وصيّة لكلّ والد: علّم طفلك الوعي الصوتي. مهارات الوعي الصوتي هي مفتاح النجاح في القراءة لأنّه هو أساس مهمّ لتعلّم القراءة.
لقد أكّدت الأبحاث العلمية أنّ الوعي الصوتي هو مؤشّر أفضل لنجاح القراءة من معدّل الذكاء أو المفردات أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
أظهرت الأبحاث أنّ الأطفال الذين يبدأون تعلّم القراءة بوعي صوتي متطوّر بشكل كاف يفهمون بشكل أفضل، ويتقنون المبدأ الأبجدي بشكل أسرع ويتعلّمون القراءة بسهولة تامّة.
الأطفال الذين سيتمّ تحديدهم لاحقا على أنّهم يعانون من عسر القراءة غالبا ما لا يمتلكون مهارات الوعي الصوتي.
وقد أظهرت الأبحاث كذلك أنّ هذه المهارات تمنع حدوث عسر القراءة لدى العديد من الأطفال.
وفقا لذلك، تتبع العديد من الأنظمة المدرسية الآن برنامج الفحص المبكّر لمهارات الوعي الصوتي.
لم يكتسب أيّ مجال من مجالات أبحاث القراءة نفس القدر من الاهتمام على مدار العقود الماضية مثل الوعي الصوتي.
ربّما يكون الاكتشاف الأكثر إثارة الناجم عن البحث في الوعي الصوتي هو أنّه يمكن تطوير مستويات متقدّمة من الوعي الصوتي من خلال تعليمات مخطّطة بعناية، وهذا التطوّر له تأثير كبير على إنجاز الأطفال في القراءة والهجاء.
لماذا الوعي الصوتي مهمّ جدّا؟
إنّ إدراك الصوتيات ضروري لفهم المبدأ الأبجدي الذي يقوم عليه نظام اللغة المكتوبة.
على وجه التحديد، يجب أن يكون القارئ حساسّا للبنية الداخلية للكلمات.
إذا فهم الأطفال أنّه يمكن تقسيم الكلمات إلى مقاطع صوتية فردية وأنّ الصوتيات يمكن مزجها في كلمات، فإنّهم قادرون على استخدام معرفة صوت الحرف لقراءة وبناء الكلمات.
نتيجة لهذه العلاقة، يعدّ الوعي الصوتي مؤشّرا قويّا على نجاح القراءة في وقت لاحق.
أظهر الباحثون أنّ هذه العلاقة القويّة بين الوعي الصوتي ونجاح القراءة مستمرّة في جميع مراحل المدرسة.
تعتمد القراءة المبكّرة على وجود بعض الفهم للبنية الداخلية للكلمات، والتعليم الصريح في مهارات الوعي الصوتي فعّال للغاية في تعزيز القراءة المبكّرة.
ومع ذلك، فإنّ تعليم القراءة المبكّرة، خاصّة التعليمات في العلاقة الصوتية بين الحروف، يقوّي الوعي الصوتي.
يعتمد النجاح في القراءة المبكّرة على تحقيق مستوى معيّن من الوعي الصوتي.
التعليم بالوعي الصوتي مفيد لمعظم الأطفال وحاسم للآخرين.
ما هو الوعي الصوتي؟
الوعي الصوتي هو القدرة على تقسيم الكلمات إلى أصوات منفصلة.
يمكن للطفل الذي لديه وعي صوتي أن يخبرك عندما تكون كلمتين لهما نفس القافية وعندما تبدأ كلمتان بنفس الصوت.
سيسمح التطوير الإضافي للوعي الصوتي للطفل بإخبارك عندما تنتهي كلمتان بنفس الصوت.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة إلى الصوتيات، يمكن أن تتضمّن أنشطة التوعية الصوتية العمل على القوافي والكلمات والمقاطع والمداخل.
المفتاح لعملية تعلّم القراءة هو القدرة على تحديد الأصوات المختلفة التي تصنع الكلمات وربط هذه الأصوات بالكلمات المكتوبة.
من أجل تعلّم القراءة، يجب أن يكون الطفل على دراية بالصوتيات.
على سبيل المثال، تحتوي كلمة “كلب” على ثلاثة أصوات مختلفة بشكل واضح.
بالإضافة إلى تحديد هذه الأصوات، يجب أن يكون الطفل أيضا قادرا على التلاعب بها. يعدّ اللعب بالكلمات الذي يتضمّن تقسيم الكلمات إلى أصواتها المكوّنة، وقافية الكلمات، ومزج الأصوات لتكوين الكلمات أمرا ضروريّا أيضا لعملية القراءة.
تسمّى القدرة على التعرّف على أصوات اللغة ومعالجتها الوعي الصوتي.
هناك خمسة مستويات من الوعي الصوتي تتراوح من إدراك القافية إلى القدرة على تبديل أو استبدال المكوّنات في كلمة واحدة.
يبدأ الطفل عموما في إظهار الوعي الصوتي الأوّلي عندما يظهر تقديرا للقافية والجناس. بالنسبة للعديد من الأطفال، يبدأ هذا في وقت مبكّر جدّا من مسار تطوّر لغتهم ومن المحتمل أن يتمّ تسهيله من خلال القراءة من الكتب التي تستند إلى القافية أو الجناس.
تدريس الوعي الصوتي:
يمكن أن تساعد التجربة المبكّرة مع أناشيد الأطفال على البدء في ملاحظة التركيب الصوتي للكلمات والتفكير فيه.
أظهرت العديد من الدراسات البحثية أنّ الطفل الذي يعرف المزيد عن أناشيد الحضانة في سنّ الثالثة، هم أولئك الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تطوّرا في الوعي الصوتي العامّ في سنّ الرابعة وفي الوعي الصوتي في سنّ السادسة.
ليس عليك التوقّف عند أناشيد الأطفال. اجعل أطفالك يقرؤون كتب القافية.
اطلب من الأطفال تحديد الكلمات التي لديها قافية باستخدام بطاقات الصور.
العب أيضا ألعابا تعلّم الأطفال عزل الأصوات الفردية في كلمة واحدة.
العب اللعبة التالية: “ما هو الصوت الأوّل في هذه الكلمة”؛ يمكن القيام بذلك شفهيّا أو باستخدام بطاقات الصور.
عندما يتعلّم الأطفال كيفية “الاستماع إلى اللغة”، فإنّهم يتعلّمون أيضا ربط اللغة الشفوية بالكلمة المكتوبة.
بمجرّد أن يسمعوا ويعرفوا ويكونوا قادرين على التلاعب بالأصوات، يبدأون في إدراك كيفية عمل الكلمات.
المصدر: مقالات