نقدّم لكم سلسلة قصص مكتوبة قبل النوم للأطفال هادفة . يقول ألبرت أينشتاين: إذا كنتم تريدون أطفالكم أن يكونوا أذكياء فاقرأوا لهم قصصاً خيالية .. و إذا كنتم تريدون أطفالكم أن يكونوا أكثر ذكاءً فاقرأوا لهم مزيداً من القصص الخيالية.

الولد الذي استغاث من الذئب

في يوم من الأيام، كان هناك صبي راعي غنم يشعر بالملل وهو ينظر إلى قطيع الغنم على التل.

 لتسلية نفسه، صرخ “الذئب، الذئب، الذئب يطارد الخراف”.

 جاء سكان القرية يركضون لمساعدة الصبي وإنقاذ الأغنام فلم يجدوا شيئًا، وضحك الصبي وهو ينظر إلى وجوههم الغاضبة.

قالوا له لا تستغيث بنا عندما لا يكون هناك فعلا ذئب ثم غادروا بغضب و بدأ الصبي يضحك عليهم.

بعد فترة، شعر بالملل وصرخ مرة أخرى “الذئب، الذئب”، وخدع سكان القرية مرة أخرى.

حذر سكان القرية الغاضبون الصبي مرة أخرى وغادروا.

 واصل الصبي رعي قطيع الغنم.

 بعد فترة، رأى ذئبًا حقيقيًا وصرخ بصوت عالٍ، “الذئب، الذئب، الرجاء مساعدتي، الذئب يطارد الخراف”.

لكن هذه المرة، لم يحضر أحد لمساعدته.

 بحلول المساء، عندما لم يعد الصبي إلى المنزل، تساءل سكان القرية عما حدث له وصعدوا التل.

 جلس الصبي على التل باكيًا و سأل بغضب، لماذا لم تأتون عندما قلت لكم أنه يوجد ذئب.

“قطيع الغنم هرب من الذئب و هو مشتت الآن”.

اقترب منه رجل عجوز من أهل القرية وقال: “الناس لا يصدقوا الكاذبين حتى عندما يقولون الحقيقة”.

سنبحث عن خرافك صباح الغد.

دعونا نذهب إلى المنزل الآن.

المزارع المخادع

ُحكى أن مزارعاً مخادعاً قام ببيع بئر الماء الموجود في أرضه لجاره مقابل مبلغ كبير من المال.

عندما جاء المزارع الذي اشترى البئر ليستخدم الماء الموجود فيه في اليوم التالي قال له الرجل المخادع: اذهب من هنا أيها الرجل فأنا قد بعتك البئر لكنني لم أبعك الماء الموجود فيه.

 دُهش الرجل مما سمع وتوجه إلى القاضي ليشتكي المزارع المخادع له بعد محاولات عديدة لإقناعه بأن البئر والماء الذي فيه من حقه.

 سمع القاضي القصة وأمر الرجل المخادع بالحضور، ثمّ طلب منه أن يعطي الرجل بئره إلّا أنّه رفض.

فقال له القاضي: حسناً، إن كانت الماء لك والبئر لجارك فهيّا قم وأخرج ماءك من بئره.

 جُنّ جنون الرجل المخادع وعرف أنّ الخديعة لا تضرُّ إلّا بصاحبها.

قصة الرجل الحكيم

يحكى أنّه كان هناك رجل حكيم يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته.

 لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن نفس المشاكل والمصاعب التي تواجههم، حتى سئم منهم.

 وفي يوم من الأيام، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين.

 بعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم.

 ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد.

 عندها ابتسم الحكيم وقال: لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على نفس المشاكل في كلّ مرة؟!

العبرة المستفادة من هذه القصة: القلق لن يحلّ مشاكلك، وإنّما هو مضيعة للوقت وهدر للطاقة.

ملك، لكنه غير سعيد

في زمن ما، كان هناك ملك ثري جدا  لكنه كان غير سعيد على الرغم من أنه حاول بجد أن يكون كذلك.

دعا الملك أحد الحكماء في مملكته إلى القصر وسأله كيف يمكن أن أكون سعيدًا فأجاب الحكيم:

عزيزي الملك، إذا كنت تريد أن تكون خاليًا تمامًا من التعاسة، فعليك أن تجد رجلًا سعيدًا، و ستكون كذلك عندما ترتدي قميص ذلك الرجل.

عند سماع ذلك، أصدر الملك أوامره على الفور لرجاله وطلب منهم العثور على رجل سعيد في مملكته.

بحث رجال الملك لكنهم لم يجدوا رجلًا سعيدًا.

كلهم لديهم مشاكلهم الخاصة وتعاستهم.

بينما كان الرجال عائدين إلى القصر دون أن يجدوا رجلًا سعيدًا، سمعوا رجلا في كوخ قديم جدًا يقول:

الحمد لله ، أنا سعيد اليوم، أنا بصحة جيدة و أعطاني الله القوت حتى لا أنام جائعا، لا يوجد أحد أكثر سعادة مني في هذا العالم.

عند سماعهم ذلك، شعر رجال الملك بسعادة غامرة لأنهم عثروا على شخص سعيد.

قالوا يجب أن نحضر قميص الرجل على الفور ونأخذه إلى الملك.

لكنهم عندما دخلوا الكوخ، أدركوا أن الرجل لم يكن يرتدي قميصًا أصلا.

العبرة من القصة هي:

أولئك الذين لا يكتفون بما لديهم ويريدون دائمًا المزيد لن يكونوا سعداء أبدًا.

أولئك الذين يبحثون عن السعادة داخل أنفسهم سعداء دائمًا.

قصة الأخوين

تدور قصة أخوين في المزرعة الموروثة عن والدهما حيث يعملان معًا.

كان أحد الأخوين متزوجا ولديه خمسة أطفال.

كان الأخ الآخر أعزب.

في نهاية كل يوم، يقسم الأخوان إنتاجهما وأرباحهما بالتساوي.

في يوم من الأيام، فكر الأخ الأعزب و قال: ليس من العدل أن نقسم منتجنا وربحنا بالتساوي.

أنا أعزب ولست بحاجة إلى الكثير.

أخي لديه عائلة كبيرة فهو يحتاج أكثر.

منذ ذلك اليوم، كان الأخ الأعزب يأخذ كل ليلة كيس من الحبوب إلى مخزن الحبوب في منزل أخيه المتزوج.

في نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه: ليس من الصواب على الإطلاق تقسيم منتجنا وربحنا بالتساوي.

 أنا متزوج ولدي زوجة وأطفال ويمكنهم الاعتناء بي عندما أكبر.

لكن عندما يكبر أخي، لا يوجد لديه من يعتني به. سيحتاج المزيد في المستقبل.

لذلك بدأ الأخ المتزوج أيضًا في التسلل من منزله كل ليلة ليأخذ كيسًا من الحبوب إلى مخزن الحبوب الخاص بأخيه الأعزب.

لم يستطع الأخوان فهم ما كان يحدث لسنوات لأن كمية الحبوب في كلا المستودعات لم تتغير.

ثم ذات ليلة، التقى الأخوان بينما كان كل منهما يحمل الحبوب سرا إلى مستودع الآخر.

. لقد فهموا ما كان يجري في تلك اللحظة

أسقطوا حقائبهم على الأرض وعانقوا بعضهم البعض.

العبرة من القصة:

إن الأخوة ليست تفكيرا أنانيا، بل هي تفكير في الآخرين.

قصة اللوح الخشبي و المسامير

كان هناك شاب عنيف يتشاجر دائمًا مع أصدقائه.

أراد والده أن يعلمه درسًا.

في يوم ما، أعطاه والده كيسًا مليئًا بالمسامير ولوحًا خشبيا فارغًا.

قال الوالد لابنه: في كل مرة تتجادل فيها وتتشاجر مع أصدقائك، ستدق مسمارًا في هذا اللوح الخشبي.

خاض الشاب في اليوم الأول معارك مع أصدقائه ودق 30 مسمارًا في اللوح الخشبي.

في وقت لاحق، حاول أن يتعامل بشكل جيد مع أصدقائه وقام بدق مسامير أقل.

مع مرور الوقت، جاء يوم عليه و لم يدق أي مسمارا.

 قال له والده، بدءًا من الآن، فكل يوم لا تتشاجر فيه، ستخرج مسمارًا من اللوح الخشبي.

بعد أيام، جاء وقت و أزال فيه كل مسمار كان على اللوح الخشبي.

قال الوالد لابنه: أحسنت، أنت الآن ليس لديك مشاكل مع أصدقائك.

لقد قمت بإزالة جميع المسامير من اللوح الخشبي ولكن يوجد الآن العديد من الثقوب فيه.

لن يكون اللوح الخشبي كما كان من قبل.

كل ثقب في اللوح الخشبي هي الكلمة السيئة التي تقولها عندما تتشاجر مع أصدقائك.

حتى لو سامحك أصدقاؤك، فستبقى الكلمات السيئة التي قلتها لهم، ولن يتم سد هذه الثقوب.

يجب عليك أن تتعامل بشكل جيد مع أصدقاءك.

 تذكّر دائما أنك ستحتاج إلى مساعدتهم وصداقتهم.

العبرة من القصة هي:في هذه الدنيا، إذا جرحت قلوب أصدقائك وأحبائك، حتى لو سامحوك، فسيظل هناك دائمًا ألم من قلوبهم.

قصة المهرج الحزين

ذات يوم، جاء شخص حزين يبكي إلى عيادة الطبيب النفسي وبدأ في الحديث و قال:

وضعي المادي جيد، ليس لدي مشكلة مالية، ليس لدي مشاكل صحية، ومع ذلك لدي مشكلة أخرى.

قال الطبيب النفسي: ما هي؟

قال: لا أستطيع أن أفرح، أنا مكتئب باستمرار، أريد فقط أن أضحك أحيانًا لأستمتع. لهذا السبب جئت إليك.

 قال الطبيب النفسي: صديقي، حقيقة الأمر، أن هذا ليس مجال خبرتي، ومع ذلك يمكنني تقديم لك اقتراح.

لقد أقاموا لنا في بلدتنا هذه السيرك قبل أيام. كان هناك فيه مهرج.

أنا ذهبت إلى هذا السيرك. كان جميل جدا، وخاصة ذلك المهرج.

سقطت على الأرض من كثرة الضحك. لقد استمتعت كثيرًا. 

أقترح عليك الذهاب إلى هذا السيرك ومشاهدة هذا المهرج على وجه الخصوص.

عندئذ سقطت الدموع من وجه ذلك الرجل وقال بصوت هامس:ذلك المهرج هو أنا.

قصة الخير و الشّر

بينما كان رجل يركب فوق جمله في الصحراء التقى شخصا يموت من العطش و يحاول أن يسير على الكثبان الرملية بصعوبة.

طلب ذلك الشخص من الرجل الماء ليسقيه.

نزل الرجل من فوق الجمل و سقاه من ماءه.

الشخص الذي شرب الماء قفز فجأة على الجمل و هرب به.

صاح وراءه الرجل و قال له: حسنًا، أنت تسرق الجمل، لكن لدي طلب منك.

أرجوك لا تخبر أحدا بصنيعك هذا.

وجد اللص هذا الطلب لا معنى له، تفاجأ وسأل لماذا؟

قال الرجل: إذا تحدّثت عما فعلته سينتشر الخبر بين الناس ولن يساعد أحد أحدا مرة أخرى.

قصة الرجلان المريضان

كان هناك رجلان عجوزان في المستشفى يعانيا من نفس مرض القلب، كانا يتشاركان أيضًا في نفس الغرفة.

كان الاختلاف الوحيد هو أن أحدهما كان ينام بجانب النافذة والآخر ينام بجانب الحائط.

كان الرجل العجوز الذي بجوار النافذة ينظر منها كل يوم ويخبر صديقه عما يدور في الخارج و يقول:

البحر اليوم هادئ ولكن الرياح ما زالت خفيفة على ما أعتقد لأن أشرعة القارب البعيد تمتلئ بالرياح.

الحديقة هادئة هذا الصباح.

 هناك أرجوحتان ممتلئتان،هناك أرجوحتان فارغتان.

كم هي جميلة هذه الزهور.

كم هي جميلة طيور النورس على البحر و هي تغوص في الماء بحثًا عن طعامها اليوم.

مرّت الأيام حتى أصيب الرجل العجوز بجوار النافذة بنوبة قلبية و مات.

بعدها جاءت الممرضات لتضعه في مكان الرجل العجوز الذي كان بجوار النافذة.

رأى أخيرًا المنظر الذي أراد أن ينظر إليه منذ مدة.

رفع رأسه ونظر من النافذة، ولم يصدق ما رآه.

لم يكن هناك سوى جدار أسود، فعلم أن صاحبه كان يحاول أن يخفف عنه آلامه و يريه أن الدنيا فيها ما يجعلنا سعداء فيها.العبرة من هذه القصة: حياتنا من صنع أفكارنا.

قصة الذئب والكلب

يحكي أنّه في يوم من الأيام كان هناك ذئب ضعيف هزيل قد غلبه الجوع حتى كاد أن يهلك من شدة الجوع والعطش.

ذات يوم، بينما هو جالساً على جانب الطريق متعباً لا يقوى علي الحراك شاهد كلباً أليفاً يمرّ في الطريق.

لاحظ الكلب حالة الذئب فاقترب منه بحذر وقال له: آه يا ابن العم، أنا أعرف أنك تعاني من الضعف والجوع، وحياتك متقلّبة للغاية وغير مستقرة وهذا ما سيؤدي يوماً إلى هلاكك.

لماذا لا تعمل مثلي بشكل ثابت حتى تجد من يقدّم لك الطعام كل يوم بانتظام وهكذا تعيش في سلام وأمان مرتاح البال.

أجابه الذئب: ليس لديّ أيّ اعتراض أن أعمل واكسب من قوت يومي ولكنني أحتاج فقط إلى مأوى.

فقال له الكلب: يمكنني أن أؤمن لك هذا المأوى بكلّ سهولة.

تعال معي الآن إلى سيّدي وسوف تشاركني في عملي.

وبالفعل ذهب الاثنان سوياً باتّجاه القرية التي يسكن بها صاحب الكلب.

في الطريق لاحظ الذئب أن الشعر في منطقة محددة على رقبة الكلب كان تالفاً للغاية وممزقاً بشدّة، فسأله عن السبب.

فأجابه الكلب في حزن: إنه كذلك بسبب الطوق الذي يبقيه صاحبي في رقبتي طوال الليل حتى أظل مقيداً، إنه مزعج قليلاً ولكن سرعان ما ستعتاد عليه وستتقبّل الأمر بمرور الوقت.

هنا توقف الذئب عن السير والتفت إلى الكلب قائلاً له: إذا وداعاً أيها الكلب، أنا أفضّل أن أموت جوعاً وأنا حرّ، فهذا أفضل لي أن أكون عبداً سميناً.

قصة الكلب والظل

يُحكي أنه في يوم من الأيام كان الكلب عائداً إلى منزله وهو يحمل قطعة من اللحم في فمه.

ولكن ليصل إلى منزله كان عليه أن يعبر علي لوح خشبي فوق جدول صغير من الماء.

وخلال عبوره نظر الكلب إلى الأسفل فشاهد ظله ينعكس على سطح المياه، فظن أن هناك كلباً آخر يحمل قطعة من اللحم.

فكر الكلب قليلاً وقرر أن يحصل على هذه القطعة الأخرى من اللحم فانقض على ظله المنعكس في المياه.

وما إن فتح فمه حتى سقطت قطعة اللحم في مياه الجدول واختفت نهائياً.

وهكذا عاد الكلب إلى المنزل جائعاً جزاء طمعه.

قصة الحمار الأحمق

كان لدى بائع ملح حمارٌ يستعين به لحمل أكياس الملح إلى السوق كلّ يوم.

في أحد الأيام اضطرّ البائع والحمار لقطع نهرٍ صغير من أجل الوصول إلى السوق.

تعثّر الحمار فجأة ووقع في الماء، فذاب الملح وأصبحت الأكياس خفيفة.

أسعد ذلك الحمار كثيرًا، ومنذ ذلك اليوم، بدأ الحمار بتكرار الخدعة نفسها في كلّ يوم.

اكتشف البائع حيلة الحمار، فقرّر أن يعلمه درسًا.

في اليوم التالي ملأ الأكياس بالقطن ووضعها على ظهر الحمار.

في هذه المرّة أيضَا، قام الحمار بالحيلة ذاتها، وأوقع نفسه في الماء.

لكن بعكس المرّات الماضية ازداد ثقل القطن أضعافًا.

واجه الحمار وقتًا عصيبًا في الخروج من الماء.

تعلّم الحمار حينها الدرس، وفرح البائع لذلك.

قصة الأسد الجشع

كان يومًا حارًّا جدًا، وكان الأسد في الغابة يشعر بجوع شديد.

خرج من وكره وبحث هنا وهناك عن طعام يسدّ به جوعه فلم يجد سوى أرنب صغير.

قبض عليه، وفكّر مع نفسه قائلاً: هذا الأرنب لن يملأ معدتي.

وفي حينها لمح غزالاً مرّ على مقربة منه، فأصابه الجشع.

فكّر مجدّدًا و قال:  بدلا من هذا الأرنب النحيل، سأمسك بالغزال وأتناول وجبة دسمة.

وهكذا أطلق الأسد سراح الأرنب، وانطلق بأقصى سرعته إلى حيث رأى الغزال يركض، لكن هذا الأخير كان قد اختفى.

شعر الأسد بالمرارة والأسف، وندم شديد الندم لأنه أطلق سراح الأرنب.

وبقي الآن جائعًا بلا طعام.

العبرة المستفادة من هذه القصة: عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.

قصة الصديقان والدب

كان في إحدى القرى صديقين حميمين.

وفي أحد الأيام ذهبا في نزهة إلى الغابة للتمتّع بجمال الطبيعة.

فجأة رأيا دبًا كبيرًا يتقدّم منهما، ففزعا وانتابهما الخوف الشديد.

كان الصديق الأول بارعًا في تسّلق الأشجار، فسارع على الفور إلى أقرب شجرة إليه وتسلّقها غير مبالٍ بصديقه الذي لم يكن يحسن التسلّق إطلاقًا.

أمّا الصديق الثاني، ففكّر قليلاً، وتذكّر حينها أنّه قد سمع بأنّ الحيوانات المفترسة لا تحبّ الجثث الميتة، لذا استلقى أرضًا وكتم أنفاسه.

وصل إليه الدب الكبير، وراح يشمّه ويدور حوله لبعض الوقت، ثمّ تركه وذهب.

فنزل الصديق الأول من أعلى الشجرة وسأل صديقه ساخرًا: ماذا قال لك الدبّ حينما كان يهمس في أذنك؟

أجابه الصديق الثاني: قال لي أن أبتعد عن الأصدقاء أمثالك ثم تركه ومضى في طريقه.

العبرة المستفادة من القصة: الصديق الحقيقي هو الذي تجده وقت الضيق.

قصة الثعلب والعنب

في أحد الأيام كان هنالك ثعلب يتمشّى في الغابة، وفجأة رأى عنقودَ عنب يتدلّى من أحد الأغصان المرتفعة.

قال الثعلب لنفسه مسرورًا: هذا ما كنت أحتاجه لأطفئ عطشي.

تراجع بضع خطوات للوراء ثمّ قفز محاولاً التقاط العنقود، لكنه فشل.

فحاول مرّة ثانية وثالثة، واستمر في المحاولة دون جدوى.

أخيرًا، وبعد أن فقد الأمل سار مبتعدًا عن الشجرة، وهو يقول متكبّرًا: إنها ثمار حامضة. على أيّ حال لم أعد أريدها.

العبرة المستفادة: إنّه من السهل للغاية أن تنتقد ما لا تستطيع الوصول إليه.

قصة الأسد والخادم المسكين

يحكى أن أحد الخدم كان يتعرّض لمعاملة سيئة من سيّده، فهرب في أحد الأيام إلى الغابة.

هناك التقى بأسد يتألم من شوكة كبيرة مغروسة في قدمه.

استجمع الخادم شجاعته، واقترب من الأسد وانتزع الشوكة من قدمه.

فمضى الأسد في طريقه دون أن يؤذي الخادم الطيب.

بعد ذلك بعدّة أيام، خرج سيّد الخادم في رحلة صيد إلى الغابة، وقبض على الكثير من الحيوانات.

وفي طريق العودة لمح السيّد خادمه، فقبض عليه أيضًا، وقرّر أن يعاقبه عقابًا قاسيًا

فطلب من خدمه أن يرموه في قفص الأسد.

وكم كانت دهشة السيّد ومن حوله عظيمة حينما دنا الأسد من الخادم وراح يلعق وجهه كأنه حيوان أليف.

لقد كان ذلك الأسد هو نفسه الذي ساعده الخادم قبل أيام.

وهكذا، نجا الخادم وتمكّن بمساعدة الأسد من إنقاذ بقية الحيوانات.

العبرة المستفادة من القصة: ساعد غيرك، فلا تعلم متى ستحتاجهم.

عمل الخير لا يضيع.

قصة الشاب الكفيف

خلال إحدى الرحلات في القطار، صاح شاب في العشرين من العمر فجأة: أبي انظر إلى الأشجار، إنها تسير إلى الوراء.

وابتسم حينها الأب لابنه في عطف في حين راح بقيّة الركاب ينظرون إلى الشاب بعين الشفقة.

وما هي إلاّ لحظات حتى صاح الشاب مجدّدًا: أبي، أبي، انظر إلى الغيوم في السماء، إنّها تلحقُ بنا أيضًا.

ابتسم الأب من جديد، وفي حينها اقترب منه أحد الركاب وقال له: لماذا لا تأخذ ابنك عند طبيب جيّد؟

أجاب الأب: لقد فعلت، في الواقع نحن عائدان من المستشفى، لقد كان ابني كفيفًا منذ الولادة، واليوم فقط استعاد بصره.

