النظام الغذائي الاصطناعي للطفل الرّضيع يجب أن يكون اللبن الاصطناعي الذي يتناوله الرّضيع مثل لبن الأم قدر الإمكان.
يتم الحصول عليه عن طريق مزيج من حليب البقر والماء والسّكر بالنسب التالية:
حليب البقر الطازج، الثلثين؛ الماء المغلي الثلث؛ السكر بكمية كافية للتحلية.
هذا هو أفضل نظام غذائي اصطناعي يمكن استخدامه للأشهر الستّة الأولى، وبعد ذلك يمكن الجمع بين بعض الأطعمة.
في مرحلة الطفولة المبكرة، اعتادت الأمهات كثيرًا على إعطاء العصيدة السميكة، ومسحوق البسكويت، ومثل هذه الأمور، معتقدين أن نظامًا غذائيًا من النوع الأخفّ لن يكون كافيا.
هذا خطأ؛ لأن هذه الأشياء صلبة جدًا؛ فهي تأذي المعدة، وتتسبّب في عسر الهضم وانتفاخ البطن والشعور بالإمساك.
عند إعداد هذا النظام الغذائي، من المهم للغاية الحصول على حليب نقيّ، غير ممزوج بالماء؛ وفي الطقس الدافئ المأخوذ للتّو من البقرة.
لا يخلط مع الماء أو السكر إلا عند الحاجة، ولا يصنع أكثر مما يأخذه الطفل في ذلك الوقت، لأنّه يجب تحضيره طازجًا مع كل وجبة.
والأفضل عدم تسخين اللبن على النّار، بل ترك الماء في حالة الغليان عند خلطه به، فيعطى للرضيع فاترا.
مع تقدّم الرّضيع في العمر، يمكن زيادة نسبة الحليب تدريجياً؛ هذا ضروري بعد الشهر الثاني، حيث يمكن السماح بثلاثة أجزاء من الحليب إلى جزء واحد من الماء.
ليس هناك ما هو أكثر خطأ من الفكرة القائلة بأن الأطفال في سنّ مبكّرة يحتاجون إلى أنواع مختلفة من الطعام.
هناك طريقتان بالملعقة و بزجاجة الرضاعة.
يجب عدم استخدام الأول أبدًا في هذه الفترة، حيث أن قوّة الهضم عند الرّضيع ضعيفة جدًا، وطعامه يؤخذ ببطء شديد إلى المعدة، ويتمّ الحصول عليه من الثدي بفعل المصّ، وفيه يفرز اللعاب بكمية كبيرة ويسكب في الفم ويختلط باللبن ويبتلع معه.
يجب إذن محاكاة العملية الطّبيعية هذه قدر الإمكان.
كميّة الطعام التي يجب أن تعطى في كل وجبة يجب أن تنظّم حسب عمر الطفل وقوّته الهضمية.
يجب تحديد وتيرة تقديم الطعام؛ كقاعدة عامة، من خلال السماح بفاصل زمني بين كل وجبة لضمان هضم الكمية السابقة؛ ويمكن برمجة ذلك كل ثلاث أو أربع ساعات تقريبًا.
بعد كل وجبة، يجب وضع الطفل في سريره أو وضعه على ركبة أمه لمدة نصف ساعة على الأقل.
هذا ضروري لعملية الهضم، حيث أن التمارين الرياضية مهمّة في أوقات أخرى لتعزيز صحّة الرّضيع.
بمجرد أن تظهر على الطفل أسنان، يمكن استخدام مادّة صلبة من العصائد و خلطها بكمية صغيرة من الحليب.
يمكن للطفل الآن، ولأول مرة، أن يُطعم بملعقة.