بيوت مفككة، أطفال محطمين هي حقيقة مرّة يعاني منها العديد من الأطفال. عندما ينفصل الوالدان فإنّ أمن الأطفال ورفاههم يضحى في خطر شديد.

تقليديا، تعتبر تربية الأطفال جزءًا لا يتجزأ من شراكة الزواج، وهي مهمّة تستلزم توفير المأوى والملبس والتعليم والحبّ التي لا يمكن لأيّ طفل أن يعيش بدونهم.

 مثلما يريد الأزواج أن يشعروا بأنّهم ينتمون إلى أسرة واحدة يسودها المودّة و الرحمة، كذلك يريد أطفالهم.

وغنيّ عن البيان أيضًا أنّه في حالة فسخ الزواج، سيتأثّر الأطفال عاطفياً بذلك مع والديهم.

آثار الطلاق على الأطفال لها أهمّية كبرى لأي والد يريد الخير لأولاده.

لكن هذا ليس بالأمر السهل دائمًا، فعندما يكون الزواج متضرّرًا ويتأذّى الأب أو الأمّ، يجب على الآباء أيضًا التفكير في الآثار المترتّبة عن الطلاق على أطفالهم.

كانت هناك العديد من الدراسات التي اعتنت بآثار الطلاق على الأطفال.

 تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال من عائلة مفكّكة يتأثّرون عاطفياً بانفصال والديهم وهم يعلمون أنّه لن تكون الأمور كما كانت من قبل مرّة أخرى. إنّهم يخشون التغيير.

 لا يقتصر الأمر على عدم تواجد الأمّ أو الأب، بل قد يفقدون أيضًا الاتّصال بأسرتهم الممتدة، أو قد يتغيّر الروتين المدرسي لديهم.

يخاف الأطفال من التخلّي عنهم.

عندما يكون الوالدان على خلاف ويكونان إمّا منفصلين أو يفكّران في الانفصال، يكون لدى الأطفال خوف واقعي من أنّهم إذا فقدوا أحد الوالدين، فقد يفقدون الآخر.

إنّ مفهوم أن تكون وحيدًا في العالم أمر مخيف جدًا بالنسبة للطفل.

الأطفال الذين لديهم ارتباط طبيعي بوالديهم يخشون أيضًا فقدان العلاقات الآمنة الأخرى مثل تلك التي تربطهم بأصدقائهم، والأشقّاء، والجيران، وما إلى ذلك.

في بعض الأحيان، يرتبط الأطفال ببساطة بمحيطهم، ويمكن أن يتسبّب الانتقال إلى محيط جديد في ردّ فعل سلبي واضح.

كما وجد أنّ الطلاق مرتبط بارتفاع معدّل الإصابة بالاكتئاب.

الانسحاب من محيط الأصدقاء والعائلة هو سلوك عدواني و قد يؤدّي إلى الانقطاع عن الدراسة.

أكاديميًا، يتأثّر الأطفال بشكل كبير بسبب طلاق والديهم.

يتسرّب أطفال الأسر المطلّقة من المدرسة بمعدّل ضعفين مقارنة بأطفال الأسر السليمة.

لديهم أيضًا معدّلات تخرّج أقل من الجامعة أوالكلّية.

علاوة على ذلك، فإنّ أطفال الوالدين المطلّقين هم أكثر عرضة للانحراف بحلول سنّ 15، بغضّ النظر عن وقت حدوث الطلاق.

تشير الأدلّة إلى أنّ طلاق أحد الوالدين والعيش في المنزل مع الوالد فقط يمكن أن يؤثّر على الطفل و يولّد لديه أفكار الانتحار.

يعتبر تعاطي المخدّرات عند الأطفال في أدنى مستوى بين هؤلاء الأطفال الذين تمّ تجنيبهم من آثار طلاق الوالدين.

عندما يكون هناك توتّر ومشاكل في المنزل، سيصاب بعض الأطفال بالصدمة عندما يعلمون أنّ والديهم سينتهون إلى الطلاق.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يقرّوا ويقبلوا أنّ حياتهم ستكون مختلفة.

لمساعدة الطفل على التعامل مع الصدمة والتوتّر، يجب على الوالدين التحلّي بالصبر معه، و الولوج برفق في الروتين الجديد إن أمكن والتعبير عن حبّهم له وطمأنته باستمرار.

الخلاصة هي أنّ بيوت مفككة، أطفال محطمين هي حقيقة مرّة يعاني منها العديد من الأطفال.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.