13 علامة للبلوغ صارح بها أبنائك و إلا ستندم حين لا ينفع الندم.
هل تنتظر أن يسألك ابنك عن علامات البلوغ فتجيبه، أم أنّك تمتلك روح المبادرة وتتحدّث مع ابنك قبل بلوغه عن المرحلة المقبلة في حياته؟
إذا كنت من الصنف الأوّل فقد تكون قد خسرت ابنك تربويّا في أهمّ مرحلة انتقالية في حياته، لأنّ هناك من سيسبقك في توجيه ابنك مثل الأصدقاء، أو النت، أو شبكات التواصل الإجتماعي، أو فضول ابنك الطبيعي، فيسأل من يثق به وقد يتلقّى بعض المعلومات الغير صحيحة.
فلا بدّ أن تكون لديك الجرأة في الحديث والمبادرة واستباق الحدث في الحديث مع ابنك أو ابنتك ليتعاملوا مع التغييرات الجسدية والنفسية بطريقة صحّيّة.
ربّما المبادرة بتعليمه تكون ثقيلة عليك، ولكن لا بدّ أنّك تعرف بأنّ زمانه يختلف عن زمانك.
ولعلّ أهمّ معلومة ينبغي أن تعلّمها ابنك وهو مقبل على مرحلة البلوغ، هي أنّه صار مكلّفا ومسؤولا عن جميع أعماله، وأنّه يتحمّل مسؤولية أخطائه، سواء كان الخطأ في حقّ الله، أو في حقّ نفسه، أو في حقّ الناس، لأنّ مرحلة البلوغ تعني الإستقلال وتحمّل المسؤولية، وهو ما نعبّر عنه بالفقه الإسلامي: “بسنّ التكليف”.
فالبلوغ يعني نزع ثوب الصغار ولبس ثوب الكبار، فلا تنتظر طفلك يأتيك ويسألك عن التغييرات في جسمه، بل أنت بادر في تعليمه من سنّ التاسعة بعلامات البلوغ، لأنّ سنّ البلوغ عند البنات في الغالب بين 12 أو 13 سنة، والأولاد في الغالب بين 11 أو 12 سنة، وبعضهم يبدأ مبكّرا قبل هذا العمر أو بعضهم يتأخّر إلى سنّ ال 15 أو 16، ولكن في كلّ الأحوال ينبغي أن يتحّدث الوالدين مع أبنائهم بصراحة تامّة ولا يخفون عنهم معلومة حتّى يتقبّل الطفل مرحلة البلوغ وهو مستقرّ نفسيّا، ومطمئنّا ويحسن التعامل مع مخاوفه وقلقه.
وهناك 13 معلومة مهمّة ينبغي أن نصارح أبنائنا بها، وهي أنّ ثدي البنات يبدأ يكبر تدريجيّا، ويلاحظ أنّ شعر الساق صار أكثر سمكا، ويزداد ظهور الشعر في الجسم فيظهر في أماكن بالجسم لم يكن بها شعر في السابق، ويبدأ ظهور حبّ الشباب في الوجه أو في الجسم، ويزداد التعرّق عندهم فتكون لأجسادهم رائحة، ويكون لديهم طفرة في النموّ سواء في الطول أو في الوزن، وتتغيّر أصوات الأولاد وينمو شعر الوجه عند الذكور بالذات، وتكبر عضلاتهم، وتأتي الدورة الشهرية عند البنات فتشاهد خروج الدم.
أمّا الأولاد فيخرج عندهم السائل وخاصّة وقت نومهم، فهذه هي ال 13 علامة للبلوغ التي لا بدّ أن تصارح بها ابنك، قبل أن يبلغ حتّى يحسن التعامل معها.
ومهمّ جدّا أن تكون قريب من ابنك وقت البلوغ، لأنّ هذه المرحلة الجديدة في حياته قد تشعره بالمخاوف من التغييرات التي يشاهدها في جسمه، فتطمئنه وتجيبه على كلّ تساؤلاته.
وجميل أن تخبره عن نفسك عندما كنت في عمره، وتبيّن له كيف تعاملت مع مرحلة بلوغك حتّى يرتاح نفسيّا ويطمئنّ أكثر، وتخبره بأنّ هذا أمر طبيعيّ؛ ورسالة من ربّ العالمين ليخبرك بأنّك صرت مسؤولا عن جميع أعمالك، وأنّ عقلك اكتمل وقراراتك في الحياة صارت ناضجة، فلو أخطأت فإنّك تحاسب على أخطائك، وأنّ القلم كان مرفوعا عنك، ولكن الآن وبعد بلوغك صارت الملائكة تكتب أعمالك.
ولعلّ أكبر مشكلة يعيشها الأطفال وقت بلوغهم هي عدم قبول شكلهم، بسبب التغييرات الجسدية التي تحدث وقت البلوغ، وخاصّة إذا رافق التغيير تغيير الحالة المزاجية عندهم بسبب التغييرات الهرمونية و طفرات النموّ.
فكلّ شخص يمرّ بهذه التغييرات، ولكن ليس بالضرورة تكون الآثار النفسية والعاطفية واحدة.
فبعض الأولاد أو البنات يفضّل العزلة والإنطواء ويعتقد بأنّ الناس تراقب التغييرات بجسده، وبعضهم يميل لكثرة النوم، وبعضهم يضعف مستواه الدراسي، وغيرها من الأعراض المؤقّتة لهذه المرحلة، وهنا يأتي دور الوالدين في توجيه الابن وحسن تربيته، وكذلك تفهّم المرحلة التي يمرّ بها فيساعده ويقف معه حتّى يتجاوز مرحلة البلوغ.
بقلم د. جاسم المطوع