الحبّ المشروط للأطفال هو عندما تقول الأمّ لطفلها: لو أكلت أحبُّك، لو عملت الواجبَ أحبُّك، لو بقيت مثل أخيك أحبُّك.

إذا كنتِ تردّدين العبارات السابقة لطفلك كثيرًا فاعلمي أنّك ترتكبين خطأ كبيرًا يُسمّى “الحبّ المشروط”، وله أضرار نفسية غير متوقّعة على الطفل.

إنّ الحبّ المشروط يشعر الطفل بأنّه غير محبوب وغير مرغوب فيه، وعندما يكبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة، لأنّه كان مكروهًا فيها عندما كان صغيرًا؛ ولهذا السبب نجد أنّ الأطفال يحبون الجدّ والجدّة كثيرًا لأنّ حبّهم غير مشروط.

والحبّ المشروط له آثار سلبية على الأطفال فهو يسبّب:

فقدان الثقة بالنفس: لأنّ والدته تشترط عليه فعل أشياء معيّنة ليحصل على حبّها، ومن ثمّ يفقد الثقة في نفسه، خاصّة إذا لم يستطع تحقيق شروط والدته.

شخصية ذليلة مطواعة لغيرها: فعندما يرى الطفل أنّ شرط الحصول على حبّ والدته هو القيام ببعض التصرّفات، أو أنّه لن يحصل على حبّ زملائه ومدرّسيه إلا بفعل ما يرغبون فيه، هنا عندما يكبر سيكون الوضع أسوأ، فقد يتحمّل إهانات ممّن حوله، مقابل بقائهم معه.

شخصية متمرّدة: فعلى النقيض قد يرفض الطفل شرط حصوله على الحبّ ويتمرّد على ذلك، ويقول: خلاص لا أريد أن تحبّيني ويظهر ذلك في تعاملاته الشخصية.

الرهاب الاجتماعي: فالطفل يصاب بعدم القدرة على الاختلاط مع مَنْ حوله، والخوف منهم، خاصّة إذا شعر أنّه غير مرغوب فيه.

إن الحبّ غير المشروط هو أكبر محفِّز للطفل، فعندما تُشعِر الأمُّ طفلها أنّها تحبُّه لأنّه ابنها، وأنّها تريد رؤيته أفضل إنسان لمصلحته، سيستجيب لذلك.

 والحبّ غير المشروط يُعزِّز ثقة الطفل بنفسه، ويخلق طفلًا قادرًا على الإنجاز، مرن، يجيد التحدُّث والحوار مع من حوله، سويّ في معاملاته.

أيّها الآباء، إنّ تصنيف الطفل حسب صفات معيّنة سواءً أكانت الصفة إيجابية أم سلبية، تشعره بالضغط وتضعه في مأزق، لأنّه إمّا أن يتصرّف بطريقة فيها عبء عليه ليبرهن أنّه أهل لتلك الصفة، وإمّا أن يتصرّف بطريقة غبيّة ليبرهن لك أنّه ليس دائمًا كما تتوقّع منه.

 وهنا يجب أن نساعد الأطفال ليتحرّروا من قيود تصنيفاتنا، وندعهم يتصرّفون بناءً على كيفية تقديرهم للمواقف، وليس حسب وجهة نظر الكبار سعيًا لتحقيق توقّعاتهم أو نيل استحسانهم.

 فرغم أنّه يجب علينا مراقبتهم ووضع حدود لسلوكياتهم السيّئة، إلاّ أنّ ترك مساحة من الحرّية ضمن قيود معيّنة ضرورية من أجل مساعدتهم على الإبداع والتطوّر التلقائي.

أسأل الله أن يبعد عنّا وعنكم سوء الأخلاق، وأن يجعل بيوتنا عامرةً بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرّية، وصلّى الله على سيّدنا محمّد.

بقلم عدنان بن سلمان الدريويش.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.