سوف نجيب هنا عن سؤال هام و هو: هل طفلك جاهز لمرحلة ما قبل المدرسة؟
يقوم العديد من الآباء بتسجيل أطفالهم في برامج ما قبل المدرسة دون التفكير فيما إذا كان طفلهم مستعدّا بالفعل لمرحلة ما قبل المدرسة أم لا.
يتوق العديد من الآباء إلى إعطاء أطفالهم السبق نحو النجاح التعليمي، لذلك يبدأ الأطفال مرحلة ما قبل المدرسة في سنّ أصغر.
ومع ذلك، فإنّ تسجيل طفلك مبكّرا في مرحلة ما قبل المدرسة يمكن أن يسبّب مشاكل طويلة الأمد في تعليم طفلك بدلا من إعطاء الأولوية التي كنت تنويها.
كيف يمكنك الحكم على استعداد طفلك لمرحلة ما قبل المدرسة أم لا؟
ألق نظرة على ثلاثة مجالات رئيسية: النموّ البدني، والتنمية الاجتماعية، والنموّ العاطفي.
يجب عليك أيضا إلقاء نظرة على البرنامج نفسه.
على سبيل المثال، بعض البرامج موجّهة بشكل خاصّ إلى فئة عمرية صغيرة وهي لا تهتمّ بالتعليم الرسمي و تكثر من اللعب والتجارب الاجتماعية.
بعض البرامج لها فترات زمنية محدودة للغاية “بضع ساعات فقط في الأسبوع” وتهدف إلى تعريف الأطفال الصغار بلطف شديد بالتجربة التعليمية.
ومع ذلك، فإنّ البرنامج القياسي لمرحلة ما قبل المدرسة موجّه بشكل عام للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 أعوام استعدادا لمرحلة الروضة.
فقط لأنّ طفلك يقع ضمن الفئة العمرية الصحيحة لا يعني أنّ طفلك جاهز لمرحلة ما قبل المدرسة.
إنّ إجبار الطفل غير المستعدّ جسديا أو اجتماعيا أو عاطفيا على الالتحاق بمدرسة رسمية يمكن أن يهيّئ الطفل للفشل، ممّا قد يؤدّي بعد ذلك إلى مشكلة مدى الحياة مع المدرسة.
جسديا، يجب أن يكون طفلك قادرا على الاهتمام بمعظم قضايا النظافة الشخصية بشكل مستقلّ أو تحت إشراف.
هذا يعني أنّه يجب أن يكون طفلك أيضا قادرا على إطعام نفسه بإشراف ضئيل أو بدون إشراف.
يجب أن يكون الطفل أيضا قادرا على التركيز على مهمّة، مثل التلوين، وكذلك الاستماع بانتباه لقصّة أو محادثة، لمدّة تزيد عن بضع دقائق.
هناك مشكلة أخرى مهمّة في النموّ البدني وهي ما إذا كان طفلك قادرا على الحفاظ على الجدول الدراسي أم لا.
هل ستلبّي الوجبات الخفيفة واستراحات الوجبات احتياجات طفلك الغذائية؟ هل سيتمكّن من البقاء مستيقظا حتى يحين وقت المغادرة أو أخذ قيلولة؟
غالبا ما تكون مرحلة ما قبل المدرسة وقتا ومكانا يتعلّم فيه الأطفال قدرا كبيرا عن الصداقة والتفاعلات الاجتماعية، ولكن إذا لم يكن الطفل مستعدّا لهذا المستوى من النشاط الاجتماعي، فقد يكون ذلك صعبا على الطفل والمدرسة والأسرة.
يجب أن يتمتّع الأطفال ببعض الخبرة في اللعب مع أقرانهم، وتعلّم المشاركة والتناوب، والعمل على اختلافاتهم قبل الذهاب إلى مرحلة ما قبل المدرسة.
التطوّر العاطفي هو اعتبار رئيسي آخر عند تحديد ما إذا كان الطفل جاهزا لمرحلة ما قبل المدرسة.
هل طفلك جاهز للانفصال عن المنزل والوالد؟ كيف يتكيّف طفلك مع الأماكن والأشخاص الجدد؟
إذا كنت تعتقد أن طفلك ليس جاهزا في واحد أو أكثر من هذه المجالات المهمّة، فعليك تأجيل بدء مرحلة ما قبل المدرسة.
قد يكون الأمر أنّه في غضون بضعة أشهر، سيكون طفلك قد تجاوز تلك العقبات ويكون جاهزا لهذه المرحلة.
تتيح لك العديد من البرامج أيضا تسهيل دخول طفلك إلى البرنامج ببضع ساعات فقط في الأسبوع للانتقال تدريجيا إلى المشاركة في الفترة الصباحية و المسائية.
إنّ بدء تجربة ما قبل المدرسة لطفلك عندما يكون جاهزا وراغبا وقادرا هو أفضل طريقة لوضع طفلك على طريق النجاح التعليمي.
المصدر: مقالات