هناك علامات تدل على سلوك طلب الانتباه أو الاهتمام بالأطفال وهو مطلب إنساني أساسي ينشأ من التعلّق، وبالتالي، يتوق كلّ طفل إلى الاهتمام خاصّة من والديه.

لكن، لصعوبة الحياة واضطرار الأب والأمّ للعمل لساعات طويلة لتلبية متطلّبات أطفالهم، فإنّ معظم الآباء غير قادرين على قضاء وقت ممتع وكاف مع أطفالهم، نتيجة لذلك، يمكن أن يشعر الطفل بأنّه مهمل.

ويؤدّي الشعور بالإهمال إلى سلوك يعرف بـ “سلوك البحث عن الاهتمام” أو يعزّزه.

ما هو سلوك البحث عن الانتباه أو طلب الاهتمام عند الطفل؟

هل سبق لك أن واجهت مشاكل مع طفلك، مثل أن يستلقي في المتجر لأنّه يريد لعبة معيّنة، أو التنمّر على أطفال آخرين؟ 

هذان مثالان على سلوك البحث عن الإهتمام وأحيانا يذهب إلى أقصى الحدود، لدرجة أنّك تحصل على نظرات سيّئة من الغرباء والآباء الآخرين.

ومن الأمثلة الأخرى على سلوك طلب الاهتمام في الأطفال ما يلي:

– ادّعاء المرض للحصول على بعض من وقتك.

– التسبّب في الدراما أو نوبات الغضب في المنزل أو في الأماكن العامّة.

– إلحاق الأذى بالآخرين ومحاولة لعب دور البطل.

– خلق مشاكل تجعل أحد الوالدين يتجادل مع الآخر.

– لعب دور الضحيّة من خلال تضخيم نسبة المشاكل اليومية البسيطة.

– مجادلة الوالدين بشأن أنّهما مشغولان للغاية ولا يحبّانه.

– الغضب والصراخ أحد علامات البحث عن الانتباه

ما مقدار الاهتمام الكافي لطفلك؟

يعتمد مقدار الاهتمام الكافي لطفلك على شخصية الطفل وسلوكه وروتينه اليومي.

قد يشعر طفلك بالرضا عن الاهتمام الذي يتلقّاه في المنزل، ولكن قد يصاب بخيبة أمل في الفصل الدراسي، وفي هذه الحالة، قد تحتاج إلى التحدّث إلى المعلّمين المعنيّين لإفساح المجال وإعطائه فرصة من خلال طرح الأسئلة وتشجيع المشاركة في مناقشات الفصل الدراسي.

ويوصى بشدّة بإعطاء طفلك 100٪ من انتباهك في المنزل لبعض الوقت على الأقلّ من اليوم، بشكل كامل ودون انقطاع.

والسبب وراء ذلك هو أنّك إذا لم تدر انتباهك لأطفالك، فقد ينتهي بهم الأمر بالإصابة بسلوك البحث عن الانتباه وتبعاته.

أنواع الاهتمام:

1. الاهتمام الإيجابي:

إذا وجدت أنّ طفلك يفعل شيئا جيّدا، فامنحه كلمات تشجيعية، أو عزّز هذا الإجراء بمكافآت إيجابية، يسمّى هذا بالاهتمام الإيجابي.

التربيت على الظهر، والعناق اللطيف، وكلمات المديح، والرسومات المبتسمة الصغيرة أو الملاحظات في دفاتر ملاحظاتهم أو حاويات الطعام التي يأخذونها للمدرسة لها مفعول جيّد جدّا في تشجيعهم ليصدّقوا أنّك مهتمّ بهم وتتذكّرهم حتى وهم خارج المنزل.

2. الاهتمام السلبي:

عندما يسيء طفلك التصرّف، وتنزعج نتيجة لذلك، قد تؤنّبه، يسمّى هذا الاهتمام الذي توليه لطفلك الآن بالاهتمام السلبي.

يمكن أن يكون هذا في شكل توبيخ أو محاضرات أو عقوبات، إذا كان طفلك يسعى بنشاط للحصول على الاهتمام منك، فإنّ هذا النوع من الاهتمام السلبي لن يعمل على تقليل حالات سوء سلوكه، بل سيزيدها بدلا من ذلك، وبالتالي، ستتحوّل إلى حلقة من الأذى المستمرّ والاهتمام السلبي المستمرّ منك.

3. عدم الانتباه:

وهنا أنت لا تنتبه عندما يقوم طفلك بعمل جيّد؛ وتنتبه فقط عندما يسيء السلوك. 

على سبيل المثال، شقيقان عادة ما يكونان فوضويّين أو مدمّرين، ومرّة جلسا بهدوء ليشاهدا التلفاز معا. 

أنت هنا لم تشد بعملهما وهذه الألفة بينهما ولم تقرّ بهذا التغيّر الإيجابي. 

هذا مثال على عدم الاهتمام. 

من ناحية أخرى، إذا أساء الأخوان التصرّف مرّة أخرى، يسارع الوالدان إلى الملاحظة والردّ بتوبيخ.

المشكلات العاطفية الكامنة وراء سلوك البحث عن الانتباه:

– يواجه طفلك مشكلة في تكوين صداقات في المدرسة.