العبرة المستفادة من هذه القصة: لكلّ شخصٍ منّا قصة، فلا تحكم على الآخرين قبل أن تعرفهم جيّدًا، قد تدهشك الحقيقة عنهم.

قصة الكلب و المرايا

تدور هذه القصة حول كلبٍ دخل في يوم من الأيام إلى متحفٍ مليء بالمرايا.

كان متحفًا فريدًا من نوعه، فالجدران والسقف والأبواب وحتى الأرضيات كانت كلّها مصنوعة من المرايا.

بمجرّد أن رأى انعكاساته، أصيب الكلب بصدمة كبيرة.

فقد رأى أمامه فجأة قطيعًا كاملاً من الكلاب التي تحيط به من كلّ مكان.

كشّر الكلب عن أنيابه وبدأ بالنباح، فردّت عليه الكلاب الأخرى التي لم تكن سوى انعكاسًا له بالمثل.

فنبح من جديد، وراح يقفز جيئة وذهابًا محاولاً إخافة الكلاب المحيطة به.

فقفزت هي الأخرى مقلّدة إياه.

وهكذا استمرّ الكلب المسكين في محاولة إخافة الكلاب وإبعادها دون جدوى.

في صباح اليوم الموالي، عثر حارس المتحف على الكلب البائس ميتًا قد انقطعت أنفاسه، مُحاطًا بمئات الانعكاسات لكلبٍ ميتٍ أيضًا.

لم يكن هنالك أحد لإيذاء الكلب في المتحف، فقد قتل نفسه بنفسه بسبب العراك مع انعكاساته.

العبرة المستفادة من القصة: كلّ شيء يحدث من حولنا ما هو إلاّ انعكاس لأفكارنا، مشاعرنا، أمانينا وأفعالنا.

قصة الوردة المغرورة

يحكى أنّه في أحد الأيام عاشت وردة جميلة في وسط صحراء قاحلة.

كانت الوردة فخورة بنفسها كثيرًا و مغترّة بجمالها، لكنّ أمرًا وحيدًا كان يزعجها، ألا وهو وجود نبات الصبّار بجانبها و كان قبيحا و بشعا في مظهره.

في كلّ يومٍ كانت الوردة تشتم نبات الصبّار وتعايره بقبحه وبشاعة مظهره.

في حين لم يتكلم نبات الصبّار بأي كلمة، وكان يلتزم الصمت والهدوء.

حاولت النباتات الأخرى تقديم النصح للوردة وإعادتها إلى صوابها لكن بلا جدوى.

وهكذا حتى حلّ الصيف واشتدّت الحرارة والجفاف.

فبدأت الوردة تذبل وجفّت أوراقها وفقدت ألوانها الزاهية النضرة.

نظرت الوردة إلى جارها نبات الصبّار، ورأت حينها طائرًا يدنو منه ويدخل منقاره فيه ليشرب بعضًا من الماء المخزّن فيه.

وعلى الرغم من خجلها الشديد من نفسها، طلبت الوردة من نبات الصبّار أن يعطيها بعض الماء لتروي عطشها.

فوافق نبات الصبّار في الحال، وساعد جارته على الصمود والنجاة في هذا الحرّ والجفاف الشديدين.

العبرة المستفادة من القصة: لا تتحدى حدود الأدب و اللباقة مع الآخرين فإنك لا تدري لعلك تحتاج إليهم يوما ما.

قصة قطيع الأرانب و الجزر

يُحكى أنه كان هناك مزارع يمتلك مزرعة بها محصول وافر من الجزر.

و في يوم من الأيام اكتشف المزارع أن محصول الجزر بدأ ينقص شيئا فشيئا وتعجّب المزارع من ذلك.

قرّر المزارع حينها أن يراقب محصول الجزر ليلا ليتمكّن من اكتشاف السبب ليتفاجئ بقطيع من الأرانب يدخل إلى مزرعته و يأكل كمية كبيرة من الجزر.

قرر حينها المزارع أن ينصب لهذه الأرانب فخا.

و بالفعل قام المزارع في صباح اليوم التالي بنصب عدّة أفخاخ لقطيع الأرانب.

وفي الليل عندما أتت الأرانب لتأكل الجزر وقعت في الفخ الذي صنعه المزارع.

بعدها أخذ المزارع يفكر ماذا يفعل بهذه الأرانب حتى يتعلموا الدرس ولا يعودوا مرة أخرى إلى المزرعة و يأكلوا الجزر.

قرر المزارع أن يقوم بانتزاع أسنان جميع الأرانب حتى لا يتمكنوا من قضم الجزر

و لكن الغريب أن محصول الجزر ظل يتناقص.

جن جنون المزارع.

وفي الليل كان يراقب محصول الجزر ليتفاجئ بمجموعة من الأرانب تقتحم المزرعة و تقطف الجزر دون أن تأكله.

غضب المزارع و أمسك بأحد الأرانب و قال: ما هي الفائدة من أخذ الجزر وأنتم لن تأكلوه لأنه ليس لديكم أسنان.

فردّ عليه الأرنب قائلا: نحن نقوم بصنع عصير الجزر الطازج و نشربه.

قصة العصفور و الفيل

قصة العصفور و الفيلفي غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية.

و في أحد الأيام ذهبت العصفورة الأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض.

لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه.

و أثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال.

شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟

ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه.

جاء ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟

أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك.

في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور.

وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟

كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة.

ردّ الفيل: بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذرك من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود.

اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله.

بدأ العصفور بالصراخ عالياً: أنقذوني، أرجوكم أنقذوني.

سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً.

حمل الفيل العصفور وقال له: ألم أخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟.

اعترف العصفور و قال: في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً.

ردّ الفيل بحزنٍ شديد: أيّها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط؛ ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.

قصة النبتة الصغيرة و الشجرة الضخمة

على أطراف إحدى الغابات كانت هناك شجرة ضخمة للغاية عتيقة تمتد جذورها بكل مكان، كانت شامخة وفي نفس الوقت كانت تغتر بثباتها طوال الوقت أمام نبتة صغيرة تهتز لأي نسمة هواء.

كانت على الدوام تقلل من شأن هذه النبتة الصغيرة وتجرحها بكلماتها الغير لائقة.

في يوم من الأيام هبت رياح فانحنت النبتة الصغيرة حتى مرّت عليها هذه الرياح بسلام بخلاف الشجرة التي وقفت صامدة في وجه الريح.

وحالما انتهت الحالة الطارئة قالت النبتة للشجرة: لا تغتري أيتها الشجرة العملاقة، فالقوي لا يظل قويا على الدوام، والضعيف ربما يكون ضعفه هذا سببا في نجاته، كما أنه من الممكن أن يكون الغرور والكبر سببا في هلاكنا.

وبعد عدة أيام، كرّت رياح ولكنها كانت قوية للغاية، اقتلعت الشجرة الضخمة من جذورها وأوقعتها أرضا في حين بقيت النبتة محنية لتحافظ على حياتها، وفور انتهاء العاصفة شمخت من جديد.

قصة الأرنب و أصدقاؤه المزيفون

في إحدى الغابات الجميلة كان هناك أرنباً جميلا وبريئاً للغاية، أرنب لم يمر بعد بتجارب الحياة المريرة؛ لذلك فقد كانت خبراته بالحياة محدودة للغاية.

كان الأرنب اجتماعيا للغاية يحب كل الحيوانات ويصادقهم جميعا بلا استثناء، وكان يفخر بكل أصدقائه أمام نفسه وأمام الآخرين.

كان دوما يقدم مصالحهم على مصالحه الشخصية، ويقدمهم هم أنفسهم على نفسه، وكان سعيداً بذلك للغاية حتى جاء اليوم الذي خرج فيه من بينهم وذهب بعيدا ليحصل على طعامه المفضل و هو الجزر.

تعقّبه مجموعة من كلاب الصيد، وأرادوا الفتك به لولا أنه هرع يستنجد بأصدقائه، وأول من ذهب إليه كانت الغزالة، طلب منها متوسلا أن تبعد عنه الكلاب الضالة باستخدام قرنيها الصلبين، ولكنها تحججت ببعض الأعذار التافهة وأرسلته للدب القوي.

ذهب الأرنب للدب على الفور اقتداءً بنصح الغزالة، ولكنه أيضا خذله ولم يأتي معه بحجة أنه متعب ولم يتناول طعامه، دلّه الدب على الفيل وأنه باستطاعته مساعدته.

وفعل الفيل ما فعله معه بقية الحيوانات؛ أيقن حينها الأرنب أنه لن يعينه أحد منهم ولن يخلصه أحد من الكلاب التي تبحث عنه إلا نفسه، فقرر الاعتماد على نفسه واختبأ بجذع شجرة ضخمة للغاية.

كتم أنفاسه عندما مرت الكلاب بالقرب منه، ولم تستطع الكلاب اكتشاف وجوده وأكملت طريقها في الغابة واصطادوا غيره من الحيوانات الأخرى.ومنذ حينها لم يعتمد الأرنب على أحد قط باستثناء نفسه، ولم يبقَ له أي أصدقاء فجميعهم مزيفون.

قصة النملة الكريمة والنملة البخيلة

قالت النملة الأم لأبنائها هيا إلى الداخل يا أبنائي فإن المطر شديد في الخارج والهواء شديد البرودة.

فصاح أحد الأولاد النجدة، النجدة، أكاد أغرق.

قالت النملة الأم: احذروا يا أبنائي حتى لا يجرفكم الماء وتشبثوا في الجدران بقوة.

قالت النملة الأم كذلك: يا إلهي لقد جرف الماء كل ما كان لدينا من الحبوب ولم يبقى لنا أي شيء.

قالت نملة صغيرة: إنني جائعة يا أمي، أين الطعام. وقالت أختها أنا أيضًا جائعة، أريد طعامًا.

فقالت النملة الأم: سأخرج لأبحث لكم عن طعام.

يا إلهي لا يمكنني العثور على أي طعام في هذا الجو سأعود إلى الجحر ثانية.

وعندما يهدأ المطر سوف اخرج من جديد للبحث إن شاء الله.

رجعت النملة الأم وسألها أحد صغارها هل أحضرت الطعام يا أمي، أين الطعام يا أمي؟

 قالت النملة الأم في نفسها: أولادي جائعون وليس لدينا أي طعام، ماذا أفعل يا ربي، ماذا أفعل.

إنها فكرة طيبة، سأذهب إلى جارتنا فربما أجد لديها بعض الطعام لأولادي.

لازالت السماء تمطر، أرجو أن لا أتسبب في مضايقتهم بحضوري في هذا الوقت.

ولكن ماذا أفعل والصغار ليس لديهم أي طعام.

وطرقت الباب على جارتها وكانت تكلم صغارها وتقول لهم هذه الحبوب سوف تكفينا لعدة أيام حتى يتوقف المطر وتشرق الشمس.

فتحت لها الجارة وسألتها هل أجد لديك بعض الحبوب يا جارتي العزيزة، أولادي يبكون من الجوع وليس لدينا أي طعام.

ردّت عليها: ها أنت تعلمين يا عزيزتي أن الشتاء والمطر منعنا من الخروج للبحث عن الحبوب والطعام وقد نفذ ما لدينا من الحبوب.

حزنت النملة الأم وقالت ماذا أفعل الآن؟ يا رب ساعدني، يا رب.

وعندما رجعت فرح صغارها، أمي جاءت، أمي جاءت، ولكن أين الطعام يا أمي؟

قالت النملة الأم: عذرا يا أبنائي فإنني لن أتمكن من إحضار أي طعام.

أنا جائعة جدا يا أمي .. وأنا أيضا يا أمي جائعة.

صبرا يا أبنائي، صبرا. بعد قليل يتوقف المطر وتشرق الشمس و سأبحث لكم عن الطعام.

الحمد لله، الحمد لله، لقد انقطع المطر وأشرقت الشمس من جديد. الحمد لله هذه الحبوب سوف تكفينا لعدة أيام حتى نخزن المزيد من الحبوب بعد أن يتحسن الجو.

هيا، هيا يا أبنائي، لنحمل هذه الحبوب إلى البيت، هيا.

قال أحد الصغار لم أعد أقوى على السير، فقالت لهم لقد أوشكنا على الانتهاء يا أبنائي. وبعدما أكل الصغار قالت لهم  هيا يا أبنائي إلى النوم، فقد تعبتم كثيرا.

أما الجارة البخيلة فقال لها أحد صغارها إنني جائعة يا أمي.

ردّت عليها لم تعد لدينا أي حبوب يا صغيرتي، سأذهب إلى جارتنا النملة الطيبة لأطلب منها بعض الطعام.

فقالت لها يا جارتي العزيزة، أولادي يبكون من الجوع، وليس عندنا أي حبوب.

ردّت النملة الكريمة الطيبة: لا تحملي هما يا صديقتي، سأقتسم ما لدينا من طعام بيننا وبينك، وسأحمل أنا وأبنائي الحبوب إلى صغارك حالا.

فصعقت النملة البخيلة من فعل الجارة الطيبة وقالت في خجل شديد: أشكركم، أشكركم جميعا.فقد تعلمت منكم درسا في الكرم لن أنساه أبداً.

قصة الأسد والفأر

في يومٍ من الأيام كان ملك الغابة الأسد نائماً، فصعد فأرٌ صغير على ظهره وبدأ باللعب، شعر الأسد بالانزعاج من الحركة على ظهره واستيقظ غاضباً، فأمسك الفأر، وقرّر أن يأكله مباشرةً.

خاف الفأر كثيراً وبدأ بالاعتذار من الأسد عن إزعاجه، ورجاه أن يطلقه ولا يأكله، ثمّ وعده بأنّه إن فعل ذلك فسينقذه يوماً ما.

ضحك الأسد بسخرية، فكيف لفأرٍ صغيرٍ أن يساعد أسداً قوياً، ولكنّه قرر تركه.

وبعد مرور بضعة أيام جاءت مجموعةٌ من الصيادين، وأمسكوا الأسد، وأحكموا وثاقه بالحبال حتى يحضروا قفصاً لوضعه فيه، فرأى الفأرُ الأسدَ على هذه الحال وتذكّر وعده له، فاقترب منه وبدأ بقضم الحبال حتى قطّعها واستطاع الأسد الهرب والابتعاد عن الصيادين قبل أن ينتبهوا إليه.

نظر الفأر للأسد وقال له: ألم أخبرك أنّني سأنقذك يوماً؟ ندم الأسد على استصغاره للفأر واستهزائه به، وشكره كثيراً على إنقاذه.

قصة الغرابين الخاسرين

في غابة جميلة غنّاء سمعت الحيوانات صوت شجار غرابين واقفين على غصن شجرة عالِ.

فقَدِم الثعلب المكّار وحاول أن يفهم سبب شجارهما.

وما إن اقترب أكثر حتى سأل الغرابين: ما بالكما أيها الغرابين؟

فقال أحدهما: اتفقنا على أن نتشارك قطعة الجبن هذه بعد أن نقسمها بالتساوي، لكنّ هذا الغراب الأحمق يحاول أن يأخذ أكثر من نصيبه.

فابتسم الثعلب وقال: إذن ما رأيكما أن أساعدكما في حل هذه المشكلة، وأقسم قطعة الجبن بينكما بالتساوي؟

نظر الغرابان إلى بعضهما ووافقا على اقتراح الثعلب، وأعطياه قطعة الجبن.

فقسم الثعلب قطعة الجبن وقال: يا إلهي لقد أخطأت في قسمتها، فهذه القطعة تبدو أكبر من تلك، سآكل من القطعة الكبيرة قليلاً حتى تتساوى القطعتان في الحجم، فالعدل هو الأساس.

وأكل من القطعة الكبيرة قضمة حتى أصبحت أصغر من الأولى.

فاعتذر للغرابين على خطئه وقرّر أن يأكل من القطعة الأولى حتى تصبحان متساويتين فهذا هو الحل الوحيد.

وظلّ الثعلب على هذه الحال يقسم القطعة بشكل غير متساوِ متعمداً، ثمّ يأكل من قطعة فتصبح أصغر من الأخرى حتى أكل قطعة الجبن كاملة كما خطّط وفرّ من الغرابين هارباً.تعلّم حينئذ الغرابان أن يحلّا مشاكلهما بنفسيهما دون الاستعانة بالثعلب الشرير.

قصة الرجل العجوز و أبناؤه

يُحكى أنه كان في أحد الأزمان رجل عجوز لديه من الأبناء الصبيان خمسة، ولكنه أخفق في تربيتهم وإعدادهم وتنشئتهم تنشئة سوية.

فكانوا لا يعملون ويعتمدون عليه في الصغيرة قبل الكبيرة، وعلى الرغم من كبر والدهم في السن إلا إنه كان مضطرا للعمل للإنفاق عليهم.

اشتدّ على الأب العجوز المرض، وصار طريح الفراش؛ فكّر العجوز ماذا يفعل و قدكان قلقا على أبنائه بعد رحيله، وخاصة أنه أيقن بقرب الرحيل.

جمع أبنائه الخمسة وأخبرهم بأنه يمتلك صندوقا مليئا بالذهب والمجوهرات، وأنه قام بدفنه بمكان بالأراضي المحيطة بمنزله والتي هي في الأصل ملكا له.

فرح الأبناء بوجود الكنز ولكنهم حزنوا كثيرا عندما أخبرهم والدهم بأنه قد نسي المكان بالتحديد الذي وضعه به.

و بعدها بأيام قلائل رحل الأب عن الحياة تاركاً الأبناء في حيرة من أمرهم؛ قرروا العمل أخيرا وقاموا بحفر كل جزء بالأرض، ولكنهم لم يجدوا شيئا.

وذات مرة بينما كانوا جالسين في الأرض التي صارت عبارة عن حفر ضخمة واسعة، لاحظ أحدهم وجود مكان واحد لم يحفروا فيه، فتفاءلوا خيرا وأيقنوا جميعا أن الكنز موجود به وصاروا يحفرون وباتت الحفرة واسعة للغاية وعميقة ولم يجدوا الكنز ولكن انفجرت مياه من باطن الأرض.

جلسوا والحزن يخيّم عليهم، وفجأة مرّ بجوارهم فلاح كان صديق والدهم، وكان والدهم أوصاه عليهم قبل رحيله.

أشار عليهم بزراعة الأرض فالمياه متوافرة والأرض محفورة ولا ينقصهم سوى الحبوب والخبرة، وأنه سيساعدهم حتى يتعلمون كل شيء.

و بالفعل، شرعوا في زراعة كل الأراضي من حولهم، ووضعوا فيها كل جهدهم وجارهم لم يتركهم قط، وبعد فترة زمنية أثمرت المحاصيل، وشرعوا في الحصاد وجني الأموال.

أيقنوا حينها أن والدهم قصد بالكنز المدفون العمل الجاد، وأنه هو وحده الذي يجعل الإنسان قادرا على سد احتياجات ومتطلبات الحياة وظروفها القاسية.

قصــــــة بشرى والصدق

في يوم من الأيام خرجت بشرى تقضي لوالدتها بعض الأشياء، ذهبت للسوق وقامت بشراء بعض الاحتياجات لوالدتها حيث أنها كانت مشغولة للغاية بتجهيز وإعداد طاولة الطعام قبل مجيء الضيوف.

وأثناء سير بشرى بالطريق اعترضت طريقها طفلة تكبرها بما يقارب عامين، كانت الطفلة تتعمد مضايقة بشرى وتثير المشاكل معها.

استشاطت بشرى منها غضبا، وأبعدتها عن طريقها بأن دفعتها قليلا إلا أن الطفلة سقطت على الأرض وأصيبت بجرح صغير برأسها، وسال الدم منه.

هلعت بشرى من شكل الدم، ولم تدري كيف تتصرف غير أنها ركضت إلى المنزل خائفة ترتجف.

كانت تفكر أتخبر والدتها بما حدث وتنال العقاب الذي تستحقه أم تصمت وكأن شيئا لم يحدث من الأساس.

وأول ما وصلت المنزل أعطت والدتها الأشياء، وعلى صغر سنها شرعت في مساعدة أمها، وأثناء عملها ترددت في البداية ولكنها عقدت النية أن تخبرها ويفعل الله ما يريد.

بشرى: أمي أريد أن أخبركِ بشيء.

فقالت والدتها: نعم يا حبيبتي، ما الذي تريدين إخباري به؟

فقالت بشرى: أمي، أثناء عودتي بالطريق اعترضتني طفلة وحاولت الاحتكاك بي ومضايقتي، وما كان مني إلا أن دفعتها فسقطت على الأرض وسال الدم من رأسها.

شرعت في البكاء بشرى لإحساسها بالذنب، فطمأنتها والدتها، وتركت كل ما بيدها وذهبت بابنتها للمكان، وهناك وجدتا الطفلة وقد وضعت لاصقا طبيا على جرحها.

الأم: هل أنتِ بخير الآن يا ابنتي؟

فأجابتها الطفلة قائلة: لقد استحققت ما فعلته بي ابنتك، هل هي ابنتك؟

فقالت الأم: نعم هي ابنتي، تعالي معي للطبيب لأطمئن عليكِ.

جاءت والدة الطفلة المصابة و قالت: لا داعي لذلك، لقد ذهبت بها للطبيب.

والدة بشرى: لا أعلم بماذا أخبرك.

والدة الطفلة: لا شيء، وشكرا لسؤالكِ. من الواضح أن ابنتكِ قد صدقتكِ القول مثلما صدقتني ابنتي.وانتهى الموضوع بأكمله بسبب صدق الطفلتين.

قصـــة الأميرة شفق و العصافير

ذات يومٍ من أيام فصل الربيع، وبينما كانت الأميرة شفق تجلس بحديقة منزلها تذكرت قصة من ذكريات الشتاء الماضي.

