سنتناول هنا موضوع تعدّد المهام لدى طفلك و صحّته العقلية.

هل يؤثّر تعدّد المهام على الصحّة العقلية لطفلك؟

 قد يبدو الأمر وكأنّه يزيد من نشاط طفلك ويوفّر له الوقت والطاقة، ويفخر العديد من الآباء بقدرات أطفالهم على تعدّد المهام.

 ومع ذلك، فقد أكّدت الأبحاث أنّ تعدّد المهام يمكن أن يكون له آثار سلبية على مستويات النشاط وصحّة الدماغ بشكل عامّ في بعض الحالات.

تعدّد المهام هو آمن فقط في حالة استخدام محفّزات مختلفة.

يتّفق الخبراء على أنّ تعدّد المهام يكون أكثر أمانًا إذا كانت المهام المعنية لا تستخدم نفس المحفّزات، مثل قراءة رسالة من الكمبيوتر المحمول أثناء الاستماع إلى الأناشيد. 

إنّ دماغنا ليس مهيّأ للتعامل مع نفس التحدّي التحفيزيّ في نفس الوقت.

هذا هو السبب في أنّ قيادة السيارة وإرسال الرسائل النصّيّة على الهاتف في نفس الوقت يعتبر أمرًا خطيرًا للغاية. أنت تستخدم نفس التحفيز البصريّ. كلاهما يتنافس على نفس التركيز المحدود.

 على الرغم من أنّه يبدو أنّك تقوم بمهام متعدّدة، إلا أنّه يمكنك فقط المشاركة بنشاط واحد مع أحدهما أو الآخر.

لذا بدلاً من القيام بأمرين في وقت واحد، فأنت في الواقع تنتقل بسرعة من أحدهما إلى الآخر، والعودة مرّة أخرى. 

إذا انجذب انتباهك إلى الهاتف لمدّة طويلة، فتتوقّف مهمّة التحكّم في السيارة بوعي، ويمكن أن تحدث كارثة.

مثال آخر هو عندما تحاول الاستماع إلى محادثات متعدّدة من حولك.

 من المستحيل الاستماع إلى شخصين يتحدّثان إليك في وقت واحد، لأنّ المحفّز السمعي يصبح مرهقًا.

يمكن أن يؤدّي تعدّد المهام إلى الإضرار بقدرة ذاكرتك.

إذا وجدت نفسك متعدّد المهام، فإنّ كلّ مهمّة يشارك فيها عقلك سوف تستنزف جزءًا من طاقتك العقلية. 

مع استنزاف طاقتك العقلية، تصبح أكثر شرودًا. هذا لأنّ عقلك يبدأ في التشتّت.

حتى لو تمكّنت من إكمال المهمّتين بنجاح، فمن المحتمل ألا تتذكّر كيف أكملت المهام.

 هذا لأنّ دماغنا ليس لديه القدرة على التركيز بشكل كامل على مهمّتين أو عدّة مهام في نفس الوقت.

في كلّ مرّة تقوم فيها بمهام متعدّدة، يتحوّل عقلك إلى عمل أعمالا مشوّشة. 

عندما تقوم بمهام متعدّدة، فإنّك تنقص من استثمار عقلك في كلّ مهمّة.

يعتقد أصحاب المهام المتعدّدة أنّهم يؤدّون أداءً أفضل لكن أظهرت دراسة أنّ الأشخاص الذين كانوا يرسلون رسائل نصّية أثناء مطالبتهم بالتركيز على الصور المعروضة على شاشة الكمبيوتر قد انخفضت مستويات أدائهم.

ما يجعل هذه النتيجة أكثر إثارة للقلق هو أنّ هؤلاء الأشخاص الذين طُلب منهم القيام بمهامّ متعدّدة باستخدام نفس المحفّز البصري، اعتقدوا أنّهم أدّوها بشكل أفضل، على الرغم من أنّ النتائج أظهرت عكس ذلك.

 انخفضت قدرتهم على التركيز على الصور المعروضة على شاشة الكمبيوتر الخاصّة بهم بنسبة تصل إلى 50 ٪ على الرغم من أنّهم اعتقدوا أنّهم كانوا يؤدّون مهمّتهم بشكل مثالي.

 طُلب من نفس المشاركين في الدراسة القيام بمهام متعدّدة باستخدام محفّزات مختلفة، مثل السمعية والبصرية، ووجدوا أنّ لديهم مستويات منخفضة من الأداء تصل إلى 30٪.

إنّ تصور مستوى الأداء عند تعدّد المهام ليس هو نفسه، كما أثبتت النتائج. 

 وجد الباحثون أيضًا أنّ تعدّد مهام الوسائط يزيد من مخاطر تطوير ضعف التحكّم المعرفيّ.

 ينتج عن هذا إجهاد متراكم، وهو بالفعل مشكلة حقيقية للغاية بالنسبة للكثيرين، إن لم يكن معظمهم، إلى حدّ ما.

على الرغم من أنّ التكنولوجيا اليوم تجعل من الصعب علينا تجنّب تعدّد المهامّ، فقط اجعل طفلك أكثر وعياً بموعد حدوث ذلك واجعل طفلك يحاول إزالة العبء الزائد عن عقله قدر الإمكان.

المصدر: مقالات

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.