يعدّ الارتجاع الحمضي عند الأطفال الرضّع، والذي يُطلق عليه أيضًا الارتجاع المعدي المريئي، أحد أكثر المشكلات شيوعًا بين هذه الفئة.
غالبًا ما يعاني الأطفال الرضّع المصابون بالارتجاع الحمضي من مجموعة من الحالات، تتراوح من درجة خفيفة إلى شديدة، مثل تكرار البصق وآلام البطن والاستيقاظ ليلاً.
يحتوي الجسم على شريط عضلي في بنية دائرية تسمّى العضلة العاصرة للمريء السفلية.
تفصل هذه العضلة المريء عن المعدة.
عندما يدخل الطعام إلى المعدة، فإنّه يغلق لمنع أحماض المعدة ومحتوياتها من الرجوع إلى المريء أو التقيّؤ.
ولكن في حالة بعض الأطفال الرضّع، تكون العضلة العاصرة للمريء السفلية غير ناضجة.
على هذا النحو، يُسمح بارتجاع الطعام المهضوم جزئيًا والأحماض الهضمية. تسبّب هذه الحالة تهيّجًا في بطانة المريء ممّا يؤدّي إلى التهاب يُعرف أيضًا باسم حرقة المعدة.
يتطوّر الارتجاع الحمضي بين الأطفال الرضّع عادةً عندما يكونون في عمر يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع.
عادة ما يصف الأطباء الأدوية التي تقلّل من إنتاج الأحماض الهضمية.
في غضون ستّة إلى تسعة أشهر، يبدأ ارتجاع الحمض في التراجع بشكل طبيعيّ.
في هذه الفترة الزمنية، يقضي الأطفال الرضّع معظم وقتهم في وضع مستقيم.
هذا لتطبيق قانون الجاذبية على الطعام الذي يتمّ تناوله؛ أيّ أنّ الطعام يبقى بشكل طبيعيّ ويقلّل من القلس المحتمل.
فيما يلي مؤشّرات مفيدة حول تغذية الأطفال الرضّع ووضعهم لتقليل ارتجاع الحمض:
1. إعطاءهم وجبات صغيرة بشكل متكرّر.
من المنطقي إطعام طفلك أكثر من المعتاد ولكن أقلّ من المعتاد.
إذا ذهب حجم أقل من الحليب إلى المعدة، فسيكون الهضم أسرع وستكون هناك كمّيات أقلّ من المحتويات المسبّبة للقلس.
2. الحفاظ على الطفل في وضع مستقيم بعد الرضاعة.
كما تمّت مناقشته سابقًا، تساعد الجاذبية في الحفاظ على محتويات الجهاز الهضمي منخفضة.
3. ضعي طفلك جالسًا في حضنك بينما يستقرّ رأسه على صدرك.
حافظي على هذا الوضع لمدّة نصف ساعة على الأقل بعد الرضاعة.
4. تساعد الرضاعة الطبيعية في التقليل من هذه المشكلة.
من المعروف أنّ لبن الأمّ يتمتّع بالعديد من المزايا مقارنة بالصيغ التجارية الأخرى، وخاصّة للأطفال الرضّع الذين يعانون من ارتجاع المريء.
يمكن هضم حليب الثدي بشكل أسرع، ممّا يقلّل بالطبع من البصق، ويحتوي على إنزيمات خاصّة تساعد على الهضم.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حليب الأمّ لا يسبّب الحساسية للأطفال مقارنة بالأنواع الأخرى للحليب المتوفرة في السوق.
بصرف النظر عن التحمّل العالي للأمعاء الحسّاسة، يمكن أيضًا هضم الحليب المضاد للحساسية بشكل أسرع عن طريق المعدة لتقليل ارتجاع المريء.
4. ضعي طفلك في وضع مريح أثناء النوم.
منذ أن يستلقي الطفل بشكل مسطّح أثناء النوم، لا يمكن للجاذبية أن تساعد في الحفاظ على الطعام في هذا الوضع.
نتيجة لذلك، غالبًا ما يضطر الطفل الرضيع المصاب بارتجاع الحمض إلى تحمّل ألم أثناء الاستيقاظ ليلاً.
إذا كان الطفل الرضيع يستطيع النوم بشكل سليم، فلن تكون هناك حاجة للمطالبة بتغيير عادته.
لكن بعض الأطفال الرضّع يصبحون مضطربين، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال آلام البطن، والتنفّس الحمضي، والتجشّؤ الرطب.
في هذه الحالة، يوصى برفع سرير الطفل الرضيع من جهة الرأس إلى حوالي 30 درجة و سيكون هذا كافيًا لتقليل القلس.
يمكنك أيضًا محاولة تدريبه على النوم على جانبه الأيسر، في هذا الوضع يكون مدخل المعدة أعلى من مخرجها، يساعد هذا أيضًا في الحفاظ على الطعام منخفضًا.
المصدر: مواقع إلكترونية