يتصرف بعض الآباء بطريقة خاطئة مع أولادهم دون وعي منهم أو لجهلهم بخطورة أفعالهم.

و هي تصرفات تدمر ثقة الطفل بنفسه و تهوي به إلى الخوف والاضطراب.

إن المختصين بأسس التربية يحذرون بشدة من أخطار مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال لما للثقة من أهمية في بناء طفل سوي، قوي و قادر على الاعتماد على نفسه.

و يشددون على الآباء بضرورة تحمل مسؤولية تربية أبنائهم و تعلم أفضل الطرق للتربية السليمة.

كما ينوهون للانتباه لتصرفاتنا و لما نقوله لأبنائنا مخافة الوقوع فيما يدمر ثقتهم بأنفسهم.

لكن ما هي مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال

إن من مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال هو ما يمارسه الآباء دائما، و يتعلق الأمر بالنقد.

ينقد الأولياء أولادهم عند ارتكابهم لخطأ ما أو لقيامهم بأمر لا يعجبهم.

سواء ذلك في كلامهم أو لباسهم أو تسريحة شعرهم.

التعليق المباشر على ذلك يعتبر نقدا يفقد الابن توازنه و يدمر ثقته.

المقارنة هي الأخرى تدمر الثقة بالنفس عند الأطفال مثلها مثل اللوم اللاذع و إشعار الطفل بالذنب في كل صغيرة و كبيرة.

يعتبر مقارنة الطفل بطفل آخر أو بأخ له صغيرا كان أم كبيرا ظلم و إجحاف في حقه و تثبيط لعزيمته.

يشعر الطفل هنا بالاستصغار و الحقد ضد ذلك الذي قورن به ما يملؤه بالمشاعر السلبية و يفقده ثقته بنفسه. 

سلبيات عدم الثقة بالنفس عند الأطفال 

عدم الثقة بالنفس تعود على الطفل بسلبيات لا تعد ولا تحصى.

فهي تعيق النمو النفسي والعقلي السوي للطفل. تؤدي إلى الاستسلام عند أداء المهام أو بدء لعبة مع الأصدقاء مثلا.

كما أن عدم الثقة بالنفس تكسب الطفل شخصية منطوية و منسحبة بسبب الخوف من الخطأ و عدم ثقته في قدرته على اتخاذ القرار الصحيح.

ينعزل الطفل فاقد الثقة بنفسه المجتمع و يتجنب تكوين صداقات جديدة.

و تعتبر الشخصية الضعيفة للطفل نتيجة حتمية  لمدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال، فهو يشعر بالدونية وعدم الاستحقاق للحب و الاهتمام. 

و ينتج عن ذلك تدني مستواه الدراسي و نمو الشعور بالذنب و الألم النفسي على الدوام.

كما أنه يفقد شهيته ما يتسبب في خسارة الوزن و الوهن.

انعدام الثقة عند الأطفال

يعتبر الصراخ والشتم من مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال. 

و حري بالآباء الحرص على بناء الثقة و تقصي نقاط قوة طفلهم و تعزيزها.

تختلف قدرات الأطفال في الإنجاز و الفهم من طفل إلى آخر، لذلك، الحوار هو السبيل الأمثل لإيصال المعلومة أو لتوجيه الطفل عند الخطأ بدل النقد و اللوم.

و يندرج من الاختلاف تقبل الطفل كما هو وعدم محاولة تغييره و مقارنته بغيره، بل مقارنته بنفسه و بإنجازاته السابقة.

و هذه الطريقة تحفز الطفل و تضعه في تحد مع نفسه من أجل تقديم أفضل ما لديه، دون نفي أهمية التشجيع والمدح في الخروج من حالة انعدام الثقة و نمو حب الذات.

كيف اعرف أن طفلي عديم الثقة بنفسه

أعرف أن طفلي عديم الثقة بنفسه بعلامات مدمرات الثقة بالنفس أهمها:

  • الخوف من أداء مهمة جديدة لشعوره بعدم القدرة و بالفشل.
  • الإحباط و الانسحاب من اللعب و انعزال التجمعات لعدم ثقته بنفسه.
  • – الكلام السلبي عن نفسه وشعوره بعدم حب الآخرين له و بدونيته.
  • – لوم الآخرين، الانسحاب و الكذب بمجرد إحساسه باقتراب الفشل.
  • – تدني المستوى الدراسي و قلة الاهتمام بأنشطته المعتادة.
  • – المبالغة في مساعدة الآخرين أو عدم المساعدة على الإطلاق و الانسحاب النفسي.
  • – الشعور بالحزن و الغضب و الإحباط و البكاء بلا سبب مقنع.
  • – الابتعاد عن الأصدقاء و فقدان الرغبة في تكوين صداقات جديدة.
  • التأثر بكلام الآخرين و فرط الحساسية منهم.

أسباب فقدان الثقة بالنفس عند الأطفال

تتلخص أسباب فقدان الثقة بالنفس عند الأطفال في مدمرات الثقة بالنفس كالتحدث عن سلبيات الطفل أمامه و السخرية منه والاستهزاء به.

كما أن فرط الحماية للطفل تشعره بوجود نقص فيه يجعل والداه دائمي الخوف عليه مما يفقده ثقته بنفسه و بقدرته في اتخاذ القرار و يعلمه الإتكالية والاعتماد على غيره لأنه يشعر بالدونية وعدم الاستحقاق.

يعتبر إهمال اهتمامات الطفل تضييع لفرصة النمو والشعور بالرضا عن الذات، مثلها مثل اختيار الألعاب والهوايات و خنق الطفل و ردعه عما يحبه.

كما أن نقص المهارات المناسبة لعمره من أسباب فقدان الثقة بالنفس كملاحظة الطفل عجزه للقراءة بينما أقرانه يقرؤون بسهولة و هذا يحزنه و يفقده ثقته بنفسه.

مدمرات الثقة بالنفس عند الأطفال هي النقد، المقارنة، السخرية، الاستهزاء، فرط الحماية،   الشك في قدرات الطفل و عدم الثقة به.

إضافة إلى الصراخ و الشتم و وصف الطفل بصفات سلبية و صفات الحيوانات.

و كذلك ردعه و حرمانه من تعلم مهارات و كسب خبرات جديدة.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.