بالشتاء عندما كان الجو بارداً للغاية، والجليد يغطي كل مكان، بما في ذلك نافورة القصر التي تجمد ماؤها من شدة الصقيع، لاحظت الأميرة شفق عصفورا صغيرا قد تسمّرت قدماه على حافة النافورة المتجمدة ماؤها يريد أن يشرب من ماءها، كما كان يفعل من قبل، ولكنه لم يستطع فلم تكن هناك قطرة مياه واحدة.

كانت الأميرة تراقبه بينما يحاول أن ينقر الجليد بمنقاره ليحصل على قطرة مياه واحدة غير متجمدة يرتوي من خلالها.

سارت الأميرة تجاه العصفور الصغير وسألته في حزن شديد: أتريد أن تشرب الماء؟

وإذا بها تنظر من حولها وإذا بالكثير من العصافير مثله في الحديقة من حول النافورة تريد أيضا شرب الماء، ولكنها لا تجده على الرغم من شعورها بالعطش الشديد.

شعرت الأميرة شفق بالحزن الشديد، وقالت في نفسها: لابد لي أن أجد طريقة لأساعدهم بها، ولكن كيف؟ سألت في حيرة.

أمسكت الأميرة شفق بقطعة من الخشب، وراحت تضرب بواسطتها الماء المتجمد أملا في أن يتفجر منه الماء، ولكن كل محاولاتها دون فائدة، فقالت الأميرة للعصفور الذي كان ينتظر الماء: لا تقلق سأجد بالتأكيد حلا.

لاحظت الأميرة شيئا غريبا يحدث بينما كانت تتحدث للعصفور الصغير، لقد كان يخرج من فمها بخار ماء بينما كانت تتحدث إليه، ففكرت في نفسها ثم قالت للعصفور: أعتقد أنني وجدت فكرة ستحل لنا المشكلة.

أسرعت لداخل القصر بسرعة فائقة، دخلت الأميرة شفق القصر ركضا حتى وصلت للمطبخ، وأخذت تبحث هنا وهناك، والطباخة تنظر إليها في اندهاش.

وإذا بالأميرة تصرخ فرحة: ها هو، وأمسكت بالإبريق المملوء بالماء الساخن، فسألتها الطباخة وهي تمد يدها للوعاء الذي به أوراق الشاي: هل تريدين شرب الشاي الساخن، انتظري قليلا لم أضع بعد أوراق الشاي به.

الأميرة شفق: لا، ليس الآن، شكرا لكِ، وانصرفت.

عادت الأميرة لحديقة القصر من جديد، وكان العصفور لا يزال في انتظارها عند النافورة المتجمدة، أمسكت الأميرة الإبريق الساخن بحرص بين يديها وبدأت في صب المياه الساخن على الماء المتجمد الذي شرع في الانصهار بفعل المياه الساخنة.

راح الماء المتجمد يذوب بسبب المياه الساخنة، وأخيرا بعد الكثير من العناء استطاع العصفور الصغير أن يشرب بعض قطرات المياه ويروي عطشه، فصاح مناديا بقية العصافير أصدقائه.

فقدمت كل العصافير من هنا وهناك آملين الارتواء بالمياه، وشرعت بعد ارتوائها بصوت مغرد يعلو هنا وهناك وفي كل الاتجاهات فرحا وسروراً.

و بعدما انتهت الأميرة شفق من واجبها تجاه العصافير عادت للمطبخ وحكت للطباخة كل ما حدث معها.

فأخذت الطباخة الإبريق من يديها، وقالت: يا لها من فكرة رائعة، و يا له من عمل طيب، الآن فهمت لماذا قمتِ بأخذ إبريق الشاي دون أن تنتظريني لأضع لكِ أوراق الشاي به؛ ما رأيكِ الآن أن تتناولين بعضا من الشاي الساخن ليدفئكِ؟

فابتسمت الأميرة شفق موافقة على اقتراحها.

جلست الأميرة بجوار الطباخة التي أعدت لها الشاي والكعك لتناوله، فقالت الأميرة: يجب علينا أن نأخذ الإبريق الساخن للنافورة كل يوم حتى ينتهي موسم الشتاء ويعود الماء لطبيعته.فابتسمت الطباخة وقالت: علينا أن نأخذ إبريقا أكبر بالمرة القادمة حتى يشرب أكبر عدد ممكن من أصدقائك العصافير.

قصة الناموسة و ملك الغابة

تدور أحداث هذه القصة في إحدى الغابات البعيدة حيث كانت هناك ناموسة تعيش في وكر الأسد ملك الغابة و كانت هذه الناموسة تزعج الأسد كثيرا و كلما حاول الأسد قتلها لا يقدر بسبب سرعتها و صغر حجمها، و بسبب ذلك كانت الناموسة تسخر من الأسد وتقول له: كيف لملك الغابة ألا يقدر على مخلوق ضعيف مثلي.

و في يوم من الأيام بينما كانت الناموسة تقوم بإزعاج الأسد سقطت الناموسة في شباك عنكبوت و أصبحت غير قادرة على الحركة وعلمت حينها الناموسة أن حياتها قد انتهت وقالت: لم يتمكن مني أقوى مخلوقات الغابة، إنما ستكون نهايتي على يد عنكبوت، وكل ذلك بسبب استهزائي.

    العبرة المستفادة من قصة الناموسة و ملك الغابة هي أنه يمكن لأقوى مخلوق ألا يقدر علينا بينما أضعف مخلوق هو الذي يتمكن منا فلا يجب أن نقلل من شأن أضعف الأعداء.

قصة خداع الراعي

كان هناك شاب يعمل في رعاية الأغنام ، و كان هذا الشاب يهتم كثيرا بأغنامه و يطعمها من أجود أنواع الطعام و لا يدخر جزءا في رعايتها، و في يوم من الأيام و بينما كان الراعي يتجول بالأغنام بالقرب من أحد الجبال رأى الراعي السماء أصبحت ملبدة بالغيوم وهناك عاصفة على وشك البدء.

حينها قرر الراعي أن يلجأ إلى أحد الكهوف لكي يحتمي هو و أغنامه من هذه العاصفة، و كان الراعي مطمأن فهو يحمل معه طعام يكفي أغنامه حتى انقضاء العاصفة، و عندما عثر الراعي على كهف يتسع لقطيع أغنامه تفاجئ الراعي بأن بداخله أغنام برية ( ليس لها صاحب )، فقرر الراعي أن يقوم بإطعام هذه الأغنام حتى تصبح جزءا رئيسيا من قطيعه.

بالفعل قام الراعي بإطعام الأغنام البرية الطعام الخاص بأغنامه أملا في أن تصبح الأغنام البرية جزءا من قطيعه و لكن ما حدث بعد ذلك أصاب الراعي بالصدمة، فبعد انتهاء العاصفة هربت الأغنام البرية من الكهف تاركة الراعي في دهشة من أمره، و عندما قال الراعي: أهذا هو رد الجميل؟، قالت إحدى الأغنام: لقد تركت أغنامك تجوع لتطعمنا و في المستقبل سوف تتركنا نحن لنجوع.

قصــــة الأخوين و الحقد

أخان ورثا عن والدهما قطعة كبيرة للغاية من الأراضي، وكانت هذه الأراضي مقسومة نصفين بالتساوي فهنالك قناة مائية تفصل بينهما، وكان بين الأخوين أنقى أنواع التعاون والمحبة بكل الوجود، فعلى الرغم من امتلاك كل منهما لأرضه وزراعته ومائه ومنزله إلا أنهما كانا يأكلان سويا ويشربان سويا، يزرعان سويا ويحرثان سويا، ويتفقان سويا ويتشاوران بكافة الأمور.

كانا ينعمان بحظ وافر من السعادة حتى جاء اليوم الذي حدث به ما لم يكن متوقع بالحسبان؛ اختلفا الأخوان واشتد النقاش والجدال بينهما، فصرخ الأخ الصغير بوجه أخيه الأكبر، والآخر حزن كثيرا على حاله وكيف لأخيه الصغير أن يصرخ بوجهه، فقام بتعنيفه حتى أنه قام بضربه.

لم يكن الاختلاف بالشيء الهين ولا اليسير على الإطلاق، وآل إلى أن كل أخ منهما ذهب لمنزله وأغلق بابه في وجه الثاني، ساد الصمت بينهما وازدادت القطيعة وواصلا خصامهما.

ومع مرور الأيام لم يكن ليهدأ بها جرح كل أخ منهما بل كانت تزداد النيران خلالها، فكل منهما حزين ومقهور من تصرف الآخر، كانت نيران الغضب الداخلية تزداد حدتها وتوغر صدر كل منهما، كل منهما رفض الاعتذار من الآخر بينه وبين نفسه وانتظر الآخر من يعتذر.

ومرّت الأيام على هذا الحال حتى تجاوزت الثلاثة أسابيع، وإذا بشخص غريب يطرق باب منزل الأخ الأكبر بحثا عن عمل، ومن كثرة غضبه مما فعله الأخ الأصغر على الفور قام بتمكينه من العمل لديه.

كان ذلك الشخص يعتقد أنه سيعمل بزراعة الأراضي، ولكن الأخ الأكبر فاجأه عندما طلب منه أن يقوم ببناء حائط فاصل بين أرضه وأرض أخيه على شرط أن تكون حائطا طويل حتى لا يمكنه رؤية وجه أخيه الصغير مرة أخرى.

أعلمه صاحب الأراضي أنه عليه السفر لبلد أخرى لمدة أربعة أيام، وأن عليه إنهاء بناء الحائط في هذه المدة التي أمهله إياها.

كان رد الرجل الغريب على كل طلب وأمر من مالك الأرض بنعم، ومر اليوم الأول والغريب يعمل بكل جهده وعزيمته، واليوم الثاني مازال يواصل، والثالث هكذا حتى جاء اليوم الرابع كان الرجل الغريب قد أنهى عمله.

وعندما وصل الأخ الأكبر كانت المفاجأة، لقد وجد أخيه الصغير ينتظره أمام منزله، ذهل من هذا الشيء ولم يستطع استيعابه، وإذا بأخيه يركض تجاهه ويحتضنه.

كان الأخ الكبير يتساءل في نفسه قائلا: ما الذي جاء به إلى هنا؟

أما الأخ الصغير فأخبره قائلا: أرجو منك أن تسامحني، لقد أخطأت بحقك وعلى الرغم من كوني المخطئ إلا أنك أنت من بادرت بالمصالحة والرجوع.

كان الأخ الكبير يقف مندهشا لا يفهم ما الذي يحدث ولا طبيعته حتى رأى فجأة جسرا كبيرا يصل أرضه بأرض أخيه فوق القناة المائية، اندهش الأخ الكبير وهنا علم سبب تغير واختلاف أخيه الصغير، لقد كان كل ذلك بسبب الجسر وتفكير الرجل الغريب.

نظر الأخ الكبير لأخيه الصغير وقد دمعت عيناه: إنك أخي، والدماء لا تصير مياه أبدا.

ذهب بعدها للرجل الغريب وسأله: ما الذي فعلته؟، لقد طلبت منك بناء حائط فبنيت جسرا؟

فقال الرجل الغريب: لو أني بنيت الحائط لآل بك الحال لبناء الكثير من الحوائط بعدها، حائط بينك وبين أبنائه، حائط بين أبنائك وأحفاده، ولكانت هذه الحائط كلما مر عليها الزمان كلما ازدادت سمكا وطولا وصلابة، اعلم دوما أن المشاكل مهما بلغت حدتها وصعوبتها فإنها لا تحتاج أكثر من مبادرة.

شكره الأخ الكبير على حسن تفكيره وحسن تدبيره ونظره للأمور، أراد الرجل الغريب المغادرة بنفس اليوم، ولكن الأخ الكبير لم يرد أن يتركه ليرحل فطلب منه البقاء دوما معهما.

ولكنه قال: لا يمكنني البقاء، فلا تزال أمامي الكثير من الجسور التي أريد أن أبنيها.

الفيل الطيّب والتنمر

في إحدى الغابات كان هناك فيلا يشعر على الدوام بالحزن الشديد.

كانت جميع الحيوانات لا يريدون اللعب معه  ولا الحديث معه.

فدوما كان الفيل يعيش وحيدا بلا أصدقاء، وكلما احتك معهم بالحديث تنمروا عليه.

وفي أحد الأيام أعلنت السلحفاة عن بدء سباق للحيوانات جميعها، فرح الفيل الطيّب كثيرا واستعد جيدا للسباق، وبالليلة التي سيليها السباق نام مبكرا ليستيقظ مبكرا.

وبالفعل بذل قصارى جهده أول ما أعلنت السلحفاة بدء السباق، وبينما كان يركض الفيل الطيّب كسائر الحيوانات، سمع صراخ سنجوب قائلا: ألا ترى؟، كدت تدهسني بقدميك الكبيرتين.

فرد عليه الأرنب قائلا: نعم، إنه لا يرى، وأيضا لا يشعر، فجميعنا نشعر بأن الأرض تهتز تحت أقدامنا أثناء سيره، فما بالنا وهو يركض معنا؟

حزن الفيل الطيّب وانسحب من السباق. فاز الأرنب بالسباق والتفتت جميع الحيوانات من حوله تهنئه على الفوز العظيم.

وجميع الحيوانات نسوا أمر الفيل الطيّب، والذي قضى ليلته بأكملها والدموع لم تجف، وأخيرا قرر الرحيل عن الغابة بأكملها، والبحث عن حيوانات يقدرون محبته وطيبة قلبه.

وما إن رحل حتى نشب حريق بالغابة بأكملها، وجميع الحيوانات هرعوا ليقللوا حجم الخسائر، ولكن جهودهم بأكملها كانت بلا جدوى.

صرخ القرد فيهم قائلا: أين الفيل الطيّب؟، لن ينقذنا اليوم غيره.

شعرت جميع الحيوانات بالحزن الشديد والندم على ما فعلوه به، ولكن الغراب حلق في السماء بحثا عنه.

وسرعان ما وجده تاركا الغابة بأكملها، فأعلمه بأمر الحريق.

ركض الفيل الطيّب تجاه أصدقائه لينقذهم، ولم يفكر للحظة واحدة بما كانوا يفعلون معه، ولا بما كانوا يسمعونه من كلمات تسممه على الدوام.

استطاع الفيل الطيّب أن يخمد النيران بخرطومه الطويل بأقل الخسائر الممكنة.

وحان وقت الرحيل، ولكن جميع الحيوانات أوقفته، واعتذروا جميعا له، وأظهروا مدى ندمهم الشديد على كل أخطائهم معه.

ومن جديد عم الحب والوئام بين جميع الحيوانات.

قصة القرد والسلحفاة

كان يا ما كان،كان هناك قرد يعيش في مملكة القرود ويتولى الحكم، ولكن جاء قرد شاب وطرد القرد من الحكم وأخذ مكانه وبعدها طرده من بيت القرود للأبد.

ذهب القرد ليعيش على ضفة نهر فوق أحد الأشجار، وأثناء أكله التين سقطت تينة كبيرة من يده، فأعجبه صوت ارتطامها وسقوطها بالماء، وأخذ يلقى بالمزيد من التين وهو يضحك مستمتعا بالصوت في الماء.

 كان في ذلك الوقت سلحفاة في الماء، فلما وجدت التين أخذته وأكلته باستمتاع و اعتقدت السلحفاة أن القرد يفعل ذلك من أجلها ويلقي لها التين ففرحت بشدة.

رغبت السلحفاة في البقاء مع القرد، فخرجت إليه و لزمته، ولم تعد السلحفاة إلى منزلها، فقلق عليها الزوج وأطفالها، وعندما تذكرت أطفالها قررت العودة.

اشتكى الزوج زوجته لأحد أصدقائه فقال له اطلب منها قلب قرد وقل بأن أحد أطفالها مريض و يحتاجه لكي يشفى. 

عادت السلحفاة للمنزل فوجدت الزوج حزينا وأحد أطفالها مريض، قال الزوج بأن أحد الأطفال مريض ويحتاج إلى قلب قرد حتى يشفى، هكذا قال الطبيب المعالج، وهنا فكرت السلحفاة فيما يقوله الزوج وكيف تحضر قلب قرد من أجل طفلها.

فكرت هل أغدر بالقرد وأقتله لأحصل على قلبه من أجل طفلي الوحيد وزوجي، ولكنها فكرت بأنها تعاهدت معه على الوفاء، فقالت السلحفاة لنفسها، هذا محال لن أفعل ذلك، ولكن ماذا عن طفلي الوحيد سيموت، فقررت أن تقتل القرد وتأخذ قلبه.

تركت زوجها وطفلها المريض، فذهبت للقرد فوق الشجرة وقالت له، كيف حالك يا أيها القرد، أنا أدعوك لزيارة منزلي وسوف يعجبك كثيرا.

فرح القرد بذلك وذهب فوق ظهر السلحفاة في الماء، ولما شاهدها مهمومة وحزينة جدا سألها القرد، ما بك، لماذا أنت حزينة، قالت السلحفاة أنا حزينة لأن ابني مريض بشدة وسيموت إن لم أعالجه.

قال القرد وما علاجه، قالت السلحفاة قال الطبيب أن دوائه قلب قرد، وأنا اخجل منك، وهنا فهم القرد الحيلة، وبأن السلحفاة سوف تقتله من أجل قلبه، فقال لها: وهو يفكر في حيلة ينجو منها، ولما لم تخبريني يا أيتها السلحفاة قبل أن أغادر منزلي وشجرتي، ألا تعلمين بأننا معشر القردة إذا سافرنا نترك قلوبنا عند أهلينا أو في مساكننا.

 قالت السلحفاة: وأين قلبك الآن أيها القرد، قال القرد، إن قلبي فوق الشجرة، قالت السلحفاة بفرح وهي تصدق القرد، هيا بنا نذهب إذا لنعود به.

عاد الاثنان معا إلى الشجرة وصعد القرد متسلقا، فصاحت السلحفاة بصوت عال: هيا يا أيها القرد، احضر قلبك وانزل، وهنا ضحك القرد بقوة وهو يقول: هيهات، لقد خدعتني وكنت تريدين قتلي، فخدعتك أنا الآخر، ولن نعود إلى ما كنا عليه من قبل أبدا.

قصة الكتكوت المغرور

صَوْصَوْ هو كتكوت شقي، و رغم صغر سنه فهو يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.

غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ.

قابل الكتكوت في طريقه الإوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك. قال لها: أنا لا أخافك وسار في طريقه.

وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك  فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو  هو، التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك.

ثم سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار … وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني  كما ترى لا أخافك، فنهق الحمار: هاء هاء وترك الكتكوت وانصرف.

ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الإوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.

سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.

ومرّ على بيت النحل، فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.

قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك  فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرّفتني قدر نفسي.

قصة البائع الذي كاد أن يقتل ابنه

كان في قديم الزمان رجل يبيع الزبادي فيشتري منه أهل القرية.

استمر هذا البائع على هذا الحال طويلا و في يوم من الأيام تبقى له كمية من الزبادي لم يبعه، فقرر البائع أن يحتفظ به في الثلاجة وكان يعلم بأن صلاحيته انتهت وأصبح غير صالح للأكل ورغم ذلك قرر هذا البائع بيع ذلك الزبادي الفاسد منتهي الصلاحية.

وجاء عنده أحد أهل القرية فباع له الزبادي الفاسد، وعندما وصل هذا الرجل منزله وأخذ يأكل ذلك الزبادي شعر بألم شديد في بطنه فذهب للطبيب ليخبره أن سبب ذلك هو تناول طعام فاسد تسبب في ذلك الألم.

وعندما تعافى الرجل ذهب للبائع ليخبره أنه باع له الزبادي المغشوش، ولكن ذلك البائع لم يعترف بخطئه وظل يبيع الزبادي السليم ومعه المغشوش، ولكن أهل القرية بدءوا يشكون منه كثيرا حتى لم يأتي عنده أحد ليشتري ذلك الزبادي.

وفي أحد الأيام شعر ابن هذا البائع الغشاش بالجوع الشديد فأخرج الزبادي من الثلاجة ليأكله، ولم يكن يعلم أن هذا الزبادي انتهت صلاحيته، وفجأة شعر هذا الابن بألم شديد في بطنه ليأتي مسرعا والده البائع ليأخذه إلى الطبيب، وعندما تم فحص ابن البائع خرج الطبيب وأخبر والد الابن أن ابنه تناول شيء فاسد من الطعام جعله يتألم ونقوم نحن بغسيل معدته. هنا ندم البائع على ما كان يفعل وقرر ألا يفعل ذلك مرة أخرى وأخذ يدعو الله أن يسامحه على ما فعل.

قصة العنزات الثلاث والوحش

يحكى أنه في أحد المروج الخضراء، حيث العشب الطري الوفير والماء الحلو الغزير، عاش قطيع صغير من المعز في سعادة وأمان.

كان القطيع مكونًا من ثلاثة أفراد: تيس ضخم قوي يملك قرنين طويلين حادين، وعنزة متوسطة الحجم، وأخيرا جدي صغير ظريف.

وفي فصل الصيف، أصاب المكان قحط شديد، فجفت الأعشاب ويبست ولم تعد العنزات الثلاث تجد ما تأكله.

لم يعد هناك شيء نأكله في هذا المكان علينا أن نجد مرعًا آخر حتى لا نهلك من الجوع.

هناك مرج غني بالأعشاب اللذيذة على الضفة الأخرى من النهر.

لنذهب إليه إذا وننعم بخيراته.

ولكن يفصلنا عن المرج جسر خشبي صغير يسكن عنده وحش شرير.

علينا أن نخاطر ونحاول التغلب على الوحش حتى لا نموت جوعا دون أن نحرك ساكنا.

اتفق الجميع على ضرورة الانتقال إلى المرج الجديد وأعدوا لذلك خطة محكمة من أجل التغلب على الوحش.

وعندما اقتربت العنزات الثلاث من الجسر بدأ الجدي الصغير بالعبور أولا.

