سنتحدّث في مقالنا عن فنّ جعل أطفالك يتحدّثون إليك، وكونك أبا ليس بالأمر السهل.
في بعض الأوقات، قد يبدو مجرّد جمع كلّ أفراد عائلتك في نفس الوقت لتناول العشاء معا وكأنّه حلم مستحيل التحقّق.
بين ممارسة الرياضة والذهاب إلى النوادي بعد المدرسة بالنسبة للأطفال والعمل والمهمّات الأخرى بالنسبة للوالدين، ليس من المستغرب أنّ نصف الآباء تقريبا في استطلاع قالوا إنّهم يشعرون بمسافة متزايدة بينهم وبين أطفالهم.
لدى أطفال اليوم أشياء يتعاملون معها أكثر ممّا كان الأطفال قبل عشرين عاما.
إنحراف بعض الشباب وتنافس الأقران والجداول الزمنية المزدحمة والأنشطة الخارجية كلّها عوامل تزيد من الضغط الذي يواجهونه.
إذن، في خضمّ كلّ هذه الفوضى، هل تجد وقتا للتحدّث مع أطفالك، والأهمّ من ذلك، أن تجعلهم يتحدّثون معك؟
إليك العديد من الأفكار التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك:
1. تناول العشاء معا كعائلة على الأقلّ ثلاث مرّات في الأسبوع
ينهمر الحديث بشكل أسهل عندما تكونون حول مائدة العشاء.
إذا كانت عائلتك تواجه صعوبة في المحادثة في البداية، فكّر في بدايات المحادثة قبل كلّ وجبة.
خطّط لقضاء إجازة عائلية، واسمح لكلّ طفل بالتحدّث عن المكان الذي يرغب في الذهاب إليه، أو ما الذي يرغب في القيام به.
تحدّث عن الأحداث الجارية أو أحدث الفيديوهات النافعة أو الأحداث الخاصّة القادمة.
اطرح على أطفالك أسئلة مفتوحة يجب الإجابة عليها بأكثر من نعم أو لا.
2. الابتعاد عن العالم الخارجي
خصّص “وقت العائلة” كلّ ليلة واجعل الجميع يغلقون هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون.
دع أصدقائك وعائلتك الكبرى يعرفون أنّك لن تكون متاحا خلال ذلك الوقت، والتزم بذلك.
قد يمزح أطفالك “خاصّة المراهقون” حول هذا الموضوع، لكنّهم في الخفاء قد يسعدون بذلك.
استخدم هذا الوقت لإعادة الاتّصال ببعضكما البعض.
شاهد فيديو، العب ألعابا معيّنة، تناوب على القراءة بصوت عال، لكن مهما فعلت، افعله معا.
3. طهي وجبة واحدة على الأقلّ في الأسبوع معا
حتى أطفالك الصغار يمكنهم فعل شيء للمساعدة في أعمال البيت.
إذا كان مطبخك صغيرا جدّا بحيث لا يتّسع للجميع، حدّد “مساعدا” أو اجعل أطفالك مسؤولين عن أجزاء مختلفة من الوجبة.
ستصبح عائلتك أقرب خلال هذا الوقت، وقد يبدأ أطفالك المحادثات بأنفسهم.
يمكنك دائما تحريك بداية الحوار من خلال التحدّث عن الأشياء التي فعلتها مع والديك في الماضي.
4. اجعل أطفالك آمنين عند التحدّث معك.
أخبرهم أنّك لن تغضب أو تنزعج إذا تحدّثوا معك حول ما يحدث.
إذا قالوا لك شيئا “غير قابل للنشر”، فاتركه على هذا النحو و لا تنشره مع الآخرين.
5. استمع إلى ما يقولونه.
إذا كنت تعمل، أو تفعل شيئا آخر عندما يبدأ طفلك في التحدّث إليك، فقد يتوقّف عن الحديث إذا كان يعلم أنّ انتباهك موجود بالفعل في مكان آخر.
امنحه انتباهك الكامل عندما يتحدّث.
6. استخدم مهارات الاستماع النشط.
تأكّد من أنّك تفهم ما يقوله طفلك لك.
كرّر ما قالوه لك واطرح الأسئلة.
7. خصّص وقتا خاصّا تقضيه مع كلّ طفل.
قد لا يكون الأمر أكثر من اصطحاب طفل واحد في كلّ مرّة معك عند أداء مهمّة ما، ولكن دع كلّ طفل يعرف أنّك تقدّر قضاء وقت خاصّ معه.
8. كن صبورا.
لا تتوقّع عائلة “مثالية”.
فقط تذكّر أنّ العائلات المثالية لا توجد حقّا إلّا في الأفلام و لكن لا وجود لهم على أرض الواقع.
فقط استمرّ في المحاولة، وستتعلّم فنّ المحادثة مع أطفالك و تعرف أنّها ليس بالصعوبة التي كنت تعتقدها.
المصدر: مقالات