سنتناول هنا موضوع هشاشة العظام للفتيات المصابات بفقدان الشهية و كيفية التعامل معه. يصيب مرض فقدان الشهية العصبي، الذي تمّ تسميته “بمرض المجتمع الحديث”، الفتيات الشابّات في جميع أنحاء العالم.

تشير الإحصائيات إلى أنّ فقدان الشهية العصبي هو الأعلى انتشارًا بين النساء اللائي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 20 عامًا، على الرغم من أنّه تمّ تشخيص إصابة الفتيات في سنّ الخامسة بهذا النوع من اضطرابات الأكل بعد اتّباع نظام غذائي نباتي وحتى تقييد تناولهن للطعام.

هذه حقائق مزعجة للغاية، بالنظر إلى الضرر الذي يمكن أن يسبّبه فقدان الشهية للأجساد الضعيفة للمراهقات.

على الرغم من أنّه في الوقت الحاضر يمكن علاج مرض فقدان الشهية العصبي بشكل فعّال ويمكن عكس الأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عنه، يتمّ تشخيص معظم الشابّات بالمرض بعد فترة طويلة من ظهور المضاعفات لهنّ.

إنّ سوء التغذية يجعل الفتيات المصابات بفقدان الشهية أكثر عرضة لمجموعة واسعة من المشاكل الجسدية.

بمرور الوقت، يمكن للفتيات المصابات بفقدان الشهية أن يصبن باضطرابات في الجهاز الهضمي وفقر الدم وانقطاع الطمث وفي كثير من الحالات هشاشة العظام.

 هشاشة العظام هي اضطراب في الهيكل العظمي يؤدّي إلى تدهور أنسجة العظام.

 على الرغم من أنّ هذا الاضطراب عادة ما يصيب كبار السنّ، فإنّ غالبية الفتيات المصابات بفقدان الشهية يتأثّرن بهشاشة العظام قبل سنّ العشرين.

إنّه يجعل الناس عرضة للكسور، ونتيجة لسوء التغذية والإفراط في ممارسة الرياضة، فإنّ الفتيات المصابات بفقدان الشهية معرّضات بشدّة لاكتساب خطورة إصابات العظام.

لا تزال الأسباب الدقيقة التي تجعل الفتيات المصابات بفقدان الشهية أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام غير معروفة.

ومع ذلك، فقد تمّ تحديد قلّة تناول المغذّيات، وممارسة الرياضة بشكل مفرط، وانقطاع الطمث وانخفاض مستويات هرمون الاستروجين كعوامل تساهم في الإصابة بهشاشة العظام بين الفتيات الصغيرات اللائي يعانين من فقدان الشهية.

 يمكن الكشف عن آثار تدهور العظام لدى الفتيات المصابات بفقدان الشهية بعد بضعة أشهر فقط من اتّباع نظام غذائي صارم ولا يمكن دائمًا توقيف بعض تلف العظام.

في معظم الحالات، يستمرّ مرض هشاشة العظام في التأثير على النساء المصابات بفقدان الشهية لفترة طويلة بعد توقّفهن عن اتّباع نظام غذائي ويحافظن على وزن طبيعي للجسم.

يمكن أن تعاني العديد من الفتيات المصابات بفقدان الشهية من ضعف العظام لبقيّة حياتهن إذا لم يتلقّين التوجيه الطبّي في الوقت المناسب.

على الرغم من أنّ العلاج ببدائل الاستروجين يمكن أن يعكس آثار هشاشة العظام لدى بعض الفتيات المصابات بفقدان الشهية، فإنّ هذا النوع من العلاج ليس فعّالًا دائمًا.

نتيجة لهذه الحقيقة، من المهمّ للغاية الكشف عن وجود فقدان الشهية لدى الفتيات قبل أن يصبن بهشاشة العظام.

يجب على الفتيات المصابات بفقدان الشهية تناول مكمّلات الكالسيوم وفيتامين د لمنع تدهور العظام.

يجب أيضًا فحص الفتيات المصابات بفقدان الشهية بشكل متكرّر من قبل أخصّائي تقويم العظام للتحقّق من سلامة وصحّة نظام الهيكل العظمي لديهنّ.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو Fleur-29.png

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.