فأيقظ وقع حوافره على خشب الجسر الوحش النائم فقطع عليه الطريق وقال: يا له من يوم سعيد لقد جاءني فطوري على طبق من ذهب.

لا تأكلني يا سيدي فأنا هزيل جدا ولن يشبعك أكلي ولكن ستمر عنزة أخرى بعدي، وهي اسمن مني، يمكنك أكلها، إن شئت.

اقتنع الوحش الجشع بكلام الجدي الصغير فتركه يمر بسلام منتظرا مرور العنزة السمينة.

وعندما جاء دور العنزة الوسطى، قطع الوحش عليها الطريق حتى يفتك بها.

فقالت له وهي ترتعد خوفا: لا تأكلني يا سيدي سيمر بعدي تيس أسمن مني ولحمه أطيب من لحمي.

أتركني أعبر الجسر حتى لا ينتبه لوجودك فيهرب وتخسرَ وليمة لذيذة.

اقتنع الوحش الجشع بكلام العنزة الوسطى فتركها تمر بسلام منتظرا مرور التيس السمين.

و لما جاء دور التيس الضخم، قطع الوحش عليه الطريق معتقدا أنه سيكون سهل المنال.

ولكن التيس باغته ونطحه بقرنيه القويين نطحة أسقطته وسط النهر فغرق الوحش وجرفه التيار.

وعاشت العنزات الثلاث في المرج الأخضر في أمان وسلام وذلك بفضل شجاعتها وعدم استسلامها للعدو وإعدادها لخطة محكمة من أجلِ التغلبِ عليهِ.

قصة الكلب المسنّ

في مزرعة صغيرة عاش كلبٌ وَفِيٌّ وهب حياته لخدمة صاحبه فكان يحمي الأغنام من هجمات الذئاب ويحرس المزرعة من مداهمات اللصوص.

وعندما طعن في السنّ، تراجع نشاطه وخرّت قواه وأصبح يقضي وقته في النوم أكثر مما يقَضيهِ في العمل.

فقرر المزارع التخلّص منه ومن نفقات طعامه.

فطِن الكلب بنيّة المزارع ففرّ إلى الغابة حتى يقضي فيها ما تبقى له من عمره.

هناك التقى بذئب فضولي لاحظ وجوده في الغابة منذ أيام فجاءه مستفسرا عن سبب تشرده فيها.

قصّ الكلب العجوز حكايته على الذئب الخبيث الذي تظاهر بالتضامن معه فاقترح عليه خطّة يعيده بها إلى العيش في المزرعة.

وافق الكلب الملهوف على الفور دون تفكير، وذلك لأن صحته لم تعد تسمح له بالتشرد.

وفي الغد، بينما كان المزارع وزوجته وابنهما الرضيع في الحقل، قام الذئب باختطاف ولدهما والركض به نحو الغابة حتى توارى خلف الأشجار.

.وعندها ظهر الكلب العجوز من مخبئه وأخذ يهرول متتبّعا آثار الذئب

وحسب الخطة، أعطى الذئب الطفل إلى الكلب الذي أخذه إلى والديه متظاهرا بإنقاذه.

وهكذا استطاع الكلب أن يعود إلى العيش في المزرعة بمساعدة الذئب.

وفي أحد الليالي، زار الذئب الكلب وطلب منه قائلا: تَعْلَمُ يا صديقي أني ساعدتك حتى تعود لحياة الرفاهية في المزرعة وجاء الوقت كي تردّ لي الجميل. نعم، جاء الوقت يا صديقي.

و أكمل الذئب كلامه قائلا: تَعْلَمُ أن الشتاء على الأبواب وأن الفريسة تندر فيه، وأظنك لا ترضى أن يهْلَك صديقك من الجوع.

نعم نعم، هذا لا يرضيني يا صديقي.

ساعدني إذا حتى أفترس شاة كلما شعرت بالجوع وهكذا ترد لي الجميل.

صدم الكلب العجوز من طلب الذئب وقرّر طلب المساعدة من القطّ و الديك اللذان يعيشان في المزرعة حتى يتخلص من الذئب الخبيث.

وفي الليل عندما جاء الذئب لطلب الشاة، صعد القط على ظهر الكلب وصعد الديك على ظهر القط مشكلين عمودا.

ثم أخذ كل واحد منهم يصيح على طريقته محدثين بذلك جلبة أرعبت الذئب.

بالإضافة إلى ذلك لم تساعد العتمة الزائر الثقيل من التمييز بين الأصدقاء الثلاثة وظنهم وحشا بستة أعين يحرس المزرعة.

 فهرب الذئب المذعور راكضا نحو الغابة ولم يعد لإزعاج الكلب العجوز بعد ليلته تلك.

قصة الخادمة العجوز وحارس الغابة

كان يا مكان في قديم الزمان، كانت هناك امرأة تعيش وحيدة في كوخها الخشبي.

كانت تعيش حياه هادئة و بسيطة و رغم فقرها كانت دائما تبتسم في وجه الناس،  و تضحك في كل لحظة تسمح بذلك، كانت تعمل في تنظيف و إدارة أمور المنازل الخاصة بجيرانها، كانت تعمل خادمة،  و كانت تعلم أن الحياة جميلة رغم كل صعابها.

و في أحد الأيام و هي عائدة إلى منزلها رأت وعاءا كبيرا ملقى على الأرض، فنظرت من حولها فلم ترى أحدا ففكرت أنه قد يكون مكسور، لذلك تخلص منه صاحبه و خطر على بالها أنه سيكون جميل إذا وضعت فيه بعض الأزهار، و وضعته في منتصف طاولة الطعام فذهبت لتتفقده.

حاولت رفعه لكنه كان ثقيلا فتساءلت عما يوجد بداخله فأزالت الغطاء، حينها سقطت على الأرض من  المفاجأة.

إن الإناء مليء بالعملات الذهبية.

أخذت تحدق فيه وهنا عرفت بأنها أصبحت غنية فأخذت تضحك و استلقت على الأرض، تفكر بما تشتريه فقالت لنفسها: يا لك من محظوظة، قد اشتري بيتا جديدا يكون له مدفئه أجلس أمامها في الأيام الممطرة، و احتمي وأتخيل شكلي ممسكة بكوب من الشاي و أنا بجوار مدفئتي العزيزة، سأعيش مرتاحة لآخر أيامي، لكن كيف سأجلبه إلى منزلي إنه ثقيل جدا، و ماذا عن الجيران، ماذا إذا رأوني به….

حسنا سأقول لهم أن به بعض العطب، و سأجره بوشاحي هذا، قامت و فعلت ما كانت تفكر به. ظلت تسحبه إلى أن توقفت لترتاح قليلا، أمالت برأسها إلى الخلف تتفقده مجددا، حتى تقنع نفسها أنه ليس بحلم فصدمت، لم يكن في الإناء عملات ذهبية بل قطعة من الفضة، فرقت عينها و قالت لنفسها: ما هذا هل أنا في حلم.

قالت لنفسها لا يهم لازلت غنية و أستطيع شراء المدفئة.

أمالت برأسها علي أحد الأشجار و تابعت تخيلاتها.

لم يمضي الكثير إلى أن نهضت و أكملت مسيرتها و تكرر نفس الموقف أحست بالتعب فجلست على الأرض لتلتقط أنفاسها، تذكرت ما حدث سابقا للعملات الذهبية فوجهت نظرها سريعا علي الإناء و حدث ما كانت تخشاه.

تغير ما كان فيه و صار حديدا، كادت أن تغضب إلى أن تذكرت أنها تستطيع بيع الحديد للحداد و أنها مازالت غنية، و قالت لنفسها يا لها من قطعة معدنية كبيرة. حتما ستجلب لي  الكثير من الأموال.

نهضت مسرعة هذه المرة و لم تسترح لأن الشمس قاربت علي المغيب.

تابعت السير إلى أن رأت منزلها من بعيد فألقت نظرة داخل الإناء فكان الموجود هو حجر.

 وقفت لعدة دقائق ساكنة و هي تحدق فيه ثم ذهبت لكي تلمس الصخرة بيدها، ابتسمت و قالت أعلم أني لن أستطيع الحصول علي المدفئة التي أحلم بها و أجلس أمامها.

أنا أحتاج هذه الصخرة لإحكام إغلاق باب منزلي، فالشتاء قادم عما قريب، كم أتشوق لمعرفة ماذا سيحل بهذه الصخرة عند وصولي إلى البيت.

إن الأمر ممتع و لا أهتم حقا إن كان هذا واقعا أم حلما.

أكملت مسيرتها بحماس إلى أن وصلت أخيرا لمنزلها فنظرت سريعا إلى الإناء.

كان لا يوجد شيء بداخله و سارت تضحك على نفسها و تقول لقد جننت تماما.

انحنت لتأخذ وشاحها المربوط بالإناء و لما اقتربت اهتز الإناء و خرج منه دب صغير، دب يمشي على قدمين كالإنسان و له جناحين كالحمام.

ألقى السلام عليها و هو يلوح بيده. أخبرها الدب بأنه حارس الغابة وقال لها  أنت إنسانة جميلة تختلفين عن كثير ممن قابلتهم، و تستحقين هديتي.

أخرج عصى مرصعة بالورود الزرقاء من جيب بطنه و لّوّح بها إلى الإناء ثم عاد مملوء بالعملات الذهبية من جديد.

فرحت الخادمة كثيرا و شكرته ثم ودّعها و طار مبتعدا.

قصة الغراب العطشان

في زوال أحد الأيام الحارة بقرية صغيرة كان هناك غراب عطشان.

و بقي وقت طويل يبحث عن الماء ليروي به ظمأه، يبحث هنا وهناك لكن دون جدوى.

تعب المسكين وقرّر أن يستريح و وقف فوق جذع شجرة.

ثم بعد فترة من الزمن لمحت عينه جرّة من طين فأراد أن يكتشف ما بداخلها وإذ به يجد فيها ماءً.

فرح الغراب العطشان فرحاً شديداً ثم أراد أن يشرب منه لكنه لم يستطع لأن الماء قليل وكان في قاع الجرّة.

ما العمل؟ كيف سيرتوي المسكين؟ فكّر ثم فكّر إذ به يجد الحل.

ألقى بصره في الأرجاء ليجد بعض الحصى. التقطه بمنقاره الواحدة تلو الأخرى ليضعها في الجرّة و إذ بالماء يصعد شيئا فشيئا.

فرح الغراب وروى ظمأه حتى امتلأت معدّته ثم طار بعيداً بكل فرح وسرور.

قصة الإبريق الحديدي والفخّاري

ذات صباح، نظر الإبريق الحديدي من النافذة فرأى سماء زرقاء وشمسا مشرقة

والتفت إلى ركن بالمطبخ فرأى الإبريق الفخّاري يغطّ في نوم عميق فأيقظه قائلا: استيقظ يا صديقي، يا له من طقس جميل خارج المطبخ ليتنا نخرج فننعم بأشعة الشمس الدافئة.

فاستيقظ الإبريق الفخّاري ثم قال: نعم إنه طقس جميل، ولكن لا يمكنني التمتع به.

وما الذي يمنعك؟ ما رأيك لو نخرج في نزهة صغيرة؟

لا يمكنني فعل ذلك. إنّ بدني من فخّار وقد أصطدم بشيء فأكسر وينتهي أمري.

أمّا أنت فجسمك من حديد ولن يضرك أن تصطدم بالأشياء.

فكّر الإبريق الحديدي قليلا ثم قال: سوف أسير قربك وكلما اقترب منك شيء وضعت نفسي بينك وبينه، فصرت لك درعا يحميك من الصدمات.

أعجب الإبريق الفخّاري بفكرة صديقه الحديدي فوافق على الفور.

ولما بدء الرفيقان يمشيان جنبا إلى جنب في مشية متمايلة يمنة ويسرة، ارتطم الإبريقان ببعضيهما منذ الخطوات الأولى فتصدّع الإبريق الفخّاري بسبب صدمة من كان يفترض أن يكون درعا له فأصبح غير صالح للطبخ.

أمّا الإبريق الحديدي فندم على صنيعه ندماً شديداً وتعلّم ألّا يحمّل الآخرين ما لا يُطِيقُون.

قصة ليلى والذئب

في قديم الزمان كان هناك فتاة صغيرة تدعى ليلى أهدتها جدتها رداء أحمر اللون.

وكانت دائماً ترتديه حتى عرفت بذات الرداء الأحمر.

وفي يوم من الأيام طلبت منها أمها أن توصل طعاما إلى جدتها التي كانت تسكن قرب الغابة و أوصتها بعدم التكلّم مع الغرباء.

وفي طريقها صادفت ذئباً ضخماً أراد أن يلتهمها فحاول المكر بها قائلا هل تلعبين معي يا حلوة.

فأجابت ليلى لا يمكنني ذلك يا سيدي فأنا على عجلة من أمري، أحمل طعاما إلى جدتي وأريدها أن تأكل منه قبل أن يبرد.

فسألها الذئب وأين تسكن جدتك؟ 

فدلته ليلى بكل براءة على بيت جدتها ثم تابعت طريقها.

فأسرع الذئب وسلك طريقا مختصرة نحو بيت الجدة.

وحاول أن يأكلها ولكنها احتمت في غرفة فلم يقدر عليها. 

فتنكر الذئب وارتدى ثياب الجدة ثم نام في فراشها.

ولما وصلت ليلى إلى بيت جدتها طرقت الباب فأذن لها بالدخول. 

قال الذئب: أدخلي يا حبيبتي أنا مستلقية في فراشي لأنني مريضة.

فدخلت ليلى لتطمأن على صحة جدتها ثم سألته: لماذا أصبحت أذناك كبيرتين؟

فأجاب الذئب حتى أتمكن من سماعك جيدا.

ولماذا أصبحت عيناك كبيرتين؟

حتى أتمكن من رؤيتك جيدا.

ولماذا أصبح أنفك كبيرا؟

حتى أتمكن من شمّ عطرك جيدا.

ولماذا أصبح فمك كبيرا؟

فقفز الذئب من السرير ليفترسها قائلا حتى أتمكن من أكلك يا حلوة.

فصاحت ليلى مستغيثة النجدة ساعدوني هناك ذئب يريد افتراسي.

و كان هناك صياد مارّ قرب البيت فأسرع لنجدتها و أشبع الذئب ضربا حتى لاذ بالفرار.

وهكذا نجت ليلى وجدتها من الذئب الشرير وتعلّمت أن لا تكلّم الغرباء أبدا.

قصة الفيل والأصدقاء

تجول فيل وحيد في الغابة بحثًا عن أصدقاء فصادف قردًا وسأله هل ستكون صديقي أيها القرد؟

فأجاب أنت كبير جدًا ولا يمكنك التأرجح على الأشجار مثلي، لذلك لا يمكنني أن أكون صديقك.

ثم مضى الفيل في طريقه وصادف أرنبًا فسأله إن كان يوافق أن يكون صديقا له.

فأجاب الأرنب أنت أكبر من أن تتّسع داخل جحر، لا يمكنك أن تكون صديقي.

ثم التقى الفيل بضفدع وسأله إن كان يقبل بأن يكون صديقه.

فقال الضفدع أنت كبير جدًا وثقيل و لا يمكنك القفز مثلي، أنا آسف، لكن لا يمكنك أن تكون صديقي.  

ثم سأل الفيل ثعلبًا، وحصل على نفس الردّ، أنه كبيرًا جدًا.

وفي اليوم التالي، كانت جميع الحيوانات في الغابة تجري في خوف شديد.

أوقف الفيل دبّا وسأل عمّا يحدث فقال له أنّ نمرًا يهاجم جميع الحيوانات.

أراد الفيل إنقاذ الحيوانات الضعيفة الأخرى وذهب إلى النمر وقال له أرجوك يا سيدي، أترك أصدقائي وشأنهم، لا تأكلهم.

لم يستمع النّمر وطلب من الفيل أن يهتمّ بشؤونه الخاصة.

و نظرًا لعدم وجود طريقة أخرى لحل المشكلة، هدّد الفيل النّمر بركله بعيدا إن لم يترك أصدقائه، فهرب النمر و ترك الحيوانات.

وبعدما شاهدت جميع الحيوانات كيفية إنقاذ الفيل لحياتهم، وافقت الحيوانات في انسجام تام على أن يكون صديقا لهم جميعا وقالوا له أنت حقا بالحجم المناسب لتكون صديقنا وتعلموا أن الأصدقاء يأتون بكل الأشكال والأحجام.

قصة حبّة الشمندر العملاقة

في قديم الزمان، كان هناك أخوان أحدهما ميسور الحال والآخر فقير لا يملك إلا قوت يومه.

وذات يوم قرّر الأخ الفقير العمل في الزراعة في قطعة أرض صغيرة كان قد ورثها عن أبيه لعلّ حاله يتحسّن ويذهب الفقر عنه.

حرث الرجل أرضه وزرع فيها بذور الشمندر وعندما نمت الحبوب ونضجت كان بينها حبّة قد عظم حجمها حتى أصبح من المستحيل حملها إلا على متن عربة.

في بادئ الأمر سرّ الرجل بحبة الشمندر العملاقة ولكنه عندما أخذها الى السوق لم يجد من يشتريها بسعر جيد، فقرّر تقديمها كهدية للملك.

فأسرع وجهّز العربة التي حمّل عليها الحبة العملاقة وتوجّه إلى القصر الملكي.

ولمّا رآها الملك دهش من حجمها الكبير وقال يا له من شيء غريب.

لقد رأيت الكثير من العجائب ولكن مثل هذه الحبة ما رأيت قطّ.

ما نوع البذور التي زرعت حتى أعطت مثل هذه الحبّة العملاقة؟

أنا يا سيدي لست إلّا مزارعا بسيطا أعمل في قطعة أرض صغيرة كنت قد ورثتها عن أبي.

أمّا حبّة الشمندر فقد نمت في أرضي بدون تدخّل منّي.

تعاطف الملك مع المزارع الفقير، وأمر له بوزن حبّة الشمندر ذهبا، فأصبح من الأثرياء.

ولمّا علم الأخ الغنيّ كيف أنّ حبّة شمندر جعلت أخاه الفقير من الاثرياء قرّر أن يقدّم هديّة قيّمة من ذهب وخيل إلى الملك حتى يغدق عليه بالعطاء فيصبح أكثر ثراء.

ولمّا رأى الملك الهدية قال إن هديّتك رائعة ولا أجد شيء أهبك إياه تعويضا عنها أروع وأندر من حبة الشمندر العملاقة.

وهكذا خسر الأخ الغنيّ ذهبه وخيله مقابل حبّة شمندر، وذلك بسبب جشعه و غيرته من أخيه.

قصّة عاقبة الكذب

يحكى في قديم الزمان أنّه كانت هناك قرية صغيرة وجميلة وكان يتوسط القرية مسجد يدرس به الأطفال و يتعلّمون الفقه والقرآن وبقيّة العلوم.

قال الشيخ لأحد الطلاب : هيا يابنيّ، اتلو علينا بداية سورة البقرة.

بسم الله الرّحمن الرّحيم، ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتّقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون.

أحسنت يابنيّ، قراءتك ممتازة وقد احترمت قواعد التجويد.

هيّا يا هشام أكمل.

أمممم …. بسم الله الرّحمن الرّحيم .أممم.

ألا تعلم الآية التي تليها؟

أعلم يا سيدي ولكنّي نسيت.

إنّ الذين كفروا.

أممم …. أأأأأه.

أرى أنّك لم تحفظ السورة ياهشام أليس كذلك ؟

ردّ عليه هشام قائلا : نعم يا سيّدي … إنّ أمّي مريضة وإنّ لديّ ستّة إخوة صغار وقد كنت أعتني بهم.

نعم لقد كنت أطبخ لهم ووو و أعتنيت بالدّجاج ووو…و بعت البيض أيضا لأنّنا فقراء. أأأأأه… لذلك لم أجد وقتا لحفظ السورة.

وأين والدك يابني ؟

أأأأأه والدي … إنه متوفّي منذ زمن .. نعم متوفّي رحمه الله.

حسنا يابنيّ، رحمه الله رحمة واسعة وكان الله في عونكم وشفى الله أمّك .. هيا انتهى الدرس اليوم، انصرفوا.

يجب أن أساعد هذه الأسرة الفقيرة فهم كما يقول ابنهم يعيشون الفقر.

حسنا سأذهب إلى المخزن وأتزوّد بشيء من الشعير والقمح لأقدّمه مساعدة لهذه الأسرة الفقيرة.

خرج الشّيخ من المسجد محمّل ببعض الأكياس وبدأ يسأل بعض المارّة على بيت هشام.

 .وصل الشيخ إلى بيت هشام ووجده يلعب مع رفيقه

استقبله والد هشام : نعم ياسيّدي تفضّل.

قال هشام في نفسه : لقد انكشف أمري كيف أفلت من العقاب فقد كذبت على الشّيخ.

سأله الشّيخ :من هذا الرجل يا هشام؟

إنّه … إنّه.

مرحبا يا شيخنا، أنا والد هشام تفضّل ياسيّدي.

ردّ الشّيخ : عجبا أحقا هذا هو بيت هشام؟ 

إنّ هشام قال لي إنّكم عائلة فقيرة وأنّ لكم سبعة أطفال، وأنّ أباه متوفّى وأنّ أمّه مريضة.

قال والد هشام : نعم نحن عائلة هشام، لكن نحن بخير ولنا فقط ثلاثة أطفال وأمّه بصحّة جيّدة والحمد لله.

سأل الشّيخ هشام لماذا كذبت عليّ ياهشام ؟

قال هشام: لم أحفظ دروسي وقد كنت ألعب مع الأطفال لذلك فقد كذبت. سامحني يا شيخي.

قال الشيخ : يقول الله جلّ جلاله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصّادقين ) صدق الله العظيم.

وكما أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الكذب يهدي إلى الفجور وأنّ الفجور يهدي إلى النار.

استغفر الله يابنيّ.

