يجب أن يعلم الآباء أنّ التبوّل اللاإرادي ليس عارا. التبوّل اللاإرادي “سلس البول” هو خروج البول اللاإرادي أثناء النوم وهو مشكلة شائعة جدّا عند الأطفال.
يعاني طفل واحد على الأقل من كلّ عشرة أطفال دون سنّ 6 سنوات من هذه المشكلة، ولكن الخبر السارّ هو أنّ نسبة التبوّل اللاإرادي لدى الأطفال تنخفض مع تقدّمهم في السنّ.
واحد فقط من أصل 20 قد يصل حتى سنّ العاشرة، على الرغم من وجود حالات نادرة للتبوّل اللاإرادي من قبل الشباب الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما.
يمتلك معظم الأطفال الذين يعانون من التبوّل اللاإرادي مثانة صغيرة لا يمكنها حمل كلّ البول الناتج أثناء الليل.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بعض الأطفال والمراهقين في حالات نادرة هم من ينامون بعمق ولا يستيقظون على إشارة امتلاء المثانة.
وممّا يضاعف من المشكلات المذكورة أعلاه حقيقة أنّ حالة الحلم غالبا ما تؤدّي إلى إرخاء عضلات العانة، ممّا يؤدّي في النهاية إلى التبوّل اللاإرادي.
يمكن أن يكون التبوّل اللاإرادي نتيجة لأنماط النوم العميق أو توقّف التنفّس أثناء النوم أو فشل الجسم في إنتاج هرمون يحفّز إعادة امتصاص الماء من البول للعودة إلى مجرى الدم.
هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤدّي إلى التبوّل اللاإرادي، بما في ذلك المشكلات الطبّيّة والمشكلات العاطفية والعائلية وعدم نضج المثانة.
عادة ما يتمّ التغلّب على هذه المشاكل بمجرّد مرور الوقت.
للتغلّب على الآثار النفسية للتبوّل في الفراش، يحتاج الآباء والأطفال إلى إدراك أن التبوّل اللاإرادي ليس شيئا نشعر بالذنب تجاهه.
إنّها ظاهرة شائعة بين جميع الأطفال.
تؤدّي عادة التبوّل اللاإرادي إلى خلق مواقف غير مريحة للآباء، الأمر الذي يؤدّي في كثير من الأحيان إلى معاقبة الأطفال عندما يتبوّلون في الفراش.
هذا يجعل الطفل يشعر بالذنب أكثر و بالخجل ومزيدا من الحرج، وقد يؤخّر نموّه.
يجب أن يدرك الأطفال أنّ الأمر متروك لهم من نواح كثيرة للسيطرة على مثانتهم وتحمّل المسؤولية النهائية لوقف التبوّل اللاإرادي.
يجب أن نضمن للأطفال قضاء ساعات أطول من النوم، لأنّ ساعات أقلّ ستجعلهم ينامون بعمق أكبر من اللازم.
أثناء النوم العميق، فإنّ الرغبة في الذهاب إلى الحمام لا يشعرون بها.
يساعد الحدّ من تناول السوائل أيضا إلى تقليل إفراز البول.
إفراغ المثانة في وقت النوم، وإيقاظ الطفل كلّ ليلة ونقله إلى المرحاض وما إلى ذلك سيساعد في الحفاظ عليه دون تبوّل لاإرادي.
يمكن استخدام المنبّهات للاستيقاظ عندما يحتاج إلى التبوّل أثناء الليل.
ردود الفعل الإيجابية والتشجيع على كلّ ليلة دون تبوّل لاإرادي سيعزّز من معنويّات الطفل، ممّا يساعده على التخلّص من هذه المشكلة.
يقدّم بعض علماء النفس طريقة مثيرة للاهتمام للتغلّب على التبوّل اللاإرادي.
وفقا لهم، عندما تصل الرغبة في التبوّل خلال ساعات النهار، اجعل الطفل يتظاهر بالنوم بدلا من الإسراع على الفور إلى الحمّام.
بعد التظاهر بالنوم لبعض الوقت، أيقظه من التظاهر بالنوم حتى يتمكّن من التبوّل. سيساعد ذلك على تطوير نفس العادة أثناء الليل أيضا.
يمكن أيضا استخدام الأدوية لتجنّب التبوّل اللاإرادي.
تستخدم الأدوية أحيانا لتقليل إنتاج البول ليلا، و هناك بعض الأدوية تساعد في زيادة قدرة المثانة.
لا ينصح عموما باستخدام الأدوية بأيّ شكل من الأشكال لأنّ الاستخدام المفرط قد يكون له آثار جانبية.
قد يحدث أيضا أنّ التوقّف عن تناول الدواء قد يتسبّب في عودة التبوّل اللاإرادي.
التنويم المغناطيسي طريقة أخرى تستخدم للتغلّب على التبوّل اللاإرادي.
إنّه يعلّم العقل اللاواعي أن يتوقّف عن التبوّل اللاإرادي ويمكن أن يسرّع العملية بشكل كبير.
حتى أثناء النوم، يقال إنّ العقل اللاواعي لا يزال “مستيقظا ” وبسبب هذه الحقيقة يمكن لعقلك اللاواعي أن يتعلّم إيقاف التبوّل اللاإرادي عن طريق التحكّم في العضلات التي تمنع البول من مغادرة المثانة.
يجب على الآباء أن يفهموا أنّ التبوّل اللاإرادي أمر شائع بين جميع الأطفال وليس شيئا يخجل منه.
المصدر: مقالات