يعتبر التّوّحد اضطرابًا عصبيًا خطيرًا يتسبب في تغييرات جذرية في السلوك ويؤثر على التفاعلات الاجتماعية ومهارات الاتصال والقدرة على التكيف.
يمكن رصد العلامات الأولى للتّوحّد عند الولادة أو لاحقًا في مرحلة الطفولة.
يتميّز التّوّحد عند الأطفال برفض التفاعلات الاجتماعية، وعدم القدرة على توقع الحركة، وضعف الاتصال بالعين، وعدم الاهتمام بالأمهات، وعدم القدرة على الانخراط في أعمال محاكاة، وتفضيل الأنشطة المتكررة.
يختلف التّوّحد عند الأطفال من طفل لآخر.
على الرغم من أن الأطفال المصابين بالتّوحّد لديهم سمات سلوكية مشتركة، إلا أن كل طفل مصاب بالتّوحّد يتطوّر بطريقة مختلفة وفريدة من نوعها.
يؤثر التّوحّد عند الأطفال على تصور الأشخاص والأشياء، وقد ينخرط بعض الأطفال المصابين بالتوحد في سلوكيات تؤدي إلى إيذاء النفس.
بعض الأطفال المصابين بالتّوحّد يضربون رؤوسهم على سريرهم عن غير قصد.
يتميّز التّوحّد عند الأطفال أيضًا بمهارات تكيّف منخفضة ومقاومة قوية للتغييرات في أنشطتهم أو سلوكياتهم.
يحدث التّوحّد للأشخاص بغضّ النّظر عن معدّل ذكائهم.
يمتلك الأطفال المصابون بالتّوحّد أحيانًا مهارات جيّدة في التعامل مع الأرقام، ويتفوّقون في مجالات مثل الرياضيات.
ومع ذلك، فمن الحقائق أنّ جميع الأطفال المصابين بالتوحد يتميّزون بنقص في الذكاء العاطفي.
العلامات الأكثر صلة بالتّوحّد عند الأطفال هي: تجنب التفاعلات الاجتماعية وانخفاض الاستجابة للابتسامة أو الصوت أو الإيماءات (يتجنب العديد من الأطفال المصابين بالتّوحّد إجراء أي نوع من التواصل البصري ويتجاهلون أحيانًا وجود والديهم أو القائمين على رعايتهم)، صعوبات في الكلام الشفوي (نادرًا ما يبدأ الأطفال المصابون بالتّوحّد الحوار)، والاستعداد للإيماءات والأنشطة المتكررة (التصفيق بأيديهم، والتلويح برؤوسهم ذهابًا وإيابًا، والتأرجح المفرط).
يركّز الأطفال المصابون بالتّوحّد أيضًا انتباههم على بعض الألعاب المعينة، متجاهلين كل شيء آخر من حولهم (على عكس الأطفال العاديين الذين يسهل تشتيت انتباههم، يتجاهل الأطفال المصابون بالتّوحّد المحفزات الخارجية عند التركيز على نشاط معين).
يتمّ الكشف عن التّوحّد لدى الأطفال أيضًا من خلال عدم القدرة على لعب ألعاب خيالية.
في حين أن الأطفال العاديين يتظاهرون غالبًا بأنهم شخص آخر عند اللعب، أو يتخيلون طرقًا جديدة للعب، فإن الأطفال المصابين بالتّوحّد عادة ما يكونون غير قادرين على فعل الشيء نفسه.
كما يتميّز الأطفال المصابون بالتّوحّد بعدم القدرة على تمييز الخطر.
يبدو أن الأطفال المصابون بالتّوحّد لا يخافون من المواقف الخطيرة.
إن الأطفال المصابين بالتّوحّد لا يهتمون بأشخاص آخرين هم في محنة، ولا يشعرون بأي تعاطف معهم.
يعتقد العلماء أن هناك عوامل وراثية معينة مسؤولة عن تطور مرض التّوحّد، لكن الجينات التي تسبب التّوحّد لم يتم تحديدها بعد.
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في توحّد الأطفال هو زيادة عدد الأولاد الذكور المصابين بهذا الاضطراب، مقارنة بأعداد الفتيات المصابات بالتّوحّد.
يجب رصد علامات التّوحّد لدى الأطفال في الوقت المناسب لتقليل مخاطر حدوث المزيد من الأضرار السلوكية و المعرفية والجسدية.
من الضروري تشخيص مرض التّوحّد بشكل صحيح في سن مبكرة، وبالتالي تسهيل عملية الشفاء ومنع التدهور السلوكي الحاد.
أيضًا، يحتاج الأطفال المصابون بالتّوحّد إلى الكثير من الرعاية والاهتمام، لأنهم يميلون إلى الانخراط في أنشطة يؤذون بها أنفسهم.