قصّة المزارع الكسول والأرنب

عاش في أحد الأيام مزارع كسول لم يكن يحبّ العمل في الحقول ولا يستمتع به، حيث كان يقضي أيّامه مستلقيًا تحت ظلّ شجرة كبيرة.

و في أحد الأيّام و بينما كان مسترخيًا تحت الشجرة، رأى ثعلبًا يطارد أرنبًا وفجأة سمع صوت اصطدام قوّي.

لقد اصطدم الأرنب بجذع الشجرة وأصيب بدوار شديد ولم يستطع الهروب.

أخذ المزارع في الحال الأرنب قبل موته وهو يترنّح، تاركًا الثعلب مغتاظا، وذهب إلى منزله.

وقام بذبح الأرنب وأعدّ منه عشاءً لذيذًا، وفي اليوم التالي باع فروه في السوق.

فكّر في حينها مع نفسه: لو استطعتُ الحصول على أرنب هكذا كلّ يوم، فلن أضطرّ للعمل مجدّدًا في الحقل.

وهكذا، ذهب المزارع في اليوم التالي إلى نفس الشجرة واستلقى تحتها منتظرًا ارتطام أرنبٍ آخر.

خلال يومه رأى عدّة أرانب بالفعل، لكنّ لم يرتطم أيًّا منها بأيّ شجرة، ذلك لأنّه ما حدث معه في اليوم السابق كان صدفة نادرة الحدوث.

لكنّه فكّر قائلاً: لا بأس، لا زال أمامي فرصة أخرى غدًا واستمرّ الأمر على هذا النحو لعدّة أيام وأسابيع وأشهر.

فأهمل بذلك حقله، وبقي مستلقيًا بانتظار اصطدام الأرنب ممّا أدى إلى نموّ الأعشاب الضارّة في الحقل وفساد المحاصيل.

وتضوّر المزارع جوعًا في نهاية المطاف، لأنّه لم يجد ما يأكله، ولم يتمكّن من اصطياد أي أرنب.

 .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن العَجْز، والكَسَل.

قصّة عودة المال لصاحبه

ذات مرة عاش طبيب يدعى سالم في إحدى القرى و كان لديه صديق يدعى سليم.

وفي أحد الأيام جاء سليم لمنزل سالم وقال له سأقيم احتفالا في منزلي و ليس لدي ما يكفي من المال لذلك.

أحتاج عشرة آلاف دينار و سأردّهم اليك  خلال شهر واحد.

ردّ عليه ليس هناك مشكلة يا صديقي، تعالى و خذ المال.

ثم أعطاه سالم عشرة آلاف دينار دينا لكن سليم لم يردّ تلك الأموال لفترة طويلة.

ذات يوم ذهب سالم الى منزل سليم وقال له  لقد مرّت ستة أشهر منذ أن اقترضت منّي المال.

قلت لي انّك ستعيد لي المال في غضون شهر.

الآن أنا بحاجة إلى هذا المال، أعطني المال ودعني أذهب.

ردّ عليه سليم: يا سالم هل أنت مجنون، متى اقترضت منك المال ؟

أنا أملك مبلغ ضخم من المال وأنا وضعي يسمح لي بتقديم المال للآخرين.

و لعدم وجود شاهد إثبات أنّ سالم قد أعطى مالا لسليم لم يتجادل سالم معه.

ثمّ ذهب الى زوجته وقال لها أعطيت عشرة آلاف دينار لسليم لأنّه صديقي  ولكنّه خدعني.

قالت له زوجته أنّ الأموال التي نحصل عليها من خداع الآخرين لن تبقى معنا أبدا، سوف تعيد أموالك بطريقة أو بأخرى فلا تقلق.

فكّر سليم بشراء بعض الحليّ الذّهبي لزوجته بمقدار عشرة آلاف دينار التي استعارها من سالم و أعطى هذه الأموال إلى سلامة بائع الحليّ الذي كان أيضا غشّاشاً.

صنع الحليّ بالنّحاس وغلّفها بالذهب ثم فقد الحليّ لمعته.

في غضون أسبوع  ذهب سليم الى سلامة وقال له لماذا خدعتني ولكن سلامة أنكر ذلك.

أيقن سليم أنّه خسر العشرة آلاف دينار التي هي بالأصل أموال سالم.

وفي وقت لاحق ذهب سلامة بائع الحليّ ليشتري قطعة أرض بقيمة عشرة آلاف دينار التي أخذها من سليم.

 لكن في وقت الاتفاق غيّر صاحب الأرض كلامه وقال لقد أخبرتك أنّ سعر هذه الأرض عشرون ألف دينار، العشرة آلاف دينار التي قد دفعتها هي المقدّم فقط.

فبكى سلامة بصوت عال، هذا غشّ، لقد توصّلنا إلى صفقة مقابل عشرة آلاف دينار فقط.

ردّ عليه الموعد النهائي قد انتهى بالفعل وأخذ العشرة آلاف دينار المقدم.

وفي ذات الليلة جاء لصوص على بيت صاحب الأرض وسرقوا العشرة آلاف دينار و وضعوها داخل تجويف شجرة بالغابة.

وفي اليوم التالي ذهب سالم إلى الغابة للحصول على بعض الاعشاب.

وكان هناك قرد قد رأى حزمة المال ظنّ أنّه أكل وعندما لم يجدها أكل رماها بجانب الشّجرة و مرّ سالم بالقرب من الشّجرة ووجد الحزمة ووجد بها العشرة آلاف دينار. 

شعر سالم بالسعادة وأيقن أنّ الله عوّضه بدل المال الذي أخذه منه صديقه.

قصّة غرور ببّغاء وذكاء بومة

كان يا مكان في قديم الزمان، في تلك الغابة البعيدة كانت تعيش الحيوانات في سعادة و هناء.

وكان الببّغاء يعيش مع عائلته من الطيور فوق الشّجر، وكان يمتلك ريش ملوّن جميل.

يمتلك لون أحمر وبرتقالي و أزرق و أخضر و شكله جميل جدا.

وكان الببّغاء هو أجمل الطيور في الغابة.

وفي يوم من الأيام كان الأسد ملك الغابة يريد تعيين وزيرا له، يكون حكيما فنادى الثعلب في الغابة من بين الحيوانات وقال بصوت عال : أيتها الحيوانات إنّ الأسد ملك الغابة يريد أن يختار وزيرا حاكما عادلا يساعده في شؤون الغابة، فمن منكم يرى في نفسه الحكمة والذّكاء، يتقدّم إلى فخامة ملك الغابة.

ذهبت البومة وذهب الفيل وذهب الببّغاء، كلّ منهم ليقف أمام الأسد ملك الغابة.

فقال لهم الأسد لماذا أتيتم، ولماذا تعتقدون أنّكم تستطيعون أن تكونوا وزراء لي وتساعدوني في تدبير شئون الغابة ؟

ردّ الفيل بكل فخر وقال أنا أستحقّ أن أكون وزير الغابة، فأنا أضخم الحيوانات في الغابة وأكثرها قوّة وأستطيع أن أعاقب أيّ أحد يفعل الخطأ.

كما أنني أستطيع أن أجعل الجميع يخافون منّي ويفعلون الأشياء الصحيحة ولا يفعلون الأشياء الخاطئة.

وهنا هزّ الأسد ملك الغابة رأسه ولم يتكلم.

وقال وأنت أيها الببّغاء لماذا تريد أن تكون وزيرا.

قال الببّغاء بفخر وتكبّر : أيّها الملك، أنا أجمل الطيور في الغابة، فهل تجد أجمل طائر منّي أنا.

هل تجد طائر في جمال ريشي و ألوانه، فأنا الأجمل بين جميع الحيوانات والطيور، فأنا يجب من يكون الوزير.

هزّ الأسد رأسه ولم يتكلم.

ونظر الأسد إلى البومة وقال و أنت أيتّها البومة: لماذا تريدين أن تكوني الوزير لي.

فأنت لست جميلة مثل الببّغاء ولا قويّة وكبيرة وضخمة كالفيل يا بومة.

فلماذا أتيت اليوم لتكوني الوزير الخاص بي وتحكمين الغابة معي، هيا أخبريني حجّتك أنت الأخرى.

نظرت له البومة وهزّت رأسها قائلة بهدوء وحكمة : أيّها الملك، إنّ الحكم لا يحتاج القوّة

ولا يحتاج الجمال مع احترامي لك، فانظر إلى نفسك أنت فإن كان الحكم بالقوّة والحجم

فالفيل أقوى وأضخم منك يا مولاي، وإن كان الحكم يتطلّب الجمال، فجمال الطاووس والغزالة أجمل منك.

ولكنّك الملك، ملك الغابة لأنّك الأحكم و الأذكى بينهم يا سيدي الملك.

فابتسم الأسد، وقال : وماذا نحتاج لكي نحكم الغابة أيّتها البومة الحكيمة.

قالت البومة : نحتاج الى العقل والحكمة، العقل الذي يجعلنا نفكّر قبل أن نفعل الأشياء القبيحة.

و العقل الذي يجعلنا نتصرّف بشكل صحيح في المواقف الصعبة.

 العقل أيّها الملك. نحن نحتاج عقولنا كي نفكّر كيف نتصرّف، وأن يكون عندنا البديهة

كي نعرف كيف نتصرّف وماذا نفعل في المواقف الصعبة فقط.

هزّ الأسد رأسه قائلا : إنّ ما أحتاج إليه أنت يا أيّتها البومة، ما أحتاجه أن تكوني وزيرة وعين للأسد.

تساعديه في شؤون الغابة وتديرها بالعقل والحكمة.

قصة السلحفاة و البطّتان

يحكي أنّه كان على شاطئ إحدى البحيرات الجميلة يعيش ثلاثة من الأصدقاء، سلحفاة وبطّة سوداء وبطّة بيضاء. 

كانت البطّتان تحبّان السلحفاة على الرغم من أنّها كانت تثرثر كثيرًا.

ولذلك كانا ينصحاها بتقليل كلامها لأنّ كثرة الكلام والثرثرة من العادات السيئة.

وفي يوم من الأيام جفّت البحيرة الجميلة وهربت منها الأسماك واختفى العشب من على جانبيها، ولم يعد الأصدقاء يجدوا ما يأكلونه، ففكّرت البطتان أن يطيرا بعيدًا ويبحثا عن بحيرة جديدة تكون مملوءة بالماء والطعام، ولكنّ السلحفاة حزنت لأنها لا تستطيع الطيران وخشيت أن يتركها أصدقاءها.

ولكنّ البطتان كانتا صديقتان وفيّتان فأخبرا السلحفاة أنّهم لن يتركوها بمفردها لتموت جوعًا.

فجلبا عودًا خشبيّا ، وطلبا من السلحفاة أن تضعه داخل فمها وتغلق فمها بإحكام

ولا تتكلم لأي سبب من الأسباب وإلا سيتسبّب ذلك في موتها.

وافقت السلحفاة و وعدتهما ألّا تفتح فمها ولا تتكلّم مهما سمعت من كلام الناس حتى يصلوا جميعًا إلى برّ الأمانّ. 

وبالفعل حمل البطتان العود الخشبيّ والسلحفاة و طارتا حتى حلّقتا عاليًا.

وأثناء طيرانهم مرّوا على مجموعة من النّاس فتعجّب النّاس من فعل البطّتان

وقالوا يا للعجب إن البطّتان يحملان سلحفاة.

وكان الأصدقاء كلّما مرّوا بمجموعة من النّاس سمعوا النّاس تتحدّث عنهم وتتعجّب من فعلهم.

وكانت السلحفاة في بداية الرحلة صامته ولا تردّ على أحد كما وعدت أصدقاءها.

ولكن السلحفاة في النّهاية لم تطق صبرًا، ولم تستطيع أن تسكت، فقد طغى عليها طبعها.

وحين سمعت النّاس يتحدّثون قالت لهم لم تتعجّبون أيّها النّاس، إنّهم أصدقائي.

ولم تكد السلحفاة تفتح فمها وقبل أن تنهي حديثها وسقطت على الأرض في مكان موحش غريب، وقد تكسّرت عظامها.

ندمت السلحفاة لأنّها لم تستمع إلى نصيحة صديقاتها وصاحت من الألم لقد خسرت صديقاتي وتكسّرت عظامي وسوف أموت في هذا المكان من الجوع وأنا وحيدة بسبب الكلام.

قصة الذّئب والكلاب

يحكى أنّه كان هناك مجموعة من الأغنام الصغيرة تعيش فى مرعى كبير فى أمان وسلام ومحبة وكان يحرسها ثلاثة من الكلاب الوفيّة، ولذلك لم تشعر الأغنام الصغيرة يوماً بالخوف من الذئاب.

وكان الرّاعي رجلاً طيّباً يحبّ أغنامه كثيراً ويعتني بها، يجلس كل يوم فى ظلّ شجرة ظليلة ويبدأ فى إلقاء الأناشيد الجميلة والأغنام تلتفّ حوله فى دائرة واسعة؛ وهكذا كانت الحياة الهادئة فى المرعي الجميل.

وفى يوم من الأيّام إقترب ذئب شرّير من المرعى وأخذ يراقب الأغنام الصغيرة والرّاعي ولكنّه عندما وجد الكلاب الثلاثة لم يجرؤ على الإقتراب من المرعى، و فجأة لمح الكلاب الثلاثة تتقاتل وتتشاجر فيما بينها وقد انشغلت عن حراسة الأغنام، فضحك الذّئب المحتال مسروراً وأخذ يفكّر في نفسه قائلا الآن جاءتني فرصة الهجوم علي المرعى.

وفعلاً اقترب الذئب ببطئ من القطيع، فرأى نعجة صغيرة تقف وحيدة فانقضّ عليها على الفور و أدخل مخالبه وأنيابه بها.

أخذت النعجة تستغيث بأصدقائها، فسمع الكلاب صراخها فتوقّفوا فوراً عن القتال وسارعوا إلى مكانها لإنقاذها.

وعندما رآهم الذئب قادمين اضطر إلى ترك النّعجة ووثب خارج المرعي مذعوراً.

قصة الطّفل الأمين

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك ولد إسمه حاتم، وكان والد حاتم رجلاً غنيّاً واسع الثراء، وكان يعطيه في كل يوم مبلغاً كبيراً من المال كي يشتري من المدرسة كلّ ما تشتهيه نفسه. 

وفي يوم وبينما هو في المدرسة رنّ الجرس كي يتناول التلاميذ الطعام والشراب ويرتاحوا قليلاً بين الحصص الدراسية.

ذهب حاتم إلى المطعم المجاور لمدرسته، كي يشتري ما لذّ وطاب من الطعام والشراب

وفي طريق عودته سمع حاتم طفلاً صغيراً ينادي عليه كي يقف.

قال حاتم في نفسه، وهو يسير مسرعاً مبتعداً عن هذا الطفل: يا إلهي، طوال الوقت يلاحقني الفقراء كي أعطيهم المال.

ألا يشبع هؤلاء المتسولون، وإذا بالطفل الصغير يهرول مسرعاً حتى وصل إلى حاتم وأمسك بيده يجرّه إليه.

سحب حاتم يده من هذا الطفل الصغير بسرعة وهو يصرخ بوجهه غاضباً: اذهب عنّي أيّها الفقير.

وقف الطفل الصّغير أمام حاتم والدموع تملأ عينيه، ومدّ يده إلى حاتم كي يعطيه محفظة نقود وهو يقول له: أنا لست متسولاَ.

لقد وقعت منك محفظتك هذه في المطعم، ولحقت بك إلى هنا كي أعطيك إياها.

نظر حاتم إلى المحفظة، ثم وضع يده يتفقّد محفظته فلم يجدها، طأطأ حاتم رأسه خجلاً من هذا الطفل الصغير الأمين الذي اتّهمه بالتّسول، ثمّ غطّى وجهه بكفّيه خجلاً من نفسه ومن هذا الصغير.

أخذ حاتم المحفظة وأخرج منها بعض النّقود ووضعها في جيب الطفل الصغير.

لكن هذا الطفل الأمين رفض هذه النقود، وأخرجها من جيبه وأعادها إلى حاتم قائلاً: لا آخذ ثمن أمانتي ابداً.

قصة رحمة التي تقدّر أمّها

جلست رحمة تفكّر في هدية ثمينة تقدّمها لأمّها لكي تعبّر عن حبّها وعرفانها لها.

أوّل شىء، قرّرت رحمة أن تقوم هي بشراء احتياجات المنزل من السوق لتريح أمّها.

ستكون رحمة هكذا قد وفّرت لأمّها وقتا للراحة، ولا شكّ أنّ هذا يفرحها كثيرا.

أمّا أعمال المنزل فقد بدأت رحمة في أدائها بعد عودتها من السوق من تنظيف الأرضيات و السجاجيد من الأتربة، ترتيب الفراش وإزالة الغبار من على الأثاث و من أركان المنزل و غسل الأواني و الصحون وترتيب المطبخ  و كنس أرضيته.

صنعت كعكة جميلة عرفت طريقتها عن طريق الإنترنت، ولابد أن تكون كعكة شوكولاتة لأنّ أمّها تحبّها.

في المساء أعدّت رحمة وحدها الاحتفال فزيّنت السّقف بالورق الملوّن و البالونات الصغيرة و رتّبت المائدة و أعدّت المشروبات. 

قالت رحمة لأمّها : أمّي كم أهواك و أشتاق لرؤياك و أقبّل يمناك.

احتضنتها أمّها في حب و حنان و قالت لها: أشكرك يا ابنتي، أنت أغلى شيء في حياتي.

ردّت رحمة: بل الشكر لك يا أمّاه، فأنت نبع الحنان و هبة من الرحمن، يكفى أنّك تضحّي بسعادتك و راحتك ووقتك من أجلي.

قالت الأمّ: عندما يصير لك أبناء ستفعلين مثلي.

و سألتها : هل تعرفين يا رحمة ما هي الهدية التي أتمناها منك.

قالت رحمة : ما هي؟

قالت الأمّ: حسن أخلاقك وتفوّقك في دراستك هي أعظم هدية لأنّها تعكس مدى حبّك و تقديرك لتعبي معك و سوف أسعد عندما أراكِ أفضل فتاة في الدُنيا.

قصّة النّملة والجندب

ذات مرّة، كان هناك صديقان حميمان نملة وجندب.

كان الجندب يحبّ الاسترخاء طوال اليوم والغناء، ومع ذلك كانت تعمل النّملة بجدّ طوال اليوم.

كانت تجمع الطّعام من جميع أركان الحديقة، بينما يسترخي الجندب ويغنّي أو ينام.

كان الجندب يأمر النّملة بأخذ قسط من الرّاحة كلّ يوم، لكن النّملة ترفض وتواصل عملها.

سرعان ما جاء فصل الشّتاء، أصبحت الأيّام والليالي باردة ولا يخرج إلّا عدد قليل جدًا من المخلوقات.

في يوم شتاء بارد، كانت مستعمرة من النّمل منشغلة بتجفيف بعض حبات الذّرة.

جاء الجندب متعبا جدا، بارد وجائع، إلى النّملة التي كانت صديقة له وطلب قطعة من الذّرة.

ردّت النّملة: نعمل ليل نهار لجمع الذّرة وحفظها حتى لا نموت جائعين في أيّام الشّتاء الباردة لماذا يجب أن نعطيها لك؟

ثم سألته النّملة، ماذا كنت تفعل الصيف الماضي؟

يجب أن تجمع وتخزّن بعض الطعام، لقد أخبرتك كثيرًا من قبل.

قال الجندب: كنت مشغولاً للغاية بالغناء والنوم.

أجابت النّملة: إذن يمكنك الغناء طوال فصل الشتاء، أمّا بالنّسبة لي لن تحصل منّا على أي شيء.

كان لدى النّملة ما يكفي من الطعام خلال فصل الشتاء دون أيّ قلق على الإطلاق، لكن الجندب لم يفعل وأدرك خطأه.

قصّة سباق الضّفادع

في إحدى المرّات كان هناك مجموعة من الضّفادع الصّغيرة يودّون المشاركة في منافسة والهدف كان الوصول إلى قمة برج عالي.

مجموعة من الجماهير تجمعوا لكي يشاهدوا السباق ويشجعوا المتنافسين.

وانطلقت لحظة البدء…ولكن لم يكن أحداً من المتفرجين يعتقد أن الضفادع الصغيرة تستطيع أن تحقق إنجازا وتصل إلى قمة البرج.

وكانت تنطلق من الجماهير عبارات مثل: أوه، جدا صعبة… لن يستطيعوا أبدا الوصول إلى الأعلى أو لا يوجد لديهم فرصة … البرج عالي جدا.

بعض الضفادع الصغيرة بدأت بالسقوط واحدا تلو الآخر ما عدا هؤلاء الذين كانوا يتسلقون بسرعة إلى أعلى فأعلى.

ولكن الجماهير استمروا بالصراخ: صعبة جدا … لا أحد سيفعلها ويصل إلى أعلى البرج.

عدد أكبر من الضفادع الصغيرة بدأت تتعب وتستسلم ثم تسقط.

ولكن أحدهم استمر في الصعود أعلى فأعلى، لم يكن الاستسلام وارداً في قاموسه.

في النهاية جميع الضفادع استسلمت ماعدا ضفدع واحد هو الذي وصل إلى القمة.

جميع المشاركين أرادوا أن يعرفوا كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون.

أحد المتسابقين سأل الفائز: ما السر الذي جعله يفوز؟

واكتشفوا الحقيقة هي أن الفائز كان أصم لا يسمع وكان يعتقد أن هتافات الجماهير كانت تشجيعا له فزاده ذلك حماسا و ساعده كثيرا على الوصول.

.العبرة من القصة: لا تستمع أبدا للأشخاص السلبيين واليائسين، سوف يبعدونك عن أحلامك المحببة والأمنيات التي تحملها في قلبك.

