الطفل كثير الحركة يسبّب مشاكل في الأسرة و بالمدرسة، و يعتبر مصدر إزعاج للآباء أينما ذهبوا. يعاني هذا النوع من الأطفال من فرط في النشاط و نقص في الانتباه و التركيز، فتراهم يركضون طول اليوم في كل الاتجاهات بلا كلل ولا ملل، و صراخهم و أصوات ضحكاتهم تستمر لساعات بلا دقيقة توقف، دون ذكر الأشياء التي يساهمون في كسرها و الإزعاج والفوضى اللذين يسببونهما في البيت و على الجيران.

يرتكب بعض الآباء إجراءات ردعية قد تضر بالطفل الحركي و تفقده ثقته بنفسه، مما يدفعنا للتساؤل كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة؟ هذا ما سوف نجيب عليه في هذا المقال. 

كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة؟

يجمع المختصون في التربية السليمة إلى ضرورة طرح سؤال كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة؟ للخروج بنقاط ناجعة تضمن كرامة الطفل الحركي و سلامته النفسية، و يقترحون على الأولياء التّحلي بالصبر و إتّباع أسلوب الحوار البسيط و الواضح مع طفلهم النشيط.

كما ينصحون بالتعامل معه بحب و اهتمام، لأن الطفل الحركي هو بحاجة إلى حب و اهتمام أكثر من طرف والديه، كأن يخصصا وقتا للاستماع إليه دون إطلاق أحكام عليه أو توبيخه.

ويمكن المساهمة في تهدئته و امتصاص فرط نشاطه بإشغاله بألعاب يدوية تلهيه لساعات، مع مشاركته اللعب و اغتنام الفرصة للحديث معه عن أحواله و عن المهام التي يجب أن يقوم بها، كترتيب سريره و أداء واجباته المدرسية.

طفلي كثير الحركة و قليل النوم

يواصل الآباء التساؤل عن كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة عند الوصول إلى مرحلة الخلود إلى النوم، لأن بعض الأطفال النشيطين يعانون من قلة النوم و صعوبة التقيّد بتعليمات الوالدين، مما يزيد من معاناتهم وشكواهم.

و لذلك، من الضروري التعامل مع هذا الطفل بحكمة و ملئ يومه بنشاطات بنّاءة ومفيدة تمتص طاقته و توجّهه.

ينصح بإنشاء روتين يومي يتبعه الطفل الحركي طوال اليوم، و ضبط روتين النوم أيضا، ككتابة برنامج واضح و بسيط يفهمه الطفل لمختلف النشاطات التي يقوم بها، و ضبط ساعات النوم مع التكرار و الالتزام بالبرنامج كل يوم.

من المهم أيضا تهيئة بيئة ملائمة أثناء الذهاب للنوم كالهدوء و قراءة قصة مثلا.

هل الطفل كثير الحركة ذكي

يعاني الطفل كثير الحركة من التشتت و قلة الانتباه و التركيز، و هو بذلك لا يستمع لكلام والديه و لا يركّز مع تعليماتهم و نصائحهم، مما يجعل الآباء يميلون إلى الحكم بغبائه و نقص استيعابه.

لكن في الحقيقة أن الطفل كثير الحركة يتّسم بالذكاء و التميّز، مما يدفع إلى التساؤل كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة حتى نتمكّن من إبراز الجانب المضيء و رؤية  الناحية الإيجابية من شخصيته.

الأفضل في هذه الحالة هو التأني عند الكلام معه، و إمساكه و التحلي بالدقة عند إعطائه التعليمات، أو تكليفه بمهمة.

فبدل الطلب منه ترتيب غرفته مثلا، و هي مهمة عامة قد تزيد من تشتّته و إمكانية عدم القيام بذلك، يطلب منه ترتيب سريره أولا ثم إعادة الألعاب إلى مكانها ثانيا، و هكذا.

الطفل الحركي الفوضوي

يميل الطفل الحركي إلى نشر الفوضى أينما ذهب. في البيت، ينشغل باللعب و الركض في كل مكان، و قد يزعج إخوته الصغار و يضربهم، كما أنه يرمي أغراضه و ألعابه و يميل إلى إحداث الفوضى في الروضة أو المدرسة.

يسعى الأولياء و المربّون إلى إيجاد حل لكيف نتعامل  مع طفل كثير الحركة و فوضوي و يطبقون طريقة التوعية و الحديث مع الطفل عن حالته، كأن يخبروه أنه ليس ذنبه كونه يتصرف بهذه الطريقة، و أن يشجعوه و يطمئنوه بأنه سيكون أفضل و سيتحسّن إن بذل مجهودا.

كما أن المختصين ينصحون بغضّ الطرف عن أخطائه المتكررة و التركيز على صفاته الإيجابية و الثقة به و بقدرته على تحسين تصرفاته و سلوكه.

كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة في الروضة

يمكن التعامل مع طفل كثير الحركة في الروضة بإغداقه بالحب و الاهتمام أولا ثم بإشغاله بألعاب مختلفة ثانيا.

و نجيب عن سؤال كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة بتعليمه لعبة تركيب المكعبات في الروضة مثلا.

التركيب هو نشاط فيه حركة و متعة يتشارك فيها الطفل الحركي مع غيره من الأطفال، مما يساعده على الاتصال و التدرّب على التركيز.

و يوجد ألعاب متعددة تستعمل لتهدئة و إشغال الأطفال الحركيين في الروضة، كلعبة الصلصال، لعبة سباق السيارات، لعبة تركيب الصور و لعبة الأحجية.

كما ينصح بالتنسيق بين مربّي الروضة و الآباء لإيجاد أفضل الطرق للتعامل و تحسين سلوك الطفل كثير الحركة.

تبقى الإجابة عن كيف نتعامل مع طفل كثير الحركة و الطرق الملائمة لذلك تختلف باختلاف الأطفال و حدّة فرط النشاط لديهم، لكن تسطير برنامج و روتين يومي واضح و بنّاء مع الكثير من الحب و الاهتمام يعتبر كأفضل كيفية للتعامل مع طفل كثير الحركة. 

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.