يعدّ اضطرابات المعدة والأمعاء عند الأطفال من أكثر المصادر التي تسبّب لهم المشاكل في مرحلة الطفولة.
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدّي إلى هذه النتيجة؛ الكثير منها يتعلّق بنظام الأمّ، وبعضها يتعلّق بنظام الطفل.
لذلك، من الأهمّية بمكان ألا تكون الأمّ جاهلة بشأن هذا الموضوع.
لتضع الأمّ في اعتبارها وتتصرّف وفقًا لمبدأ أنّ الوقاية من المرض هي وحدها العلاج.
اضطرابات المعدة والأمعاء عند الأطفال الرضّع:
قد تصبح معدة الرضيع و أمعائه مضطربة بسبب حليب الثدي الذي يصبح غير صحّي.
قد ينشأ هذا من إصابة الأمّ بأمراض معيّنة.
يتسبّب القلق الذهني لدى الأمّ في أن يكون لبنها غير صحّي في طبيعته، وناقصًا في الكمّية، ممّا يؤدّي إلى انتفاخ البطن، والإمساك، وأحيانًا التشنّجات عند الطفل الرضيع.
هذه الأسباب بالطبع هي مؤقّتة، وعند إزالتها يصبح الحليب صحّيًا وكافيًا للطفل كما كان من قبل.
المواد الغذائية غير الصحّية ستؤثّر على حليب الأمّ وتزعج أمعاء الرضيع.
إنّ عودة الدورة الشهرية عندما تكون الأمّ مريضة تؤثّر دائمًا على خصائص الحليب، بشكل أو بآخر، ممّا يؤدّي إلى اضطراب معدة و أمعاء الرضيع.
وهكذا يحدث في كثير من الأحيان أنّه قبل أيام قليلة من إصابة الأمّ بالمرض، سيصاب الرضيع بالقلق وعدم الارتياح.
قد يصبح الحليب أيضًا أقلّ تغذية ويتناقص من حيث الكمّية عندما تصبح الأمّ حاملًا مرّة أخرى.
ومع ذلك، في هذه الحالة، سوف تتأثّر صحّة الأمّ بشكل رئيسي إذا استمرّت في الإرضاع.
لذلك يكون من الحكمة، إذا حدث الحمل، ولم يتّفق اللبن مع الرضيع، الابتعاد من واجبات الإرضاع وإلحاق الطفل بنظام غذائي إصطناعي مناسب.
دائمًا ما يعاني الطفل الرضيع الذي يكون دائمًا فمه في الثدي، بشكل أو بآخر، من انتفاخ البطن، والانقباض، وارتخاء الأمعاء، والقيء.
يحدث هذا بسبب عدم السماح بفاصل زمني كافٍ بين الوجبات لتهضم.
ينتقل اللبن غير المهضوم من المعدة إلى الأمعاء.
لا يجب إعطاء الوقت فقط للهضم السليم للحليب، ولكن يجب السماح للمعدة نفسها بفترة من الراحة.
هذا هو الشيء المحظور، إذن، يجب أن تتجنّبه الأمّ بحذر شديد بالالتزام الصارم بقواعد الإرضاع هذه.
اضطرابات المعدة والأمعاء عند الأطفال في فترة الفطام:
هناك قابلية كبيرة لاختلالات معدة و أمعاء الطفل في الفترة التي يحدث فيها الفطام عادة.
لذلك يجب توخّي الحذر الشديد عند حدوث هذا الشيء.
ومع ذلك، عادة ما يتمّ اضطراب الأمعاء أثناء هذه العملية من أحد هذه الأسباب، من الفطام المبكّر جدًا، أو من إحداثه بشكل مفاجئ، أو من الإفراط في التغذية واستخدام طعام غير لائق وغير مناسب.
هناك سبب آخر قد يؤدّي أيضًا إلى الإسهال في هذا الوقت، بصرف النظر عن الفطام و هو التسنين الصعب.
إنّ استبدال حليب الأمّ بالطعام الاصطناعي في فترة تكون فيها أعضاء الجهاز الهضمي للطفل حسّاسة للغاية لهذا التغيير، هو مصدر متكرّر لمشاكل قد يتعرّض لها الطفل.
إنّ محاولة فطم طفل صغير جدّا، على سبيل المثال، عندما يبلغ من العمر ستّة أشهر فقط، سيتبعها حتماً اضطراب في المعدة والأمعاء.
ما لم تكن الأم مظطرّة إلى اللجوء إلى هذا الإجراء، بسبب الحمل، أو أيّ سبب آخر لا يمكن تجنّبه فلا يجب عليها التخلّي عن الرضاعة في هذه الفترة المبكّرة.
إنّ حرمان الطفل من الثدي، واستبداله بالطعام الإصطناعي، مهما كان ذلك مناسبًا وفقًا للوائح التنظيمية، سيؤدّي دائمًا إلى حدوث شكاوى في الأمعاء لدى الطفل.
يجب اعتماد قواعد وأنظمة معيّنة لتفعيل الفطام بأمان.
إذا تمّ إعطاء كمّية كبيرة جدًا من الطعام في كلّ وجبة، أو إذا تكرّرت الوجبات، في كلتا الحالتين ستصبح المعدة مضغوطة ومرهقة ومختلّة.
جزء من الطعام، ربما يؤول إلى القيء، في حين أنّ الباقي الذي لم يخضع لعملية الهضم سوف ينتقل إلى الأمعاء ويهيّج غشاء البطانة الرقيق، وينتج انتفاخ البطن، مع الإمساك وربما التشنّجات.
لذلك، من الأهمّية بمكان بالنسبة لراحة الطفل أنّه في هذه الفترة، عندما تكون الأمّ على وشك استبدال غذاء اصطناعي بدلا من حليب صدرها، يجب عليها أوّلاً التأكّد من نوع الطعام الذي يناسبه.
قد يؤدّي التهيّج الناجم عن صعوبة التسنين إلى الإسهال في فترة فطام الرضيع، بغضّ النظر عن الفطام نفسه.
المصدر: مواقع إلكترونية