قصّة بستان الرّجل البخيل

يحكى أن رجلاً بخيلا يملك بستانا جميلا فيه من أحلى الثمر، تأتي إليه طيور جائعة تريد أن تشبع جوعها من هذا الثمر.

لكن الرجل البخيل كان يطردها بقذف الحجر، مبعدا إياها من فوق الشجر.

بينما هو كذلك، رآه ثعبان جائع طامع في بعض الثمر، فكّر وفكّر كيف يحتال على هذا البخيل إلى أن دبّر ومكر.

تسلل الثعبان الخبيث إلى داخل البستان متخفيا بين الشجر، وما إن أظهر نفسه للطيور حتى ولّت مسرعة هاربة من البستان.

فرح البخيل بصنع الثعبان، وعيّنه حارس البستان.

وفي ذات يوم خرج البخيل في تجارة له مسافراً إلى بلد بعيدة تاركاً البستان في حراسة الثعبان.

ومرّت الأيام و يعود بعدها البخيل فرحا بما سيجده من وفر الثمار التي لم تعد ينقصها جوع طير أو حيوان.

ولكنه ما إن دخل بستانه حتى صعق من هول ما رأى، أشجار خاوية وثمار متناثرة وثعابين كثيرة تلهو وتعبث كيف شاءت.

صرخ الرجل فزعا، ولكن الثعابين باتت تخيفه وتريد أن تقتله، ففرّ هاربا مطرودا من بستانه جزاءاً لبخله وجشعه.

العبرة من القصة: علينا أن نعطي المحتاجين مما أعطانا الله من الخير والرزق.

قصة القلم والممحاة

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.

قالت الممحاة: كيف حالك يا صديقي؟ 

أجاب القلم بعصبية: لست صديقك.

اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟ 

فردّ القلم: لأنني أكرهك.

قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟ 

أجابها القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب.

فردّت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء.

انزعج القلم وقال لها: وما دخلك أنت؟

فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي. 

فردّ القلم: هذا ليس عملاً.

التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. 

ولكن القلم ازداد انزعاجاً وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة.

فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟

أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو.

قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب.

صمت القلم للحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقت يا عزيزتي.

فرحت الممحاة وقالت له: أما زلت تكرهني؟ 

أجابها القلم وقد أحسّ بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.

فردّت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.

قال القلم: ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم.

فأجابت الممحاة: لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.

قال القلم وهو حزين: وأنا أحس أنني أقصر مما كنت عليه.

قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من أجلهم.

قال القلم مسروراً: ما أعظمك يا صديقتي، وما أجمل كلامك.

فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.

العبرة من القصة

علينا أن نلتزم بحسن الكلام والصبر على الآخرين وتقديم المساعدة ولو كان في ذلك مشقة أو خسارة لنا.

قصة الثعلب الجائع وجذع الشجرة

يروى بأنَّ ثعلب يقطن في أحد الغابات البعيدة أمضى عدة أيام بحثاً عن الطعام ولكن دون جدوى مما جعله يشعر بالجوع الشديد ويتمنى أن يجد أي شيء يمكن تناوله.

لم ييأس الثعلب واستمر بالبحث عن الطعام حتى وصل إلى طرف الغابة حيث وجد هناك حقيبة مخبأة في أحد الفجوات في جذع شجرة.

شعر الثعلب بالسرور الكبير وقفز إلى داخل الفجوة كي يفتح الحقيبة ويبدأ بتناول الطعام الذي بداخلها.

وبالفعل دون تفكير بدأ الثعلب بتناول اللحوم التي في الحقيبة والتي تعود لأحد الحطابين.

استمر الثعلب بتناول الطعام حتى شبع و امتلأت معدته.

بعد أن أنهى الثعلب تناول الطعام بدأ يشعر بالعطش لذلك أراد أن يخرج من الشجرة ويقصد أحد الجداول القريبة لشرب الماء.

ولكن تفاجئ الثعلب بأنَّه عالق داخل الشجرة بسبب ازدياد حجم بطنه بسبب كمية الطعام الكبيرة التي تناولها.

في النهاية جلس الثعلب داخل الشجرة وهو حزين و يأنّب نفسه لأنَّه لم يفكر للحظة قبل أن يبدأ بتناول الطعام.

قصة التفاحة داخل زجاجة

كان هناك طفل صغير في التاسعة من عمره.

أراه والده زجاجة عصير صغيرة وبداخلها ثمرة تفاح كبيرة.

تعجب الطفل كيف دخلت هذه التفاحة داخل هذه الزجاجة الصغيرة.

… حاول إخراجها من الزجاجة لكن من دون فائدة

عندها سأل والده كيف دخلت هذه التفاحة الكبيرة في تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة.

أخذه والده إلى حديقة المنزل، وجاء بزجاجة فارغة وربطها بغصن شجرة تفاح حديثة الثمار.

ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جدا وتركها.

ومرّت الأيام فإذا بالتفاحة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة.

حينها عرف الطفل السرّ وزال عنه التعجب.

ولكن الوالد وجد بالأمر فرصة لتعليم ابنه فقال له.

هذه هي الأخلاق، لو زرعنا المبادىء والصفات والأخلاق بالطفل وهو صغير سيصعب إخراجها منه وهو كبير، تمامًا مثل التفاحة التي يستحيل أن تخرج إلا بكسر الزجاجة.

20 قصة حكمة الله في خلقه

كان يا مكان، كان هناك فيل يعيش في الغابة فكان يتحدث مع العصفور فقال له أنه حزين لأنه ليس خفيفاً وسهل الحركة مثله.

فسمعته باقي الحيوانات فقالت له: أن لله حكمة في ذلك ولكل شيء أهمية، فلم يقتنع بكلامهم وكان حزيناً.

وفي يوم من الأيام كان المطر شديد والبرد قارس، فاختبأت الحيوانات في مغارة، ولكن المطر جعل بعض الصخور تتحرّك وتسدّ المغارة.

فبدأت الحيوانات في الصّراخ وطلب المساعدة، ولم يستطع أحد تحريك الصّخور حتى جاء الفيل وبدأ يحرّكها ببطء حتى تحرّكت.

وعندما خرجت الحيوانات شكروا الفيل على مساعدته، وقالوا له: ألم نقل لك من ذي قبل أن لله حكمة في خلقه.

فضحك الفيل وفرح بذلك وأصبح سعيدا بنفسه وحمد الله على حكمته في كل شيء.

19 قصة الدجاجة الحمراء

في مكانٍ ما كانت تعيش ثلاثة حيوانات لطيفة، الحيوانات هي ديكٌ ضخمٌ وبطّةٌ سمينةٌ كسولة و دجاجةٌ حمراءٌ سريعةٌ. كانت الدجاجة الحمراء تنام باكرًا لتستيقظ عند الفجر كل يوم وتذهب للبحث عن طعامٍ لصغارها.

وفي أحد الأيام بينما كانت تنبش في الأرض بمنقارها للبحث عن الطعام وجدت سنبلةً من القمح، ففكرت ماذا يجب عليها أن تفعل بها.

قرّرت بدلًا من أكلها أن تزرع القمح في الأرض لتنبت لها سنابل قمحٍ كثيرة تكفيهم لعدة أشهر هي وصغارها.

رآها الديك والبطّة فاقتربا منها وعرضت الدجاجة فكرتها عليهما لكنهما سخرا منها وأخبراها أنّها لن تنجح في صنع مزرعة من القمح وحدها، ولم يقبلا بأن يُقدّما لها المساعدة، لكن الدجاجة الحمراء لم تشعر باليأس، وقرّرت أن تقوم بالعمل وحدها، وزرعت البذور في أرضٍ كبيرةٍ.

بعد مرور شهرين بدأت البذور بالخروج من الأرض ثم ملأت سنابل القمح كل الأرض، لكن الديك والبطّة لم يُساعدا الدجاجة، فحصدت جميع السنابل وأخذتها إلى الطحان، ثم عادت وخبزت القمح، وعرضت على الديك والبطة مساعدتها في عجن الخبز فقاما بالسخرية منها، فعجنت وحدها.

وعندما أخرجت الأرغفة الساخنة لم يستطيعا الديك والبطة أن يُصدّقا أنَّ الدجاجة فعلت كل هذا وحدها.

اقتربا منها طلبًا لأخذ بعض الطعام، فأخبرتهما أنّهما لا يستحقا أخذ الأرغفة التي لم يبذلا جهدًا في إعدادها، لكنها قدمت لهما الخبز لأنّهما جيران، وأخبرتهما أنّهم بالتعاون يستطيعون فعل كلّ شيء. 

وتناولوا الطعام جميعًا بسعادةٍ وقرّروا أن يقوموا بالزراعة ويصنعون مزرعةً كبيرةً من سنابل القمح؛ لأنّ بالتعاون يُمكنهم أن يفعلوا أشياءً كثيرةً.

18 قصّة الولد وشجرة التفاح

قصتنا اليوم حول الولد و شجرة التفاح. في قديم الزمان كان أحد الأطفال يعيش في قريةٍ جميلةٍ، وكان يلعب دائمًا مع شجرةٍ من أشجار التّفاح، والسرور يملأ قلبه لوجود هذه الشجرة.

والشجرة أيضًا كانت تفرح برؤيته واللعب معه.

مرّت السنوات على هذه الحال وقد كبر هذا الطفل وأصبح شابًا.

وعندما ذهب إلى الشجرة فرحت كثيرًا لرؤيته وطلبت منه أن يلعب معها.

أخبرها أنّه لا يستطيع اللعب لأنّه يجب عليه العناية بعائلته وهو لا يملك المال.

فاقترحت عليه الشجرة أنّ يأخذ كل ثمار التفاح التي تمتلكها ويقوم ببيعها وبذلك يُصبح لديه المال لرعاية أسرته.

فجمع جميع التفاح الذي على أغصان الشجرة وذهب ليبيعه.

ومرّت الأيام دون أن يزور الشجرة من جديد.

عاد بعد أعوامٍ ففرحت الشجرة وطلبت منه اللعب معها.

أخبرها أنّه بات عجوزًا لا يستطيع اللعب ويحتاج لقاربٍ لكي يُبحر فيه ويحصل على الراحة ولكنه لا يملك قاربًا.

فاقترحت الشجرة أن يجمع أغصانها ويصنع منها قاربًا، فوافق وفعل ذلك، وأطال الغياب مجددًا.

عندما زارها بعد وقتٍ طويلٍ أخبرته أنّها لا تملك ما تُقدمه له لأنّه لم يعد فيها إلا الأغصان اليابسة، واقترحت عليه أن يستند إليها ليرتاح.

العبرة من القصة أن الشجرة تشبه الوالدين و تضحياتهم و الولد يشبه الأبناء.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الولد و شجرة التفاح.

17 قصة الصّبي سيّئ التّصرّف

في قديم الزمان عاش طفلٌ صّبي سيّئ التّصرّف يُدعى سمير، وكان عمر الطفل أحد عشر عامًا، لكنه  لم يكن طفلًا مؤدبًا بل كان يتصرف بشكلٍ سيئ.

ففي أحد المرّات تسبّب بكسر يد والدته بمضربٍ خشبيٍ.

وفي مرّةٍ أخرى قال لوالديه أنّه يُريد الحصول على لعبة فيديو.

وافق والداه وأحضرا له اللعبة، لكنه في اليوم التالي أراد لعبةً أخرى تحتوي على عددٍ أكبر من المزايا.

وعندما قامت عائلته بشراء اللعبة الجديدة التي أرادها قام بطلب المزيد من الألعاب، لكن والدته لم تُوافق على ذلك لأنّ اللعبة التي أرادها غالية الثمن ولا يُمكن لوالديه أن يقوما بشرائها.

غضب سمير وصرخ على والديه أمام الجميع في السوق، وسبّب لهما الشعور بالخجل والإحراج.

لذلك قرّرا أنّه يجب معاقبة سمير على هذا التصرف السيئ.

فعندما عادوا جميعًا إلى المنزل لم يتكلموا مع سمير لمدة سبعة أيامٍ، ولم يعد الطفل يملك أيّ أصدقاء في مدرسته لأنّه لم يكن مؤدبًا وكان وقحًا مع الجميع.

عندما فكّر سمير فيما فعله شعر بالندم لأنّه كان يطلب أشياءً غير ضرورية وأساء إلى والديه.

قرّر أنّه لن يُكرّر هذا التصرف أبدًا، وذهب إلى والدته واعتذر منها، فسامحته وأخبرته أنّها تُحبه وسامحه والده ثم عانقاه وعاشوا جميعًا في سعادةٍ وسرور.

تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على الطفل أن يكون مؤدبًا مع والديه ويُنفّذ أوامرهما، ولا يرفع صوته عندما يحدثهما، ولا يطلب أشياءً غير ضرورية.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الصّبي سيّئ التّصرّف.

16 قصة كأس الحليب

قصة اليوم تتمحور حول كأس الحليب. ذات مرّة كان هناك صبي فقير يقضي أيامه في الذهاب من منزل إلى آخر لبيع الصحف من أجل تغطية مصاريف المدرسة.

ذات يوم، بينما كان يسير في طريقه، بدأ يشعر بالضعف والتعب.

كان الولد المسكين يتضوّر جوعًا، لذلك قرّر أن يطلب الطعام عندما جاء إلى المنزل المجاور.

كان الولد المسكين يطلب الطعام ولكن في كل مرة كان يُمنع حتى وصل إلى باب بيت تسكن به فتاة.

طلب كوبًا من الماء، لكن الفتاة عادت ومعها كوب من الحليب لما رأت من حالته السيئة.

سألها الصبي كم يدين لها بالحليب، لكنها رفضت أخذ المال مقابل كأس الحليب.

مضت سنوات طويلة، مرضت الفتاة التي أصبحت امرأة ناضجة.

انتقلت من طبيبة إلى أخرى، لكن لم يستطع أحد علاجها.

أخيرًا، ازدادت حالتها المرضية سوءا وذهبت إلى أفضل طبيب في المدينة.

فأدخلها الطبيب المستشفى لبدء مرحلة علاج مكثفة.

قضى الطبيب شهورًا في علاجها حتى شفيت أخيرًا.

على الرغم من سعادتها، كانت تخشى أنها لن تستطيع دفع الفاتورة.

ولكن عندما سلّمها المستشفى الفاتورة، كتب عليها: دفعت بالكامل مقابل كوب من الحليب.

تذكّرت عندها ذلك الموقف الذي طلب منها ولد متعب المساعدة وأعطته كوب الحليب وأنه هو ذلك الطبيب.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول كأس الحليب.

15 قصّة الشجرة ذات الإبر

قصة اليوم تتمحور حول الشجرة ذات الإبر. ذات مرّة، كان هناك شقيقان يعيشان على حافّة الغابة.

كان الأخ الأكبر دائمًا قاسًيا على أخيه الأصغر.

أخذ كل الطعام وانتزع كل الملابس الجيدة.

اعتاد الأخ الأكبر الذهاب إلى الغابة بحثًا عن الحطب وبيعه في السوق.

وبينما كان مرّة يسير في الغابة ويقطع أغصان الأشجار، حتى وجد شجرة سحرية.

أوقفته الشجرة قبل أن يقطع أغصانها وقالت: أوه، سيّدي اللطيف، من فضلك حافظ على أغصاني.

و إذا تركتني فسأقدّم لك تفّاحةً ذهبيّةَ كلّ يوم.

وافق الأخ الأكبر على الفور.

وبالفعل صار يأتي كل يوم لتلك الشجرة السّحرية ويحصل على تفاحته الذهبية.

لكنّه بعد فترة شعر بخيبة أمل إزاء عدد التفاحات التي قدمتها له الشجرة وازداد طمعه. وغلبه الجشع، فهدّد بقطع الشجرة بأكملها إذا لم توفر له المزيد من التفاح.

ولكن الشجرة كانت ردّة فعلها عكسية، فبدلاً من إعطاء المزيد من التفاح، أمطرته بمئات الإبر الصغيرة.

وسقط الأخ الأكبر على الأرض وهو يبكي من الألم حتى بدأت الشمس تغرب.

سرعان ما شعر الأخ الأصغر بالقلق وذهب للبحث عن أخيه الأكبر.

بحث حتى وجده عند جذع الشجرة مرمياً على الأرض متألماً ومئات الإبر على جسده.

هرع إليه وبدأ في إزالة كل إبرة بشق الأنفس وبكل رويّة ومحبة لأخيه.

وبمجرد أن انتهى من إخراج الإبر، اعتذر الأخ الأكبر عن معاملته لأخيه الأصغر بشكل سيء.

شاهدت الشجرة السحرية التغيير الذي طرأ على الأخ الأكبر و عندها منحتهم كل التفاح الذهبي الذي قد يحتاجون إليه.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الشجرة ذات الإبر.

14 قصة حزمة العصيّ

قصة اليوم تتمحور حول حزمة العصيّ. ذات مرّة، كان هناك رجل عجوز يعيش في قرية مع أبنائه الثلاثة.

على الرّغم من أنّ أبنائه الثلاثة كانوا يعملون بجدّ، إلا أنهم كانوا يتشاجرون طوال الوقت.

حاول الرجل العجوز توحيدهم لكنه فشل.

مرّت الأشهر ومرض الرجل العجوز.

طلب من أبنائه البقاء متّحدين، لكنهم فشلوا في الاستماع إليه.

في تلك اللحظة، قرّر الرجل العجوز أن يعلّمهم درسًا كي ينسوا خلافاتهم ويتّحدوا معًا.

استدعى الرجل العجوز أبنائه، ثم شرع في إخبارهم أنه سيعطي كل واحد منهم حزمة من العصيّ على أن يقوم بفصل كل عود من الحزمة ويكسره إلى قسمين و من ينتهي أولاً سيكافأ أكثر من غيره.

وهكذا وافق الأبناء.

قدّم العجوز حزمة من عشرة أعواد لكلّ منهم، ثم طلب من الأبناء أن يكسروا كل عصا إلى قطعتين.

كسّر الأبناء العصيّ في غضون دقائق، ثم شرعوا في الشجار فيما بينهم مرّة أخرى.

قال الرجل العجوز: أبنائي الأعزاء ، اللعبة لم تنته بعد.

سأعطي الآن حزمة أخرى من العصيّ لكلّ منكم.

هذه المرّة فقط ، سيتعيّن عليكم تقسيمهم معًا كحزمة كاملة، وليس بشكل منفصل.

وافق الأبناء على الفور ثم حاولوا كسر الحزمة.

على الرغم من بذل قصارى جهدهم، لم يتمكّنوا من كسر العصيّ.

أخبر الأبناء والدهم بفشلهم.

قال العجوز: أبنائي الأعزاء انظروا.

كان كسر كلّ عصا على حدة أمرًا سهلاً بالنّسبة لكم، ولكن لا يمكنكم كسرها في حزمة كاملة.

من خلال البقاء متّحدين، لا يمكن لأحد أن يؤذيكم.

إذا واصلتم الشّجار، فيمكن لأي شخص أن يهزمكم بسرعة.

أكمل الرجل العجوز: لذلك يجب عليكم أن تبقوا متّحدين.

عندها، أدرك الأبناء الثلاثة أنّ هناك قوّة في الوحدة، ووعدوا والدهم بأنّهم سيبقون جميعًا معًا.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول حزمة العصيّ.

13 قصّة أمانة الطفلة رحمة

قصة اليوم تتمحور حول أمانة الطفلة رحمة. في أحد الأيام كانت الطفلة رحمة تلعب في الرّوضة مع أصدقائها الأطفال، فوجدت لعبة صغيرة مرميّة على الأرض، فأخذتها وأعطتها إلى مشرفة الرّوضة، وأخبرتها أنها عثرت على هذه اللعبة وأنها ليست لها.

فما كان من مشرفة الرّوضة إلّا أن شكرت رحمة كثيرًا على أمانتها، وأخذت تسأل الأطفال عن اللعبة كي تُعيدها إلى صاحبها؛ وبالفعل فإن اللعبة كانت لسارة التي أضاعتها أثناء اللعب، فأعادت المعلمة اللعبة إلى سارة، وقالت لها أن صديقتها رحمة قد تصرّفت بأمانة وأعادت اللعبة إليها ولم تأخذها لها؛ فشكرت سارة صديقتها رحمة على أنها أعادت اللعبة التي وجدتها ولم تأخذها.

تعلّم جميع الأطفال من تصرّف رحمة وأخلاقها وأمانتها، وأصبح كلّ واحدٍ فيهم يحرص أن يكون أمينًا ولا يأخذ أغراض غيره مهما حصل، وأن يُعيد الألعاب إلى صاحبها.

وفي هذه القصة عبر عظيمة، أهمها تعليم الأطفال أهمية الأمانة، وأن الأمين ينال رضا الله تعالى ويُدخله الجنة، كما أن الأمين يكسب رضا والديه، ويحبّه جميع الناس.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول أمانة الطفلة رحمة.

12 قصة الأمير والفقير

قصة اليوم تتمحور حول قصة الأمير والفقير. منذ زمنٍ بعيد وفي مملكة بعيدة عاشت عائلة فقيرة جدًّا في غرفة صغيرة وسيئة، حتَّى أنَّ الوالد لم يكن يستطيع أن يحصل على الطعام من أجل أولاده، فكان يلجأ أحيانًا إلى السرقة من أجل الحصول على بعض الطعام لأولاده الصغار.

وتعلّم ابنه الشاب منه تلك المهنة الرديئة، فصار يسرق مثل والده للحصول على الطعام.

وكان هذا الشاب الفقير ابن الأسرة الفقيرة يشبه كثيرًا بمظهره الخارجي ابن الملك في المملكة، الذي كان يعيش في القصر مع عائلته في حياة ترفٍ وسرور وراحة، وكان دائمًا يرتدي أغلى وأجمل الثياب، ويأكل أحسن وأطيب الأطعمة.

