يعدّ التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر الجرائم التي تفشت في المجتمع في الآونة الأخيرة، وهو نوع من أنواع الاستغلال الجنسي، حيث يتعرض الأولاد والفتيات إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي بواسطة بالغين أو أطفالا أكبر سنّا منهم ويكونوا غالبا مقرّبين منهم ويمكنهم استخدام القوة أو النفوذ معهم.
تقول خبيرة التربية فاطمة عبد الإله: إن على الأم توعية طفلها والتحدث معه لوقايته من التعرض للتحرّش الجنسي سواء كان الطفل يختلط بالغرباء أم لا، حيث تشير الدراسات إلى أن في 8 من كل 10 حالات يكون الضحية يعرف المعتدي، وغالبا ما يكون المعتدي شخصا يثق فيه الطفل أو يحبه، فيستغل المعتدي هذه الثقة أو الحب ويغري الطفل للانخراط في ممارسات لا يعرف الطفل حقيقتها وينخدع بها في البداية.
من هم الفئة الأكثر عرضة للتحرش ؟
غالبا فإن الطفل الأكثر عرضة للتحرش هو الطفل الضعيف، إذ يستغل المتحرش فكرة أن هذا الطفل سيخاف ومن ثم سيسكت على التحرش، كذلك الطفل فاقد الاهتمام والإشباع العاطفي.
وهنا فإن على الوالدين وخاصة الأم وقاية طفلها بتوجيهه ومتابعته مبكرا لحمايته (فالوقاية خير من العلاج).
من الإرشادات الوقائية للوالدين
1- عدم مداعبة الأم لأعضاء طفلها التناسلية.
2- مراقبة الأطفال وهواتفهم من آن لآخر مع تفعيل التصفح الآمن والمواقع الخاصة بالأطفال تحت إشراف الوالدين.
3- عدم ممارسة الآباء للعلاقة الحميمية أمام أطفالهم لأن الطفل يميل دائما للتقليد .
السؤال هنا: متى نبدأ تعليم الطفل قواعد تحميه من التحرش ؟
يبدأ الطفل من عمر 3 سنوات يسأل لماذا أمي ترضع أخي ولا يرضعه أبي ؟
ولماذا أختي الصغيرة ليس لديها جهاز للبول مثلي ؟
وكيف جئنا نحن للدنيا ؟
وأسئلة كثيرة يطرحونها، وهذا من حقهم وعلينا أن نهيئ أنفسنا لها وحسن التعامل معه.
يرى الدكتور جاسم المطوع أن من الصواب التحدث مع طفلك من عمر خمس سنوات وتعلمه أن الأماكن الحساسة في جسده وأماكن العورة ينبغي ألا يشاهدها أو يلمسها أحد ثم تعلمه بعض الوسائل الذكية للدفاع عن نفسه في حالة لو حاول أحد التحرش به أو الاعتداء عليه.
وأولى هذه الوسائل أن تعلمه أذكار الصباح والمساء وكيفية التحصين والمسح على الجسد عند قراءة المعوذات فإن في ذلك حماية ربانية له من العين والشر.
والثانية تعريف الطفل عن جسمه وأن يقول لا لا لا وبكل قوة لمن يطلب منه الاقتراب منه.
والثالثة أن يحاول الهرب والجري بسرعة لأقرب مكان فيه ناس ليخبرهم.
والرابعة أن يصرخ وبصوت عال في وجه من يقترب من جسده حتى يخيفه، فهذه أربع وسائل يحتاجها لحظة التحرش.
أما برنامج التوعية للطفل فيحتاج أن يتعلم ست قواعد:
الأولى أن يصارح الطفل والديه عندما يبوح له شخص بأسرار سيئة.
والثانية أن يتعلم الفرق بين اللمس السيئ كاللمس في الأماكن الحساسة من جسده واللمس الصحيح مثل المصافحة والسلام.
والثالثة توجيهه بألا يصادق من هو أكبر منه ولا يستجيب لطلبه في تصوير جسده.
والرابعة أن يكون قويا بتعليمه الكاراتيه أو بعض الرياضات للدفاع عن نفسه.
والخامسة تنبيهه بألا يستجيب عندما يطلب منه شخص أكبر منه أمرا سيئا أو مجهولا.
والسادسة ألا يعطي فرصة للغريب بالتدخل في حياته أو بعمل حوار خاص معه.
يمكنك أيضا ربط التصرف المناسب بدلالات إشارة المرور: توقف، استعد، انطلق. فحين يضايقه أحد عليه أن يقول له “توقف”، وأن “يستعد” لمغادرة المكان لو استمر ذلك السلوك، ثم “ينطلق” ويخبر شخصاً آخر من البالغين حوله.
انتهزي الفرص والمواقف والحكايات المختلفة لتذكير أبنائكِ بهذا الأمر بدءاً من المواقف البسيطة، مثل: لو دغدغ أحدهم أخاه بصورة تضايقه فيمكنه التدرب على ذلك: توقف، استعد، انطلق. لو حاول ولد آخر مضايقته في الصف: توقف، استعد، انطلق.
ومن الضروري أن ننوه إلى عدم “إغراق” الطفل بكل هذا التحذير والتذكير دفعة واحدة، بل على مدى عدة مرات، مع استغلال المواقف المختلفة والمتنوعة لتنبيهه.
لو وجدتِ قصةً مناسبة تتحدث عن هذا الأمر فيمكنك استخدامها، ويمكنك الاستعانة بهذه الأغنية الجميلة التي تذكرهم بملكيتهم لجسمهم وضرورة إخباركِ لو ضايقهم.
فيتم تدريب الطفل وسؤاله عن اتّباع هذه القواعد لمدة 30 يوما متتالية حتى تترسّخ في ذهنه.
وأهم من ذلك كله أن تبقى علاقة الوالدين بالطفل قوية والحوار بينهما مستمرا يوميا حتى يكون الباب مفتوحا دائما لسماع الأخبار في علاقة الطفل مع أصدقائه وزملائه بل وحتى مراقبة علاقته بإخوانه وأخواته، فكم من حادثة في التحرش بين الإخوان والأخوات.