الأبناء هبة من الله سيعيشون باستقلالية وينفصلون عن والديهم في المستقبل.

لذلك يجب أن يكون الطفل مُسلحًا بنظرة إيمانية قوية وقواعد واضحة في الحياة المعيشية المحيطة بالفتن من كل مكان.

وبالمثل بالنسبة للمربّين، فإن الأطفال هم أمانة في أعناقهم يجب تربيتهم حتى يتمكنوا لاحقًا من عيش حياتهم بمعرفة و لا يقعون في ما هو سيئ.

بشكل عام، يستخدم الآباء أو المربون كتب علم النفس و التنمية البشرية فقط كمراجع تربوية لأطفالهم.

ونادرًا ما يكون بينهم من يستخدم القرآن والسنة كمرجع في تطبيق التربية و يضيف إلى ذلك تلك العلوم.

الإسلام كدين جاء رحمة للعالمين له أساليب وطرق محددة لتربية الأطفال.

طريقة التربية تتناسب بالطبع مع مستوى العمر ونضج تفكير الطفل.

التربية في المراحل العمرية الأولى يكون بالحب والعطف و الرحمة.

للعاطفة تأثير إيجابي على النمو السليم للأطفال.

التربية بالحب والرحمة سيجعل الطفل لطيفًا ومهذبًا في معاملة الناس في المستقبل.

هذه التربية بالحب والرحمة موجودة في القرآن الكريم في سورة لقمان في قول الله عزّ و جلّ:

“وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”

“وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”

“وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”

في الآية الأولى  يشرح القرآن كيف كان لقمان لطيفًا في نصح ابنه باستخدام كلمة “يا بني”.

وبالمثل في الآيتين التاليتين، يقوم لقمان بتربية ابنه بحكمة وبدون عنف وبدون أن يشعره بالرعب.

والتعليم بالحب والرحمة يتفق أيضًا مع حديث النبي محمد صلّى الله عليه و سلّم في ما رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه: قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك.

كما يمكن أن تتم التربية في مرحلة أخرى من خلال التأديب بالهجر لبعض الوقت.

إذا كان الطفل يبدو منحرفًا، فمن الطبيعي تعليمه أولا ثمّ توبيخه كمربّين وأولياء أمور.

إذا لم يتم التفاعل مع هذا التوبيخ المقدم له وكرر الطفل أفعاله، فيجب تطبيق الهجر لبعض الوقت على الطفل.

هذا يتوافق مع القصة التالية.

عن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلا يخذف فقال له لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف أو كان يكره الخذف وقال إنه لا يصاد به صيد ولا ينكى به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين.

 ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف لا أكلمك كذا وكذا.

هذه الهجر لبعض الوقت بالتأكيد هو ليس إلى الأبد، بمعنى أن هناك حدًا زمنيًا يجب وضعه حتى لا يكرر الطفل تصرّفه السيئ مرة أخرى.

كما لا يُسمح بالهجر في الأشياء التي يمكن أن تعيق نمو الأطفال وتطورهم.

إذا ظهر أن الطفل له سلوكًا منحرفًا، فمن الطبيعي أن يقوم المربون والآباء بفرض عقوبات عليه.

بناءً على ما سبق، يتضح أن تربية الأطفال في الإسلام فيها ترغيب و ترهيب وهذه التربية تتكيف مع مستوى العمر والانحراف الذي يرتكبونه.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.