وكان الشاب الفقير كثيرًا ما يذهب إلى الأحياء التي تحيط بقصر الملك ويتمنَّى كثيرًا أن يزور القصر ويشاهد كيف يعيش الناس داخله.

في إحدى المرات وبينما كان الشاب الفقير يتجوّل في الحيّ القريب من القصر ضربه أحد الجنود لأنَه رآه بثيابه الرثّة في تلك المنطقة، فشاهده الشاب الأمير من نافذة القصر فصاح على الجندي ووبَّخه لتصرفه ذاك، ثمَّ دعا الشاب الفقير لدخول القصر، فالتقى الأمير بالشاب الفقير.

وفرح الأمير الصغير لاستضافة الفقير، وبدأ الفقير يروي للأمير كيف يعيش هو وعائلته في فقرٍ شديد ويصف له المعاناة التي يلاقونها من أجل الحصول على الطعام لعدم وجود نقود كافية.

تأثّر الأمير كثيرًا وخطر له أن يستغلَّ الشّبه بينه وبين الفقير ويتنكّر بثياب الفقير ويجرِّب الحياة التي يعيشها، وفي نفس الوقت كان الفقير يتمنَّى لو يعيش في هذا القصر حياة النعيم والثراء والترف والراحة، وخاصة أنَّه رأى غرفة الأمير الخاصّة التي استضافه فيها.

طلب الأمير من الفقير أن يقوما بتنفيذ تلك الخطّة ويتبادلان الأدوار فيما بينهما، ويعيش كل منهما الحياة الخاصّة بالآخر، وتحقّق حلم الفقير بذلك، وبعد أن لبس الأمير ملابس الفقير خرجَ من القصر وفي اليوم التالي ذهب إلى مدرسة الفقير بملابسه الرثّة، وعندما أخبر الطلاب الفقراء أنَّه الأمير صاروا يسخرون منه، وبعد أن خرجوا من المدرسة صاروا يقذفونه بالماء والطين. 

شعر الأمير بحزن كبير لأنَّه أحسَّ بالحياة البائسة التي يعيشها الفقراء في حياتهم اليومية المضنية، ولاحظ فارق الحياة داخل القصر وخارجه حيث يعيش الفقراء، بينما كان الشاب الفقير يعيش حياة الأمير ويهنأ بالرفاهية والنعيم وتقدَّم له أنواع كثيرة من الأطعمة والأشربة في القصر.

بعد أن عاد الأمير الصغير إلى القصر أصيب والده الملك بمرض أدَّى إلى وفاته، فبويع الأمير ملكًا على المملكة، فأبدى اهتمامًا كبيرًا بالفقراء، وصار يعمل على مساعدتهم ويقدّم لهم ما يحتاجونه، كما ساعد صديقه الشاب الفقير في تأمين منزل له ولأسرته، وساعده على إيجاد عمل له حتى يتخلَّى عن أعمال السرقة من أجل تأمين الطعام، فعادت الطمأنينة والسعادة إلى أهل المملكة كلّها، وعاش الجميع بسلام كبير.

العبرة المستفادة من القصة أنّ التواضع يقرِّب الناس إلى بعضهم، ويساعد الطبقة الحاكمة على مساعدة الفقراء والإحساس بمعاناتهم، فالإنسان لا يشعرُ بقيمة النعم إلا بعد أن يفقدها.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الأمير و الفقير.

11 قصة الكلب الشجاع والثعلب المكار

قصة اليوم تتمحور حول الكلب الشجاع و الثعلب المكار. كان يا مكان في الغابة البعيدة، حيث الأشجار العالية الكثيفة، والزهور الملونة الجميلة،  والحيوانات الكثيرة المتعددة الأشكال والألوان والأحجام، كانت عائلة من الكلاب  تعيش في الغابة سعيدة، في بيت وسط الغابة و متفائلة تحمد ربّها على كل شيء، وكان الكلب الصغير يعيش مع عائلته الصغيرة، أمّه وأبيه وأخته الصغيرة؛ وفي يوم من الأيام كان الثعلب المكار يراقب عائلة الكلاب الجميلة لأنه كان جائع جدا.

استغل الثعلب المكار مرض الأب الشديد ونومه ولا يستطيع الحركة، وكانت الأم تعدّ طعام الغداء ومشغولة، وكانت الكلبة الصغيرة نائمة في فراشها، وهنا تسلّل الثعلب المكّار من النافذة الخلفية لحجرة الكلبة الصغيرة؛ دخل حجرة الصغيرة النائمة، وأخذها وفرّ هاربا من النافذة، ولم يره أحد، فالأب مريض والأم مشغولة بإعداد الطعام، ولكن الكلب الصغير كان يلعب في فناء المنزل، وشاهد الثعلب وهو يحمل أخته الصغيرة ويهرب. 

أخذ الثعلب يركض. فكّر الكلب أن يدخل ويخبر أمّه بالأمر ولكنه فكّر ربما هرب الثعلب  وأخذ أخته الصغيرة، وربما إن نادى على أمّه سمع صوته الثعلب، وربما أكل أخته في الحال. 

فكّر الكلب بسرعة ماذا يفعل وبعدها قرّر أن يتابع الثعلب ويذهب خلفه، ويحاول إنقاذ أخته الصغيرة. 

أخذ الثعلب يسير بسرعة ويركض حتى وصل إلى منزله.

أخرج الثعلب الكلبة الصغيرة من الكيس ووضعها على المائدة. 

أخذت الصغيرة تنظر حولها بتعجّب شديد وخوف وبعدها أخذت تصرخ وتبكي بفزع تنادي على أمّها، وهنا أخذ الثعلب يضحك و ربطها بالحبل الكبير ووضعها فوق المائدة، وقال لها بصوت مخيف: أنت طعامي يا صغيرة للعشاء، سوف أعدّ القدر وأصنع وجبة عشاء شهية، وأخذ يضحك بصوت عال جدا.

كان الكلب الصغير يقف خلف الباب ويراقب ما يحدث وسمع ما قاله الثعلب لأخته، وفكّر ماذا يفعل، الآن هل يذهب إلى أمّه أم لا، فكّر كثيرا، وهنا جاءت له فكرة جميلة.  

كان الثعلب مشغول بإعداد القدر على النار، وضع فيه الماء والخضروات حتى يقوم بوضع الكلبة الصغيرة فيه ويقوم بإنهاء الطعام.

وهنا طرق الكلب الصغير باب البيت على الثعلب، فقال الثعلب من خلف الباب، من الذي يطرق الباب، ردّ الكلب الصغير قائلا:  أنا أيها الثعلب، ردّ الثعلب:  من أنت، ردّ الكلب الصغير أودّ أن أقدم لك نصيحة هامّة، قال له الثعلب: وماذا تريد، فسمع صوت الكلب يقول: أودّ نصيحتك بشيء ما، وأخبرك بشيء.

وهنا فكّر الثعلب، وردّد في نفسه هل أفتح الباب، فقال ولما لا حتى  أتعرّف على الكلب، فربما أصبح طعامي. 

فتح الباب وقال بمكر: ما الذي أتى بك إلى باب داري، فقال له الكلب الصغير وهو يتصنّع الخوف: أيها الثعلب، أنا هنا من أجلك فقط ، فردّ الثعلب وهو يضحك بصوت عال وقال له أنت اليوم عشائي، فأنت من أتيت إلى باب داري بمفردك.

لم يخف الكلب بل قصد إلى داخل المنزل، و وجد أخته مازالت بخير لكنها كانت خائفة بشدّة، وكانت مربوطة بالحبل، فقال الكلب بشجاعة: أيّها الثعلب هل تعرف بأن تلك العائلة من الكلاب مريضة بمرض معدي وربما أصابك هذا المرض المعدي الذي ليس له شفاء، فقال له الثعلب بتوتّر: مرض معدي، وهل هذا المرض خطير جدا، ردّ الكلب: نعم، الصغيرة عندها  نفس المرض، حتى الأب لا يستطيع الخروج من المنزل من شدّة المرض لأنّه ينقل المرض للحيوانات. 

فكّر الثعلب، فربما كان كلام الكلب صحيح، فإذا كانت الكلبة  حقّا مريضة، سوف يمرض إن أكلها هو الآخر.

فكّر الثعلب بغضب، ماذا أفعل وما هذا الحظ، عائلة مريضة جدا وعندها مرض صعب، هذا المرض يصيب جميع من يتناوله وربما يمرض أو يموت. 

ترك الثعلب الكلبة الصغيرة والكلب بخوف، و عاد الكلب إلى المنزل مع أخته الصغيرة بعد إنقاذها من الثعلب المكار. 

فرحت الأمّ بالكلب الصغير وبعودة ابنها وابنتها الصغيرة، وكانت سعيدة، وحتى الأب كان سعيد أيضا بشجاعة وذكاء الكلب الذي استطاع أن يتصرف و يتخلص من الثعلب المكار.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الكلب الشجاع و الثعلب المكار.

10 قصة الأرنب العجوز و عشيرته

قصة اليوم تتمحور حول الأرنب العجوز و عشيرته. اجتمع الأرنب العجوز مع عشيرته ككلّ يوم يمرحون ويلعبون، تارة يغنّون ويرقصون، وتارة يتحدثون ويضحكون، وهكذا كانت حياتهم مليئة بالسعادة الغامرة للقلوب، وفجأة شعر الأرنب العجوز بالعطش الشديد فاستأذن من الجميع وذهب تجاه البئر ليروي عطشه.

عندما ذهب للبئر كان قد وضع بجواره الدلو المستخدم في إحضار المياه من داخله، قام الأرنب العجوز بإنزال الدلو ولكنه حينما أخرجه وجده أثناء شده خفيفا للغاية. 

تأكد الأرنب أن الدلو بلا ماء، وتأكد من ذلك بنفسه، فأحضر حبلا آخر ووصله بحبل الدلو، وبالتالي تمكّن من إنزال الدلو لمسافة أبعد، وبالفعل استطاع جلب المياه بعد هذه الخطوة، روى عطشه ولكنه لم يستطع تجاهل الأمر. 

البئر أصبح قريب أن يجفّ وبالتالي لن تكون هناك حياة، وجميع الأرانب سيموتون من شدة العطش والجوع.

عاد الأرنب العجوز لعشيرته ولكنه نهرهم عن اللعب والضحك، وأخبرهم قائلا: سيجفّ البئر قريبا، وسنموت جميعا من العطش والجوع، وأنتم تلعبون وتلهون؟.

كل الأرانب ضجروا منه ومن قوله، حمل الجميع أنفسهم وذهبوا غاضبين لجحورهم. 

لم ييأس الأرنب العجوز من أفعالهم بل دعاهم كل يوم مرارا وتكرارا للذهاب لمكان جديد والقيام بحفر بئر جديد به للحصول على المياه.

لم يطاوعه أحد منهم بل ازدادوا إصرارا وعنادا، لم تستمع إليه سوى زوجته والتي ذهبت معه بعيدا عن كل الأرانب الآخرين. 

استمرا في البحث طويلا وأخيرا وجدا مكانا، وقد كان به الكثير من الأشجار التي تعلوها أعشاش الطيور، كما كان هناك كلب يعيش بالجوار.

شرع الأرنب العجوز وزوجته في حفر البئر. 

قامت جميع الطيور والكلب أيضا بمساعدة الأرنب وزوجته، وبالفعل كان الجميع في حالة تعاون وحب، بعضهم يساعد بالحفر والبعض يحمل التراب بعيدا، وأخيرا اكتمل حفر البئر وتدفقت منها المياه بغزارة. 

في هذه الأحيان جفّ البئر القديم، والأرانب بأكملهم كانوا يعانون من قلة الطعام والمياه، فتفرق شملهم، كل منهم صار وحيدا هائما على وجهه، يبحث عن أي شيء يتمكن من خلاله من إقامة صلبه ومواصلة العيش بالحياة التي أصبحت صعبة للغاية.

كان الأرنب العجوز دائم التفكير في عشيرته وماذا حلّ بهم، وهل جفّ البئر أم أنه استحوذ عليه اعتقادا خاطئا. 

وصل التفكير معه لحد أنه لم يستطع النوم ولا الهناء بالعيش، ليل نهار. 

كان دائم التفكير في أمرهم، وكأن قلبه كان يشعر بأن مكروها ما أصابهم. 

أخبر زوجته بضرورة ذهابه للاطمئنان عليهم جميعا. 

لم تمنعه زوجته ولم تذكّره بما حدث منهم ولا بأفعالهم الشنيعة معه، بل رحبت بفكرته وأخبرته بضرورة الذهاب حتى يطمئن ويكفّ عن القلق بشأنهم، وإن كانوا في ضيق يساعدهم أيضا.

ذهب الأرنب العجوز لعشيرته ولكنه لم يجد منهم أحد، كان ما شاهده قاسيا على قلبه، فقد جفّ البئر وذبل الأخضر من حوله، ولم تعد هناك أي حياة؛ تفرقت الأرانب وأصبحت صيدا سهلا للحيوانات المفترسة. 

عاد لزوجته حزين القلب على ما حدث لأبناء جنسه.

حدثت الزوجة الكلب والطيور بأمر الأرانب وما حدث لهم، فتعاونوا جميعا في البحث عنهم. 

كان الكلب يحمل قطعة كبيرة للغاية من أوراق الشجر الضخمة، ويجرها من خلفه بواسطة أسنانه القوية، كان يحمل عليها الأرانب التي بالكاد تلتقط آخر أنفاسها من شدة العطش والجوع.

أما عن الطيور فكانوا يخرجون في دوريات للبحث عن كل أرنب، وبالفعل تمكنوا جميعا بالعمل سويا من العثور على كافة الأرانب المفقودة.

قاموا بإطعامهم الطعام وسقوهم الماء، واستردّوا صحتهم. 

شكر الأرانب الأرنب العجوز وزوجته واعتذروا عما حدث منهم سالفا.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الأرنب العجوز و عشيرته.

09 قصّة الأميرة والضفدع

قصة اليوم تتمحور حول الأميرة والضفدع. كان هناك أميرة جميلة، تعيش في قصر والدها الملك، ولديها كرة ذهبية تلعب بها عند بحيرة موجودة في حديقة القصر، وهذه الكرة هي هدية أمها الملكة لها قبل موتها، وكانت الأميرة تحبّ كرتها الذهبية جدًا.

وفي يومٍ ما، بينما كانت الأميرة تلعب وتلهو بكرتها الذهبية، سقطت منها في البحيرة الصغيرة، وأصاب الأميرة حزنٌ شديد، وأخذت بالبكاء، وفجأة سمع صوت بكائها ضفدع صغير له رائحة غريبة ووجه كريه، حيث خرج من قاع البحيرة، وجرى بين الأميرة و بينه حوار، حيث سألها عن سبب حزنها الشديد، فروت له قصة كرتها الذهبية التي وقعت منها.

أخبرها أن موضوع الكرة بسيطٌ جدًا، وأنه سيحضرها لها، لكن بشرط واحد يجب على الأميرة تنفيذه، وهو أن تأخذه الأميرة معها إلى داخل القصر، وأن تتركه يأكل من طبق طعامها ويشرب من كأسها، وأن ينام معها على سريرها، فظنت الأميرة للوهلة الأولى أنه يمازحها، فوافقت على مضض، بشرط أن يُعيد إليها كرتها، فنزل الضفدع بسرعة إلى قاع البحيرة وأخرج الكرة الذهبية منه، وأعطاها للأميرة، ففرحت بها كثيرًا، وخرج أيضًا من البحيرة وقال للأميرة: هيا بنا إلى القصر، فردّت عليه الأميرة باستغراب: إلى أين أيها الضفدع الأحمق، هل ستأتي معي وأنا الأميرة ؟، وركضت الأميرة بسرعة باتجاه القصر، وأغلقت الباب حتى لا يدخل معها.

عاد الضفدع إلى البحيرة حزينًا و انتظر حتى يحلّ المساء، وفي المساء بينما كانت الأميرة تجلس على مائدة الطعام مع والدها الملك، وإذ بالباب يطرق، فلما فتحت، وجدته يقف أمامها و يطلب منها الدخول إلى القصر، فأغلقت الباب في وجهه مرة أخرى، فأعاد طرق الباب، فلفت هذا انتباه الملك، ولما سألها عن قصة هذا الضفدع، وعرف الملك ما جرى في قصة الأميرة معه، فأمرها والدها أن تفتح له الباب وأن تفي بوعدها له، لأن الشخص الوفي لا يجب أن يخلف وعده أبدًا.

أدخلت الأميرة الضفدع وأجلسته إلى جانبها كي يأكل من طبقها، فشعرت الأميرة باشمئزاز، وبعد أن ذهبت إلى غرفتها لتنام ذهب هو معها معها كي ينام على سريرها، فقالت له الأميرة: أنت ضفدعٌ كريه، وأنا أميرة جميلة، كيف ستنام على سريري؟، لكنها تذكرت كلام والدها الملك عن الوفاء في الوعد، وسمحت له بالنوم على سريرها.

وفي الصباح عندما استيقظت الأميرة، وجدت أمامها شابًا جميلًا يقف إلى جانبها، وأخبرها بأنه نفس الضفدع الذي كانت قد شعرت بالقرف منه، وأنه كان مسحورًا لأنّ ساحرة شرّيرة أرادت الانتقام من أبيه الملك فحوّلته إلى تلك الهيئة، ولن ينفكّ السّحر إلا إذا أكل من طبق أميرة ونام على سريرها، وهذا ما حصل.

وهنا شعرت الأميرة بالخجل من نفسها، وكيف أنّها انتبهت إلى مظهره ولم تلتفت إلى المعروف الذي صنعه معها.

ذهب الشابّ الأمير إلى والد الشابّة الأميرة و خطبها منه ثمّ تزوّجها و عاشا في سعادة و هناء.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الأميرة والضفدع.

08 قصة الأرنب الكريم

قصة اليوم تتمحور حول الأرنب الكريم. في أحد الغابات عاشت عائلة أرانب في منزل صغير في سعادة وأمان.

وفي فصل الصيف أصاب المكان قحط شديد فجفّت كلّ الأعشاب ويبست وأصاب العائلة جوع شديد ولم يجدوا شيئا ليأكلوه فاضطرّ الأب أن يمشي بعيدا بحثا عن طعام لعائلته.

فخرج وحمل معه حقيبة قديمة ليجمع فيها ما يصادفه من طعام في الغابة.

وبعد مشي طويل وجد شجرة تفّاح مثقلة بالثّمار فأخذ يلتقط التفاح اللذيذ ويضعه في حقيبته حتى امتلأت.

وفي طريق العودة صادفه ديك، فسلّم عليه وسأله عن حاله فأجاب الدّيك قائلا: إنّي جائع جدّا وأبحث عن شيء أسدّ به رمقي.

ودون تردّد أخذ بعض التّفاح من الحقيبة وقدّمه إلى الدّيك، ثم واصل طريقه إلى المنزل.

وفي منتصف الطّريق اعترض سبيله قنفذ، فسلّم عليه وسأله عن حاله فأجاب القنفذ قائلا : إنّ عائلتي تتضوّر جوعا وأنا بصدد البحث عن شيء للأكل.

ودون تردّد قدّم الأرنب إلى القنفذ من التّفاح ما يكفيه ويكفي عائلتَه، ثم واصل طريقه.

وفي طريقه صادف سلحفاة، فسلّم عليها وسألها عن حالها، فأجابت السلحفاة قائلة: أبحث عن شيء للأكل منذ الصّباح ولكن دون جدوى.

ودون تردّد فتح الأرنب الحقيبة وقدّم بعض التّفاح للسلحفاة، ثم واصل طريقه إلى المنزل.

وبينما كان الأرنب يمشي ويحمل التّفاح على ظهره تمزّقت الحقيبة القديمة وأخذت التفاحات تتساقط الواحدة تلو الأخرى في الطّريق دون أن ينتبه لها.

وعندما وصل إلى بيته وهمّ ليقدّم التّفاح إلى عائلته، اكتشف أن الحقيبة فارغة فحزن كثيرا وظنّ أنّ جهده ذهب سدى.

وبينما كانت العائلة جالسة تتضوّر جوعا إذ بالباب يطرق فإذا بالدّيك يحمل بعض الجزر و بالقنفذ يحمل سلّة فطر و بالسلحفاة تحمل ملفوفة، جاؤوا جميعا حتى يردّوا جميل الأرنب.

وهكذا أكل الجميع ولم يبقى أحد جائعا.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الأرنب الكريم.

07 قصة الثعلب المكّار

قصة اليوم تتمحور حول الثعلب المكّار. ذات يوم في قديم الزمان كان هناك غابة بعيدة تعيش فيها الحيوانات مع بعضها بعضًا في هدوء وسكينة، تلعب فيها وتمرح وتعيش حياتها بسعادة غامرة.

 كانت هذه الغابة فيها كلّ أصناف الحيوانات من الطيور والأغنام والأرانب والكلاب والذئاب والثعالب والفيلة والنمور والأسود وغيرهم.

ولكن في كلّ مكان لا بدّ من وجود من يحاول أن ينغّص حياة السرور التي يعيشها الآخرون.

فكان في هذه الغابة ثعلب مكّار لا يحب أن يرى الحيوانات سعيدة، ودائمًا يحاول أن يوقِع الحيوانات في المتاعب والمشكلات.

ذات يوم كان هذا الثعلب يتجوّل في الغابة فرأى أرنبًا صغيرًا يتمشّى أمام بيته وكان الأرنب يحمل في يده جزرة يقضمها وهو مسرور ويغنّي، فناداه الثعلب: أيّها الأرنب الصغير، تعال إليّ، أريد أن أتحدّث معك في أمر مهم.

فقال الأرنب: لا، لا يمكنني المجيء إليك؛ فقد قالت لي أمّي إنّ الثعلبَ مكّار، لا تذهب إليه مهما كان.

وهنا غضبَ الثعلب وحاول أن يستميل قلب الأرنب وقال له: لا يا صديقي الأرنب الصغير، أنا لست كذلك، ولكنّ بعض أجدادي كانوا كذلك، أمّا أنا فلستُ مثلهم، وأنا لا أؤذي أصدقائي يا صديقي الأرنب.

