ما هو التوحد الافتراضي؟      

يشبه هذا النوع التوحد الحقيقي (Classic Autism) ولكن مع اختلاف مسار بدايته عنه، ولا توجد أي طريقة سريرية للتفريق بينه وبين التوحد.

التوحد غير القياسي (Atypical Autism)

حيث تؤثر مشاهدة الشاشات لساعات طويلة على تطور الدماغ وتولد مشكلات سلوكية لدى الطفل في علاقاته مع الآخرين، وهذا ما يسبب التوحد الافتراضي.

تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على أن الأطفال والرضع يحتاجون لقضاء وقت كامل في اكتشاف العالم من حولهم من دون أي مشتتات قد تعترض طريقهم، على الرغم من أنه يسمح للأطفال دون سن المدرسة باستخدام الشاشات لمدة لا تزيد عن ساعة فقط، والذين تقل أعمارهم عن العام لا يجب أن يتعرضوا لتأثير الشاشات مطلقًا.

ومن المؤسف أن جميع الأطفال من حولنا يعانون من التوحد الافتراضي (Virtual Autism) لقضائهم وقت طويل على شاشات الهاتف الجوال وانعزالهم عن المحيط الحقيقي من حولهم، فهناك العديد من المؤسسات الرائدة في العالم، مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الكندية لطب الأطفال التي تصدر كل فترة دلائل حول مضار تعرض الأطفال للشاشات لوقت طويل والتي تؤثر على الطفل على المدى الطويل و القصير من خلال تأثيرها على الآتي    إدراك الطفل و عاطفة الطفل.

فما أسباب حدوث التوحد الافتراضي؟

توصلت دراسات مختلفة في رومانيا إلى استنتاج أن استهلاك أكثر من 4 ساعات في اليوم على الشاشات يسبب للطفل الآتي: الحرمان العاطفي، والحرمان الحسي والحركة والحرمان الاجتماعي مما يولّد لدى الطفل سلوكيات متشابهة موجودة لدى طفل التوحد.

ونشر الباحثون دراسة تثبت أن قضاء أكثر من ساعتين على الشاشات تقلل من المادة البيضاء (White Matter) الموجودة في الأدمغة، وتساعد هذه المادة على المساعدة في معالجة الفكر وتنظيمه، وأداء العديد من الوظائف الحيوية.

ما علامات الإصابة بالتوحد الافتراضي ؟

   – ظهور التغييرات الاجتماعية والجسدية.

   – اختلاف النمو عن أقرانهم.

    التغييرات السلوكية مثل:

    – التأخر اللغوي وفرط الحركة.

   – التوقف عن الاستجابة لأسمائهم.

   – تجنب الاتصال بالعين.

   – التوقف عن المبالاة في التصرفات.

كيف يمكن تجنب التوحد الافتراضي؟

1- إدراك أهمية فترة الطفولة في اكتساب المهارات المختلفة:

فعلى الآباء إدراك مرحلة تطور ونمو الطفل المهمة التي ينمو فيها فكره ويتعلم التحدث ويكتسب المهارات الاجتماعية حين يتفاعل مع محيطه.

على الطفل أن يشغل كل حواسه في هذه المرحلة للحد من التوحد الافتراضي.

2- التفاعل مع الطفل واللعب معه:

فهناك دراسة تثبت قوة التفاعل بين الطفل ووالديه، حيث قام الباحثون بتعليم الآباء لمدة 8 أسابيع الآتي:

 كيفية اللعب مع أطفالهم، وكيفية التواصل المباشر بينهم، وكيفية التواصل المستمر معهم.

عندما قام الآباء بتطبيق الدروس لاحظوا أن الأساليب الجديدة استحوذت على انتباه الأطفال مع تركهم لأجهزتهم الإلكترونية.

3- الصبر أثناء التعافي من التوحد الافتراضي:  

من الممكن أن تحدث بعض التغيرات السلوكية الواضحة على الطفل خلال الفترة الأولى بعد سحب الأجهزة منه، أي بعد فترة أسبوعين، فيمكن ملاحظة الآتي:

    – حالة من التهيج السلوكي.

    – تغييرات في تعابير الوجه، مثل وجه خالٍ من أي تعبيرات.

    – إبداء الاهتمام والتفاعل الواضح على تعابير الوجه اجتماعيًا بشكل مفاجئ، وهذا ما يبهج الوالدان عند ملاحظته.

– كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض لدى الأطفال والتي سوف تختفي بعد بضعة أشهر، مثل التأخر اللغوي وفرط الحركة.

4-  متابعة سلوك الطفل

وذلك من خلال إبقاء الطفل تحت المراقبة في حالة احتياجه لأي علاج نفسي أو اجتماعي أو علاج للنطق، حتى يتخلص من أعراض التوحد الافتراضي بشكل تام ويتعافى من تأخر النمو.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.