قد يعاني طفلك من عسر القراءة و هو أحد صعوبات التعلّم المتعلّقة بالقراءة. قبل ظهور أجهزة التلفزيون أو الراديو أو أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكيّة، كان لدى الناس شكل واحد فقط من أوقات الفراغ ألا و هو المطالعة و القراءة.

أسلافنا قرأوا فقط ليبقوا أنفسهم على اطّلاع دائم بما يجري في محيطهم. يقرؤون حتى يتمكّنوا من معرفة ما يجري في العالم.

مع مجيء التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، وضعت الأجيال الشابّة بطريقة ما مهارة وفضيلة القراءة في المقعد الخلفي. 

فقد الكثير من الأطفال شغفهم ومهاراتهم في القراءة، وبدلا من ذلك، يضيّعون وقتهم ومواردهم من خلال ممارسة ألعاب الفيديو أو التسكّع في المراكز التجارية.

لقد لوحظ أنّ الأطفال والمراهقين الذين يحبّون القراءة لديهم معدّل ذكاء أعلى نسبيا.

هم أكثر إبداعا ويعملون بشكل أفضل في المدرسة والكلّيّة.

لوحظ أنّ الأطفال الذين بدأوا القراءة منذ سنّ مبكّرة يتمتّعون بمهارات لغوية جيّدة، وهم يفهمون الاختلافات في الصوتيّات بشكل أفضل.

بينما طوّر بعض الأطفال حبّ القراءة وتعلّموا ذلك بسهولة، يبدو أنّ هناك آخرين يواجهون صعوبات في الانخراط في هذا النوع من النشاط بشكل طبيعي.

غالبا ما يتمّ تشخيص هؤلاء الأطفال على أنّهم يعانون من شكل من أشكال الإعاقة يسمّى عسر القراءة.

عسر القراءة هو ضعف في قدرة الدماغ على ترجمة الصور المكتوبة الواردة من العين إلى لغة ذات معنى، وهو أكثر إعاقات التعلّم شيوعا لدى الأطفال.

قد يبدأ الطفل المصاب بعسر القراءة بأداء جيّد في المدرسة، لكن تدريجيا، يمكن أن يعاني من صعوبات، خاصّة عندما تصبح القراءة جزءا مهمّا من العمل المدرسي.

قد يقول المعلّم أنّ الطفل ذكيّ، لكن لا يبدو أنّه قادر على التحكّم في القراءة.

إذا لاحظ المعلّم أو الوالد ذلك، فإنّ أفضل ما يمكنه فعله هو الذهاب إلى أخصّائي يمكن أن يساعده في اكتشاف الخطأ الذي وقع فيه طفله.

قد يكون من الصعب التعرّف على عسر القراءة قبل أن يدخل الطفل المدرسة، ولكن قد تشير بعض الأدلّة المبكّرة إلى وجود مشكلة.

إذا بدأ طفلك الصغير في التحدّث متأخّرا، و اكتسب كلمات جديدة ببطء، فقد يكون معرّضا لخطر متزايد من عسر القراءة.

قد يحدث عسر القراءة عند الأطفال ذوي الرؤية الثاقبة والذكاء الطبيعي.

عادة ما يعاني الأطفال المصابون بعسر القراءة من كلام طبيعي، ولكن غالبا ما يواجهون صعوبة في تفسير اللغة المنطوقة والمكتوبة.

يبدو أنّ سبب عسر القراءة هو خلل وظيفي في مناطق معيّنة من الدماغ معنيّة باللغة. 

التدخّل الأوّل الذي يجب تجربته، خاصّة مع الأطفال الصغار، يتضمّن تعليم مهارات فكّ تشفير الكلمات بشكل منهجي.

وتسمى هذه بشكل عامّ مناهج التدخّل القائمة على الصوتيّات.

عسر القراءة تكمن في إعاقة التعلّم و تتمثّل في حالة تنتج فجوة بين قدرة الشخص وأدائه.

يتمتّع معظم المصابين بعسر القراءة بذكاء متوسّط ​​أو أعلى من المتوسّط ​​، لكنّهم يقرؤون بمستويات أقلّ بكثير ممّا كان متوقّعا.

بدون الدعم اللازم لمن يعانون من عسر القراءة، يمكن ذلك أن يقضي على الأحلام في سنّ مبكّرة، حيث لا يجد الأطفال راحتهم في المدرسة، ويسقطون في الاكتئاب، ثمّ يفقدون تقديرهم لذواتهم.

لا يتغلّب المصابون بعسر القراءة على مشاكلهم، وعادة ما تظلّ القراءة والكتابة بالنسبة لهم عملا شاقّا مدى الحياة.

المصدر: مقالات

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.