– لا يحظى باهتمام كاف منك في المنزل.

– يشعر بالوحدة أو الإهمال وسط الأشقّاء الآخرين.

– يشعر بالتجاهل بسبب انشغال الوالدين أو العمل كثيرا.

– لا يحظى بالاهتمام الكافي في المدرسة أو في الأماكن الاجتماعية الأخرى.

– الخبرات السابقة أو الصدمة.

كيف تتعامل مع سلوك البحث عن الانتباه عند الأطفال؟

فيما يلي نصائح للتعامل مع سلوك البحث عن الانتباه، أو تعلّم كيفيّة إيقاف هذا السلوك عند الأطفال:

1. أعط المزيد من الاهتمام الإيجابي، مثلا، ساعد أطفالك على مدّ يد العون لأعمال مطبخك، أو امدحهم لقضاء الوقت مع أنفسهم بهدوء مثل مشاهدة التلفزيون أو الرسم، وإذا كانت لديهم مواهب، اطلب منهم ممارستها، وامدحهم على بذل الجهد في ذلك.

2. تجاهل السلوك السيّئ من خلال جهلك لأنين طفلك ونوبات غضبه؛ بمرور الوقت، سوف يدرك ذلك، ويغيّر سلوكه ببطء نحو الأفضل.

3. أعط خيارات لطفلك، الأمر الذي سيجعله يشعر برؤيتك. 

يساعد تقديم الخيارات أيضا في إدارة نوبات غضبه البسيطة، مثل ارتداء الملابس أو تناول وجباته. 

يمكنك أن تسأله عمّا يودّ أن يرتديه اليوم، أو ما هي الحلوى التي يرغب في تناولها بعد أن ينهي الخضار.

4. خصّص من 10 إلى 15 دقيقة، على الأقلّ، من الوقت غير المنقطع الذي يمكن لطفلك أن يقضيه معكما أنتما الاثنين، ممكن قبل النوم بقراءة قصّة أو المكوث بجانب الطفل وسؤاله عن يومه أو ما يودّ عمله يوم غد.

وضع القواعد وتطبيقها مهمّ جدّا لتجنّب السلوك السلبي للطفل.

هل طفلك لديه سلوكيات طلب الاهتمام والانتباه؟.. افعل ولا تفعل

أوّلا: افعل

– حاول أن تتجاهل، إذا كان طفلك يصرخ أو يتسبّب ببساطة في مشاجرة لفظية، فلا تخف من إخباره أنّه لن يمنح الشوكولاتة أو وقتا إضافيا للتلفاز بسبب أفعاله وأنّك ستسمع رأيه وتناقشه فيه بمجرّد أن يهدأ.

– ضع قائمة بقواعد المنزل وعواقب كسرها، بالنسبة للصراخ، قد يستغرق الأمر 10 دقائق من وقت التلفزيون العادي، ولإحداث فوضى، يمكن أن يكون النوم مبكّرا أكثر من الوقت المعتاد للنوم، عقوبة جيّدة.

وقم بإنشاء هذا الجدول للعقوبات مع طفلك، وعلّقه على مستوى العين في مكان يمكنه رؤيته بانتظام، والتزم بهذا الجدول بغضّ النظر عن أيّ شيء، وستلاحظ ببطء أنّ طفلك يجري تغييرات في سلوكه.

– افعل أشياء صغيرة تجلب الفرح إلى الحياة اليومية لطفلك، ولكن تذكّر أن تطبّق القواعد وتكون متّسقا بشأن العواقب عند انتهاك القواعد، لأنّه لن يأخذ طفلك القواعد على محمل الجدّ إلّا إذا كنت متّسقا وجادّا.

ثانيا: لا تفعل

– من الطبيعي أن تشعر بالغضب أو الإحباط، لكن لا تهاجم أطفالك أبدا بالصراخ أو فقدان السيطرة العاطفية، متى شعرت أنّك ستفقد هدوءك، فلا تتردّد في الابتعاد وأخذ قسط من الراحة، ولا تخف من إخبار طفلك أنّك تأخذ قسطا من الراحة لأنّك لست في وضع يسمح له بالتعامل مع أنينه حاليا، وستعود بعد بضع دقائق عندما تهدأ.

ومارس تمارين التنفّس العميق، وتأمّل لبضع دقائق كلّ يوم لتكون هادئا ومتماسكا.

– لا تجعل أطفالك يشعرون بالذنب ولا تبتزّهم عاطفيا، فقط أخبر طفلك أنّك متعب بعد يوم عمل، ولن تتمكّن من القيام ببعض الأمور اليوم، لأنّك لا تملك الطاقة للقيام بذلك.

– لا تجزم بأنّ ما يمرّ به طفلك هو اضطراب مرضي، يعتقد معظم الآباء أنّ نوبات غضب أطفالهم مرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو اضطرابات طبّيّة أخرى، لأنّه من الطبيعي تماما أن يصرخ الأطفال و يغضبوا.

لكن، إذا كان طفلك يجرح نفسه أو يشارك في مواقف خطيرة، أو يتسبّب في ضرر، فاطلب المساعدة من أخصّائي طبّي.

المصدر: Attention-Seeking Behaviour in Children

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.