سوف نتناول في هذه المقالة تأثير التسمّم بالرصاص على أطفالنا. يُعرَّف التلوّث عمومًا بأنه إطلاق ملوّثات بيئية ضارة.

يمكن أن يتّخذ التلوّث شكلين رئيسيين: التلوّث المحلّي والتلّوث العالمي.

في الماضي، كان يُعتقد أن التلوّث المحلّي فقط هو الذي يمثل مشكلة.

على سبيل المثال، ينتج عن حرق الفحم دخانًا بتركيزات كافية يمكن أن يشكّل خطرًا على الصحة.

أحد الشعارات التي تمّ تدريسها في المدارس كان هو: الحل هو تخفيف التلوّث.

في العقود الأخيرة، تزايد الوعي بأن بعض أشكال التلوّث تشكّل معضلة عالمية.

تقليديا، تشمل مصادر التلوث الخطرة المصانع الكيماوية، ومصافي النفط، وأماكن النفايات النووية، وأماكن القمامة العادية بحيث يتمّ إلقاء العديد من المواد السامّة بشكل غير قانوني هناك، والمحارق، ومصانع السيّارات، ومصانع البلاستيك، والمزارع الحيوانية للشركات التي تنتج كميات هائلة من النفايات الحيوانية.

لا يزال الرصاص هو أهمّ سمّ كيميائي للأطفال وربّما يكون أفضل مثال معروف للسمّ العصبي الذي يكون الأطفال عرضة له بشكل خاص.

ويرتبط ضعفهم الخاص تجاه الرصاص بتعرّضهم لبعض نشاطات اليد والفم و ابتلاعهم لرقائق الطلاء، وحقيقة أن الأطفال يمتصون الرصاص أربع مرات أكثر من البالغين، وقابليتهم للتّأثر في فترة حرجة من نمو الدماغ.

قد يتعرّض الأطفال للرصاص الموجود في البنزين المحتوي على الرصاص من انبعاثات السيارات، والمياه الملوثة بأنابيب الرصاص، والطلاء القديم، والانبعاثات من المصانع، والتربة الملوثة، والأطعمة الملوثة بمصادر بيئية.

يمكن أن تتحرّك جزيئات الرصاص مع الماء والأتربة والغبار والرياح.

الدّراسات تقول أن التّعرّض للرصاص يمكن أن يؤثر سلبًا على العديد من وظائف الدماغ المحددة، مما يؤدّي بشكل خاصّ إلى إعاقات التّعلّم، ونقص الانتباه، وضعف التنسيق الحركي.

إن ثلث أطفال العالم يعانون من التسمّم بالرصاص.

اليونيسف تدعو إلى القيام بعمل عاجل لإلغاء الممارسات الخطيرة بما فيها التدوير غير الرسمي لبطاريات الرصاص الحمضية.

يؤثّر التسمّم بالرصاص على الأطفال على نطاق هائل وغير معروف سابقاً.

إن حوالي طفل واحد من كل ثلاثة أطفال، أي ما يصل إلى 800 مليون طفل في العالم يعانون من مستويات الرصاص في الدمّ تبلغ 5 ميكرو غرامات أو أكثر لكل عُشر لتر، وهو المستوى الذي يتطلب تدخلاً. 

لا تظهر سوى أعراض مبكرة قليلة للتسمّم بالرصاص، إلا أنه يعيث خراباً على نحو صامت بصحة الأطفال ونموّهم، وقد يؤدي إلى تبعات فتاكة. 

لا بدّ أن تؤدي معرفة مدى انتشار التسمم بالرصاص وفهم الدّمار الذي يُلحقه بحياة الأفراد والمجتمعات المحلية إلى دفعنا إلى العمل العاجل لحماية الأطفال منه بصفة كاملة ونهائية.

أن الرصاص هو مادة سمّية قوية تؤثر على الجهاز العصبي وتتسبّب بأذى لا يمكن إصلاحه لأدمغة الأطفال. 

وهو مدمّر بصفة خاصّة للرضّع والأطفال دون سن الخامسة، إذ يُلحق الضرر بأدمغتهم مما يؤدي إلى إعاقات عصبية وادراكية وبدنية تستمر مدى الحياة.

كما تمّ التعرّف على رابط بين التعرّض لتلوّث الرصاص في الطفولة وبين مشاكل سلوكية وفي الصحة العقلية، وكذلك زيادة في الجرائم والعنف. 

ويعاني الأطفال الأكبر سناً من تبعات شديدة بما في ذلك زيادة خطر تضرّر الكلى وأمراض القلب في مرحلة لاحقة من الحياة.

أن عمليات تدوير بطّاريات الرصاص الحمضية، التي تتم بصفة غير رسمية أو لا تمتثل للمعايير، هي مساهم رئيسي في التسمّم بالرصاص بين الأطفال.

وثمّة مصادر أخرى للتعرّض لتلوث الرصاص في الطفولة بما في ذلك الرصاص في مياه الشرب المنقولة بأنابيب تحتوي على مادّة الرصاص. 

الرصاص موجود كذلك في البهارات ومواد التجميل والأدوية الشعبية والألعاب وغيرها من المنتجات الاستهلاكية. 

قم بفحص شامل لمنزلك وراقب دائمًا ما يضعه أطفالك في أفواههم.

المصدر: مقالات PLR

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.