سنجيب هنا عن السؤال التالي: إرضاع طفلي، من أين أبدأ. إنّ إنجاب طفل جديد أمر صعب بما فيه الكفاية ولكن عندما تختارين الرضاعة الطبيعية، تشعرين أحيانا أنّك جعلت هذه التجربة أكثر صعوبة.
الرضاعة الطبيعية ليست صعبة كما تبدو أو كما سمعت من الآخرين.
إنّها في الواقع طريقة سهلة ومرضية للغاية لتغذية مولودك الجديد بمجرّد أن تعتادين عليها.
تذكّري كما هو الحال مع معظم الأشياء، فإنّ الممارسة تصل بالأشياء إلى المثالية.
الرضاعة الطبيعية جديدة بالنسبة لك ولطفلك ولكن مع القليل من الممارسة ستصبحان أنتما الإثنين من المحترفين.
خلال الأسبوع الأوّل من حياة طفلك، ينتج ثدييك اللبأ ليشربه.
اللبأ هو غنيّ بالأجسام المضادّة ويساعد جهاز المناعة لدى الطفل على التطوّر.
كما أنّه يساعده على تمرير أوّل حركة أمعاء له، والتي تسمّى العقي.
العقي ذو مظهر أسود وقطري وهو يظهر في الحفّاضات القليلة الأولى بعد الولادة، ثمّ يبدأ في الانتقال إلى مادّة بنّية اللون، وبعد أن يدخل حليبك يتحوّل إلى براز أصفر خردلي رخو ومائي.
يخرج الأطفال الذين يرضعون بالزجاجة برازا أكثر صلابة ودباغة من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
بعد 24-48 ساعة من الولادة، سيبدأ طفلك في الحصول على حفّاضات مبلّلة ستزداد إلى اثنين أو ثلاث حفّاضات في اليوم.
تعدّ تقنيتك ووضعيتك عاملا مهمّا للغاية في ضمان أن تكون تجربة الرضاعة الطبيعية رائعة.
هناك عدّة أوضاع مختلفة يمكن استخدامها لجعل التجربة أكثر راحة لك ولطفلك.
بعض هذه المواقف تشمل:
1 الاستلقاء: استلق على جانبك مع وضع وسائد خلفك لدعم ظهرك.
ضعي الطفل في مواجهتك و رأسه على وسادة؛ يجب أن يكون ثديك على نفس مستوى فم الطفل.
اثن ساقيك مع وسادة بين ركبتيك ثمّ اجعلي الطفل يعلق بها.
2 الجلوس: اجلسي إمّا على سرير أو على كرسي مريح أو أريكة مع وسائد تدعم ظهرك ورأسك.
ضعي وسادة على حجرك وضعي الطفل فوق الوسادة بين ذراعيك، ويمكنك إراحة ذراعيك على الوسادة لتسهيل حمل الطفل على ثديك.
3 القابض: يعرف أيضا باسم حامل كرة القدم.
هذه الوضعية جيّدة أيضا عند إرضاع التوائم لأنّه يسمح للأمّ بوضع طفل على كلّ جانب. اجلسي وضعي طفلك تحت ذراعك تقريبا مثل حقيبة اليد.
ضعي رأس الطفل على وسادة متينة على حجرك.
تأكّدي من أنّ قدمي الطفل خلف ظهرك.
يدك يجب أن تكون في مؤخّرة رقبة الطفل وليست على رأسه.
يجب أن يمتدّ ذراعك إلى أسفل ظهر الطفل، و عليك بتوجيه الطفل ليقوم بالإمساك به.
هذه ليست سوى عدد قليل من المواضع التي يمكنك استخدامها.
قومي بإجراء بعض الأبحاث لتتعلّمي وضعيات أخرى لإرضاع طفلك إذا وجدت أنّ الوضعيات المذكورة أعلاه غير مريحة بالنسبة لك.
بينما يشرب طفلك اللبأ ثمّ الحليب، يجب أن تسمعي صوت “المص و البلع”.
سيكون هذا الصوت إيقاعيا ويجب ألّا تكون هناك ضوضاء “نقر”.
يمكن أن يشير صوت “النقر” إلى أنّ طفلك لم يتمّ الإمساك بثديك بشكل صحيح وربما لا يحصل على ما يكفي من الحليب منك.
إذا بدأت في سماع هذا، فأنت بحاجة إلى فتحه ثمّ إعادة توصيله.
بعد الأسبوع الأوّل من العمر، يجب أن تلاحظي 6-8 حفّاضات مبلّلة كلّ يوم و3 حركات أمعاء على الأقلّ يوميّا.
يجب أن يكون بوله صافيا وأن يكون أكثر نشاطا مع مرور كلّ يوم.
يجب أن يكتسب طفلك أيضا وزنا وينمو، فهذه هي الطريقة الأضمن للدلالة على أنّه يحصل على ما يكفي من التغذية.
إذا كان لديك يومان متتاليان لا تنطبق فيهما المؤشرات المذكورة أعلاه، فعليك الاتّصال بطبيب الأطفال على الفور.
مشاكل الرضاعة الطبيعية، مثل صعوبات إنتاج الحليب، ليست شائعة عند استخدام طريقة التغذية، ولكنّها تحدث.
حتى لو كنت مرتاحة جيّدا، و تناولت طعاما صحّيّا، وتتمتّعين بحياة روتينية جميلة، وكان طفلك ينمو ويحصل على ما يكفي من الطعام، فقد لا تزالين تواجهين مشكلة في إنتاج الحليب. أشياء كثيرة يمكن أن تسبّب مشاكل في إنتاجه.
بعض الأشياء التي يمكن أن تؤثّر على إمداد الحليب تتلخّص في:
– ما تأكله الأمّ.
– كم تستريح الأمّ وتنام.
– الحالة الذهنية للأمّ.
– عمر الأمّ.
– كم عدد أطفال الأمّ.
– ما هي رغبة الأمّ في الرضاعة الطبيعية.
• ما هي القدرات التمريضية للأمّ.
• ما هي تقنيّات التمريض الخاصّة بالأمّ.
إذا اختارت الأمّ الرضاعة الطبيعية، فمن المهمّ جدّا أن تأخذ طفلها لإجراء الفحوصات حسب الحاجة.
إذا لم تفعل الأمّ ذلك، كيف ستعرف ما إذا كان طفلها يحصل على ما يكفي من الحليب و ينمو بالمعدّل الصحيح؟
لا توجد طريقة يمكن للأمّ من خلالها معرفة أنّ طفلها يحصل على ما يكفي من التغذية بشكل مؤكّد دون وزنه.
المصدر: مقالات