وهنا اعتقدَ الأرنب أنّ الثعلب يحكي الحقيقة، ولكنّه كان يحاول أن يخدع الأرنب ليأخذ منه طعامه الذي يأكله.

 هنا صدّق الأرنب الصغير كلام الثعلب، ومشى إليه وهو يبتسم، واعتقدَ أنّ الثعلب يمكن أن يصبح في يوم صديق الأرانب.

وما إن وصل الأرنب إلى الثعلب حتى وثب الثعلب إليه وهو يضحك وأنيابه يسيل عليها اللعاب، فصاح الأرنب ووضع الثعلب يده على فمه لكيلا يسمعه أحد، وقال للأرنب الصغير: كلام أمّك صحيح فأنا لا أكون صديقًا لأرنب، بل أنا لا يمكن أن أكون صديقًا لأحد إلّا لنفسي، واليوم أنت يجب أن تساعدني وإلّا عاقبتك عقابًا شديدًا، فقال الأرنب: وماذا تريد منّي؟

قال الثعلب: أريدك أن تسرق لي الصّيصان التي عند جارتكم الدجاجة، عليك أن تسرق لي كلّ يوم صوص وتحضره لي.

ترك الثعلبُ الأرنبَ يذهب إلى منزل أهله، وعاد الأرنب يركض مسرعًا وهو يبكي إلى أن وصل إلى البيت، فكانت أمّه تنتظره واحتضنته وهي تبكي وتقول له: لماذا تركت البيت وذهبت بعيدًا؟

فقال لها الأرنب الصغير: يا أمّي لقد هدّدني الثعلب أنّني إن لم أحضر له كلّ يوم صوصًا من صيصان جارتنا الدجاجة فسوف يعاقبني عقابًا شديدًا.

فقالت له الأمّ: لا تخَف، لن يصل إليك الثعلب وعندما يأتي والدك سنفكّر معًا في حلّ لمعاقبة ذلك الثعلب المكّار الذي قد تجاوز حدوده كثيرًا.

عندما عاد الأرنب الكبير إلى البيت حكت له الأمّ ما حصل مع الأرنوب الصغير، فغضب غضبًا شديدًا وصمّم على معاقبة الثعلب المكّار، فذهب إلى الأسد ملك الغابة وحكى له ما يفعله الثعلب المكّار وكيف هدّد ابنه الأرنب الصغير.

فقال له الأسد سوف نذهب إلى الغابة وننصب له فخًّا ونلقي عليه القبض بالجرم المشهود.

فذهب الأرنب الكبير والصّغير والأسد إلى الغابة و اختبؤوا، وبعد قليل جاء الثعلب ورأى أنّ الأرنب الصّغير يحمل في يده صوصًا، فاعتقدَ أنّه قد نفّذ له رغبته.

فقال الأرنب الصّغير: سمعتُ أنّ الأسد ملك الغابة قد منعك من سرقة صيصان الدّجاج؟

فقال الثعلب ومن يكون الأسد ليمنعني من سرقة الصيصان؟

وهنا ظهر الأسد من خلف الشجرة وصار أمام الثعلب، فخاف الثعلب وأراد الهروب، ولكنّ أصدقاء الأسد أحاطوه من كل الجهات.

قال الأسد: مَن يكون الأسد أليس كذلك أيّها الثعلب؟

فلم يستطيع الثعلب أن يتحدّث من شدّة خوفه من الأسد.

فقال له الأسد: سوف أجعل الحيوانات ترتاح منك وأسجنك ولن تخرج أبدًا حتى تصبح صالحًا.

فمشى الثعلب مع أصدقاء الأسد ودخل إلى السّجن ليقضي عقوبته المناسبة، وعاشت الدجاجة وصيصانها والأرنوب الصّغير وأسرته حياة هادئة كلّها مرح وسرور بعد سجن الثعلب.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الثعلب المكّار.

06 قصة الحمامة والنملة

قصة اليوم تتمحور حول الحمامة و النملة. في يوم من أيّام الصيف الجميلة كانتْ هناك نملةٌ تمشي على إحدى أغصان الأشجار باحثةً عن الطعام، وفجأة تقلّب الجوّ وهبّت رياحٌ قوية جعلتها تفقد التوازن وتسقط من على غصن الشجرة في النهر. 

كانت على الغصن المجاور لغصن النّملة حمامة بيضاء. 

عندما سمعت الحمامة صوت استغاثةِ النّملة آتيًا من النهر التقطت ورقة من الشجرة وألقتها في البركة، وصاحت عليها: تسلّقي إلى غصن الشجرة. 

أمسكت النّملة بالغصن، وعلى الفور سحبتْ الحمامة الغصن بمنقارها إلى شاطئ النهر. 

جلست النّملة في ظلّ شجرة وهي متعبةٌ تمامًا، ولا تكاد تصدّق كيف نجت من الموت بفضل الحمامة الطيبة. 

تركتها الحمامة وذهبت لتحضر لها بعض الثمار لتستعيد قوتها. 

شكرت النّملةُ الحمامةَ قائلةً: شكرًا لكِ أيَّتها الحمامة الطيبة فقد أنقذتِ حياتي، أنا مَدينةٌ لكِ. 

ألقت عليها الحمامة التحية وتمنتْ لها السلامة، وطارتْ بعيدًا. 

عادتْ النملة للمشي في الغابة باحثةً عن الطعام، عندما شاهدت صيّادًا يتجوّلُ في الغابة، يبحث عن صيد ما. 

خافتْ النّملة على نفسها من الصّيّاد، ولكنها تذكرت أنَّ الصيادين لا يصطادون النمل، وفزعت عندما تذكّرت أنَّ الصّيّاد ربما يلحقُ الأذى بالحمامة التي أنقذتْ حياتها، فتوقفت تراقبُ الصّيّاد تعلم من هي ضحيته. 

وفي تلك اللحظة، جاءت الحمامة تطيرُ من بعيد، وشاهدتها النملة، وقد كانت صديقتها نفسها. 

ركضتْ النّملة نحو الصّيّاد مسرعةً وعضّته من قدمه قبل أن يطلق الرّصاصة على الحمامة المسكينة، فانحرفت بندقية الصّيّاد، ودخلت الرّصاصة في جذع الشّجرة، وأدركت الحمامة الأمر فطارت بعيدًا. 

وعندما رأت النّملةُ الحمامةَ وقد هربتْ تنفّست الصّعداء. 

لم تدري الحمامة أنَّ النّملة هي مَن قام بإنقاذها من رصاصة الصّيّاد، لكنّها عادت بعد أن شاهدت الصّياد وقد جلس على الأرض يتألّم، فنادتها النملة: أنا هنا يا صديقتي على قدم الصّيّاد، أردتْ أن أردَّ لك الجميل، وأحمد الله أنَّكِ لم تصابي بأيِّ أذى، فشكرتْ الحمامةُ النّملةَ على إنقاذها لها، وعدم نسيانها المعروف الذي قدمتْهُ لها الحمامة قبل ذلك، وحملتْ الحمامة النّملة على ظهرها وأخذتها في نزهة قصيرة في أرجاء الغابة الجميلة. 

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الحمامة و النملة.

05 قصة القط الطيار

قصة اليوم تتمحور حول القط الطيار. أحضر الطفل محسن العصى و الخيط ليصنع طيّارة و يجعلها تطير في الهواء، وكان القطّ أمامه.

مرّ بالطريق بائع البالونات، فاشترى منه محسن ثلاثة ليربطها في الطيّارة.

وقف محسن يربط البالونات، و لعب القطّ بذيل الطيّارة، فالتفّ الذيل عليه.

جعل محسن الطيارة تطير في الهواء فارتفعت و هي تحمل القطّ و القطّ فرحان.

انقطع خيط الطيّارة من يد محسن فطارت بالقطّ وجرى محسن وراءها.

طارت الطيّارة بعيدا و محسن يجرى و لا يراها حتى وصل إلى السّكّة الحديد.

كان القطار يمرّ على السّكّة الحديد، فوقف محسن في مكانه حتى مرّ القطار.

تعلّقت الطيّارة في أسلاك التلفون، فأصبح القطّ يلعب في الهواء و هو فرحان.

رأى محسن الطيّارة على الأسلاك فجرى إلى النّاس ليخلّصوا القطّ والطيّارة.

جرى الناس إلى القطّ و معهم سلّم كبير لينزلوا القطّ المعلّق في الهواء.

وضع النّاس السلّم على العمود و صعد واحد منهم، و شدّ القطّ إليه بالعصا.

فرح محسن وشكر النّاس و جلس القطّ يفكّر في رحلته اللطيفة.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول القط الطيار.

04 قصة الثلاث ريشات

قصة اليوم تتمحور حول الثلاث ريشات. خرجت منى من البيت و مشت في الطّريق وهي تلبس قبّعة جميلة فيها ثلاث ريشات.

هبّت ريح شديدة فخافت منى أن تطير القبّعة من فوق رأسها، وأمسكتها بيديها.

رفعت الرّيح فستان منى فتركت القبّعة و أمسكت الفستان، فماذا حدث للقبّعة؟

رأت منى القبّعة تجرى على الأرض و الرّيح تدفعها للأمام، فجرت وراءها لتمسكها.

رأت الشّجرة منى و هي تجرى و عرفت أنّها تعبت من الجرى فمدّت غصنها و أمسكت القبّعة.

قالت منى للشّجرة :شكرا يا شجرتي العزيزة.

و أخذت القبّعة و قالت: ياخسارة وقع الريش من عليها.

رجعت منى إلى البيت فوجدت ديك جميل الريش.

تذكّرت ما حدث للقبّعة، ووقفت تفكّر.

قالت منى: أمسك الدّيك و أقلع الريشات من ذيله و أضعها في القبّعة.

صاح الديك بصوت مرتفع ثم هرب.

سمعت الأمّ ونظرت من الشّباك فعرفت الحكاية.

قالت الأمّ: حرام عليك يا منى: لا تعذبّي الدّيك، فإن الدّيك لطيف يجب أن تصالحيه.

سمعت منى كلام أمّها فعرفت خطأها و تأسّفت ووضعت للدّيك حبوبا يأكلها.

و في الصباح و جدت على السلّم ثلاث ريشات تركها الدّيك هديّة فأخذتها وهي فرحة.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الثلاث ريشات.

03 قصة الجمل الأعرج

قصة اليوم تتمحور حول الجمل الأعرج. تدور أحداث هذه القصة في إحدى الغابات البعيدة و الشاسعة حيث كان هناك قطيع من الجمال يعيشون على أطراف الغابة، وكانت هناك عادة بين هذه الجمال وهي إقامة سباق كل عام بين الجمال الكبيرة والفائز له جائزة كبيرة، وكان هناك جمل صغير يحب كثيرا هذا السباق ويحضره كل عام وكان هذا الجمل الصغير يريد أن يكبر بسرعة حتى يتمكن من المشاركة في هذه المنافسة و لما لا الفوز بها، فالجمل الصغير يرى أنه يتمتع بمقومات الجمل السريع و القوي.

ذات ليلة تفاجئ قطيع الجمال بهجوم من مجموعة من الصيادين، وأخذت الجمال تهرب يمينا ويسارا محاولة الهرب من الصيادين وتم في هذا اليوم اصطياد جزء كبير من القطيع، وبينما كان الجمل الصغير يركض بأقصى سرعته محاولا الهرب من الصيادين اصطدم بقطعة من الحجر وسقط على الأرض وتعرضت ساقه لأذى كبير وحينها لم يتمكن من الحركة ولكن الله أراد ألا يكون من ضمن الجمال التي تم اصطيادها في تلك الليلة الحزينة، وتمكن حينها الجمل من النجاة.

تحوّل الجمل من جمل نشيط يحب الركض إلى جمل أعرج لا يقوى على السير بصورة صحيحة، وبدأ الجميع في القطيع يستهزأ به وبحلمه الذي كان يريد تحقيقه. 

لم يتمكن الجمل من إخفاء حزنه وكان يجلس وحيدا في الليل ويبكي بحرقة، وكان كلما جاء موعد السباق السنوي ينظر الجمل الصغير إلى المتسابقين و هم يركضون فيبكي كثيرا حتى تحترق عينيه من شدة الدموع. 

وبعد مرور بعض الوقت شعر الجمل بأن قدمه بدأت تتحسن ولكنه ظل يعرج وحينها قرر الجمل بأنه لن يتخلى عن حلمه أبدا.

مرت عدة سنوات وكبر الجمل وأصبح سنّه يؤهله للمشاركة في المسابقة، وبالفعل تقدم الجمل للمسابقة ولكن المسئولون عن تنظيم المسابقة لم يوافقوا على المشاركة لأنه أعرج وهو بذلك سوف يؤذي نفسه إذا زاد الحمل على ساقه، ولكن الجمل كان مصرا وأخبر المسئولين بأنه سوف يتحمّل نتائج هذه المشاركة بمفرده، وبعد إلحاح طويل وافق المسئولون عن المسابقة، وتحدّد اليوم التالي للبدء في سباق الركض، وكان السباق طويل جدا وشاق ويستمر لعدة أيام حيث سيمرّ الجمل على أنهار و بحيرات وسوف يتسلق جبال صعبة ووعرة.

على الرغم من أن الجميع كان يسخر من قدرة الجمل حتى على الوصول إلى خط النهاية إلا أن الجمل كان واثقا جدا من نفسه وأنه سوف يفوز بالسباق. 

وبالفعل جاء يوم السباق وكان الجميع على أتم الاستعداد، وبدأ السباق وكان اليوم الأول من السباق قويا وشهد منافسة شرسة ولكن بالطبع كان الجمل الأعرج في مؤخرة الترتيب فقد كانت ساقه هي السبب في تأخره، وكان الجمل كلما حاول زيادة سرعته يشعر بالألم الشديد واستمر الحال على ما هو عليه خلال اليوم الأول.

لم تقلّ عزيمة الجمل وظل يحاول جاهدا، وبطبيعة الحال كانت الجمال الأخرى قد قطعت نصف المسافة، فمنهم من شعر بإرهاق شديد وأصابه التعب وقرّر عدم إكمال السباق و منهم من جلس يستريح من عناء الرحلة ونام نوما عميقا. 

أما الجمل الأعرج فقد تحامل على نفسه ولم يذق طعم النوم وأخذ يشقّ طريقه، وفجأة وبدون سابق إنذار وجد الجمل الأعرج نفسه في المقدمة فزاده ذلك إصرارا وعزيمة على الفوز. 

وعلى الرغم من محاولة باقي الجمال الوصول إلى الجمل الأعرج إلا أن العزيمة التي كانت لدى الجمل الأعرج أكبر وتمكن من الوصول إلى خط النهاية و الفوز بالسباق.

02 قصة الثعلب والأرنب

قصة اليوم تتمحور حول الثعلب و الأرنب. في يوم من الأيام ذهب أرنوب إلى أمّه و قال لها : أمّي أريد أن أذهب إلى خارج المنزل وألعب، فردّت عليه الأمّ قائلة: يا ابني العزيز، لا أريد منك أن تبتعد عن المنزل حتى لا يمسّك أيّ ضر من أي حيوان مفترس قد يعثر عليك و أنت بعيد عن المنزل، وهنا رد أرنوب: حسنا يا أمّي، و لكن الحقيقة أن أرنوب لا يعترف بوجود أي حيوانات مفترسة وأن ما تخبره به أمّه عبارة عن تهديدات حتى لا يبتعد عن المنزل، و عندها خرج أرنوب من المنزل وأخذ يلعب و يلهو جيئة و ذهابا وكان مسرورا وبصفة خاصة أنه لم يقابل أي حيوان مفترس.

و خلال سير أرنوب في الغابة و بينما كان بعيدا جدا عن المنزل لاحظ أرنوب حركة عجيبة حول الأشجار و شعر بأنه ليس بمفرده. 

و بينما كان أرنوب يتفقّد الأرجاء رأى عينان تلمعان بين الأعشاب ففزع أرنوب وأخذ يصرخ بصوت عال جدا و هو يقول: أنقذوني، هناك حيوان مفترس سوف يقوم بقتلي.. أرجوكم ساعدوني. 

وبعدها بدأت رحلة المطاردة حيث أخذ أرنوب يركض بأقصى سرعته باحثا عن أي مكان يمكن الاختباء به. 

وبينما كان الثعلب على وشك الإمساك بأرنوب تمكّن من الهرب بعيدا و اختبئ داخل إحدى الأشجار الكبيرة.

على الرغم من أن الثعلب ظل يبحث عن أرنوب طويلا إلا أنه في النهاية لم يتمكن من العثور عليه. 

بعد ذلك عاد أرنوب إلى المنزل وهو حزين جدا بسبب ما حدث له، وما إن رأت الأمّ أرنوب حتى ركضت باتجاهه وهي خائفة عليه وتقول: ماذا حدث لك يا أرنوب.

 وهنا ردّ عليها أرنوب قائلا: لقد كاد الثعلب أن يتمكّن منّي ويلتهمني .. أنا آسف يا أمي العزيزة فأنا لن أخالف أمرك بعد اليوم، و أعدك بعدم الخروج من المنزل كثيرا، وإذا لعبت فسوف ألعب بجوار المنزل.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول الثعلب و الأرنب.

01 قصة القطة المتمردة

قصة اليوم تتمحور حول القطة المتمردة. كانت هناك في الغابة قطة صغيرة جميلة تحب كل الحيوانات وكانت تجري وتلعب في كل الأنحاء إلا أنها لم تكن سعيدة  لأنها كانت تنظر للنّعم التى يتمتع بها غيرها ولم تكن قنوعة بالنّعم التى حباها الله بها، فكانت تنظر إلى غيرها وتتمنّى أن تكون مثلهم دون أن تنظر إلى ما لديها من منح وهبات ومميّزات حباها الله بها، فكانت تتمنّى أن تكون لديها مثل ما لدى غيرها من الحيوانات.

ففي أحد الأيام رأت طائرًا في السماء يطير بجناحيه و يجوب أطراف الغابة بحرّيّة ودون عناء فتمنّت أن تكون طائرًا وتستطيع الطيران مثله، فحاولت جاهدة ولكنّها لم تستطع الطيران، وكيف تطير وهي لا تملك أجنحة.  

حزنت القطة كثيرا وابتعدت عن الطائر مسرعة لكي لا يتملّكها الحزن أكثر وظلّت تمشي هائمة في الغابة حتى وصلت إلى أطراف البحيرة فرأت بطّة تعوم مع أولادها الصغار فتمنّت القطة أن تسبح في البحيرة مثل البطّ دون مشقّة، فالبطّ يستطيع أن يطفو فوق الماء وأرجله مصمّمة للسباحة  والعوم والغوص، فقفزت القطّة في البحيرة.

وما هي إلا ثواني حتى اكتشفت أنها لا تستطيع السباحة، فجسمها غير مصمّم للسباحة ولا تملك أرجل تساعدها على السباحة فكادت أن تغرق وخرجت من الماء بصعوبة بالغة وتنفّست الصّعداء شاكرة الله على أنه أنجاها من الغرق.

ابتعدت القطة عن البحيرة حزينة خائفة مرعوبة فهي لا تستطيع أن تطير ولا تستطيع السباحة لأنها لا تملك أي أشياء مفيدة.

استمرت القطة في السير في الغابة حتى رأت أرنبًا يقفز بين الأجمّات ويأكل الجزر فتمنّت القطة أن تكون رشيقة مثل الأرنب وتقفز بقوة مثله، فحاولت تقليده حتى إنها أكلت الجزر وما أن بدأت في أكل الجزر إلا وشعرت بمغص في معدتها فهو سيّء الطعم بالنسبة لها ولا يناسب معدّتها، فجلست حزينة متألمة وجلست طويلًا في مكانها حتى مرّ عليها قطيع من الخراف فأعجبها صوف الخراف الكثيف وتمنّت أن يكون لها مثل هذا الصوف الكثيف لكي يحميها من برد الشتاء فبدأت تمشي مع الخراف وحاولت أن تقلّدهم ولكنها فشلت فقالت في نفسها لو وضعت الصوف على جسدي سأصبح مثلهم فوضعت الصوف على جسدها وحاولت أن تمشي معهم وتأكل أكلهم ولكنها لم تستطع أن تأكل الأعشاب والفاكهة المتساقطة على الأرض فتركت الخراف وهي حزينة وجلست تحت ظلّ شجرة لتستريح ونظرت إلى الأعلى فوجدت ثمرة فاكهة شكلها جميل فأرادت أن تكون مثل ثمرة الفاكهة فقالت لو أني قمت بتغطية جسمي ببقايا الفاكهة المتساقطة سأكون مثل الفاكهة فقامت بفعل ذلك ونامت بجوار الشجرة لتكون مثل الفاكهة التى تنبت أعلاها وجلست حتى غلبها النعاس واستيقظت وهي تشعر بمن يقوم بعضّها ومحاولة أكلها فإذا به أحد الخرفان ظنّها فاكهة فقامت فزعة من مكانها وقفزت مستخدمة مهارتها ورشاقتها كقطة، فقفزت إلى أعلى الشجرة وتسلقتها وقفزت بعيدًا دون أن تصاب بأذى.

بعد أن هدأت القطة مما حلّ بها أخذت تفكّر لو أنها لم تكن قطة لكانت الخراف أكلتها ولم تستطع الهرب وما ساعدها على الهرب هو كونها قطة والمنح التى لديها كقطة فعلمت أنها تملك الكثير من الامكانيات والهبات العظيمة والتي لا توجد لدى غيرها.

إن المغزى من تلك القصة هو الرضا بما قسمه الله لك وأن تقتنع بما لديك ولتعلم أن ما لديك لا يملكه الكثير غيرك.

يا لها من قصة جميلة من قصص الأطفال حول القطة المتمردة.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.