذي يعطى في شكل جرعات يمكن أن يقي الطفل من شرّ المرض طوال العمر. 

وهناك لقاحان متاحان هما: اللقاح الفمويّ لشلل الأطفال ولقاح شلل الأطفال المعطّل، وكلاهما فعّال وآمن وهما يُعطيان كذلك في توليفات مختلفة في أنحاء العالم بأسره رهنا بالظروف الوبائيّة السائدة والبرامج المنفّذة محلّيا لضمان التمكّن من توفير أفضل حماية ممكنة للسكان.

استئصال المرض

تكون استراتيجيات استئصال شلل الأطفال فعّالة عندما تنفّذ بالكامل، ويتجلّى ذلك بوضوح في تكليل استئصال المرض بالنجاح في معظم بلدان العالم.

وترسم استراتيجية استئصال شلل الأطفال للفترة 2022-2026 خريطة طريق لتأمين إقامة عالم خال من جميع فيروسات شلل الأطفال دائماً وأبداً، ويتواصل بذل الجهود بشأن الانتقال في مجال شلل الأطفال والمرحلة اللاحقة للإشهاد على استئصاله لضمان الاستمرار في الاستفادة من البنية التحتيّة المقامة لاستئصال شلل الأطفال في الجهود المبذولة في مجال الصحّة العامّة على نطاق أوسع بعد فترة طويلة من زوال المرض.

ومن الضروريّ لإحراز النجاح ضمان تنفيذ الاستراتيجيّة بالكامل في جميع المناطق وتزويدها بكلّ الموارد اللازمة، ولكن العجز عن اتّباع نُهج استراتيجيّة في هذا المضمار سيتسبّب في استمرار انتقال الفيروس.

 ويتواصل انتقال هذا الفيروس البرّي المتوطّن في مناطق أفغانستان وباكستان، وقد يسفر الفشل في وقف انتقاله في آخر هذه المناطق التي ما زالت موبوءة به عن معاودة ظهور المرض في العالم. 

ولهذا السبب فإنّ ضمان استئصال شلل الأطفال بالكامل مرّة واحدة وإلى الأبد هو أمر حاسم الأهميّة.

وبمجرّد استئصال هذا المرض، يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال منفعة عالمية عامّة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة بغضّ النظر عن المكان الذي يعيشون فيه. 

ورُئي من نمذجة اقتصادية أنّ من شأن استئصال هذا المرض أن يوفّر مبلغا يتراوح بين 40 و50 مليار دولار أمريكيّ على الأقل، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل. 

والأهمّ من ذلك، أنّ هذا النجاح يعني عدم معاناة أيّ طفل مرّة أخرى من الآثار الرهيبة لإصابته بالشلل طوال العمر بسبب فيروس شلل الأطفال.

وقد أعلن عن الجهود العالميّة لاستئصال هذا المرض بوصفها من مبادرات الصحّة العامّة التي تثير قلقا دوليّا بموجب اللوائح الصحّيّة الدوليّة، كما أصدرت لجنة الطوارئ المشكّلة بموجب اللوائح الصحّيّة الدوليّة توصيات مؤقّتة موجّهة إلى البلدان المتضرّرة من انتقال هذا الفيروس أو تلك المعرّضة بشدّة لخطورة معاودة ظهور المرض فيها.

وتواصل جهود استئصال هذا المرض دعم الجهود المبذولة في مجال الصحّة العامّة على نطاق أوسع، بما يشمل المساعدة في الاستجابة للكوارث الطبيعيّة والطوارئ الإنسانية وحالات الجفاف والزلازل وتفشّي الأمراض المعدية الأخرى ودعم ترصّد الأمراض في إطار تنفيذ مبادرات الصحّة العامّة الأوسع نطاقا.

 وتواصل المبادرة العالميّة لاستئصال هذا المرض دعم الاستجابة لجائحة كوفيد-19 العالمية، بما يشمل المساعدة في ترصّد الأمراض وتعزيز قدرات المختبرات وتسليم اللقاحات ونشرها.

استجابة منظّمة الصحّة العالميّة

تواصل المنظّمة، جنبا إلى جنب مع شركائها في المبادرة العالميّة لاستئصال هذا المرض، تزويد البلدان التي ما زالت متضرّرة به أو المعرّضة بشدّة لخطورة معاودة ظهوره فيها بالدعم اللازم في ميدان تنفيذ استراتيجيات استئصال المرض في إطار التركيز في المقام الأوّل على التمنيع وترصّد الأمراض، علماً بأنّ عدد حالات الإصابة بالمرض انخفض بنسبة تزيد على 99٪ منذ إطلاق المبادرة العالميّة لاستئصاله.

وفي عام 1994، جرى الإشهاد على خلوّ إقليم الأمريكيّتين التابع للمنظّمة من هذا المرض، وتبعه إقليم غرب المحيط الهادئ في عام 2000، ثم إقليم المنظّمة الأوروبيّة في يونيو 2002.

 وفي 27 مارس 2014، جرى الإشهاد على خلوّ إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظّمة من هذا المرض، ويعني ذلك وقف سريان فيروس شلل الأطفال البرّي في هذه المجموعة المكوّنة من 11 بلدا والممتدّة من إندونيسيا إلى الهند.

 وفي عام 2020، أصبح الإقليم الأفريقيّ خامس إقليم يشهد على خلوّه من فيروس شلل الأطفال البرّي.

ويوجد قرابة 20 مليون شخص يستطيعون المشي اليوم ممّن كانوا سينكبون بالشلل بخلاف ذلك. 

وبفضل إعطاء فيتامين “أ” بشكل منهجيّ أثناء الاضطلاع بأنشطة التمنيع ضدّ هذا المرض، جرى تلافي وفيّات قدّر عددها بنحو 1.5 مليون وفاة في مرحلة الطفولة.

المصدر: منظّمة الصحّة العالميّة

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.