ألا تعلم أكّ الدافع للنجاح يتطوّر في مرحلة الطفولة المبكّرة. هذا ما نوضّحه هنا بالبراهين الساطعة.

هل سمعت يوما عن طفل يصفه الآباء أو المعلّمون بأنّه كسول وغير متحمّس وغير مهتمّ بأيّ موضوع مدرسي أو نشاط اجتماعي؟ 

إذا كانت الإجابة بنعم، فهل فكّرت يوما في سبب انخفاض الحافز لدى هذا الطفل، عندما يحتاج إلى القيام بشيء يتطلّب المثابرة والاجتهاد والصبر والاهتمام وضبط النفس وغير ذلك من الصفات الشخصية المهمّة؟

بينما يكبر هذا الطفل، يواجه عقبات في الحياة اليومية ولا يجد ما يكفي من قوّة الإرادة وقوّة العقل للتغلّب على صعوبات الحياة وتحقيق الأهداف.

يحدث هذا لأنّه في مرحلة الطفولة وأثناء فترة المراهقة، عندما تتراكم جوانب مهمّة من التنظيم الذاتي وضبط النفس، لم يتعلّم هذا الطفل التحلّي بالصبر والاجتهاد والهدف.

هذا هو السبب في أنّه من المهمّ جدّا وضع أساس دافع لطفلك للنجاح وضبط النفس والتنظيم الذاتي في مرحلة الطفولة المبكّرة.

في بعض الأحيان يكون من الأسهل على الوالدين أن يغلقوا أعينهم عن أشياء كثيرة وبالتالي السماح لطفلهم بفعل أيّ شيء يريده أو أنّهم ينعمون “بالسلام” دون الاستماع إلى الطفل وهو يبكي أو يطالب بأيّ شيء.

لكن هذه ليست طريقة للخروج من الموقف، لأنّ طفلك الآن يعاني من مشكلة صغيرة فقط، ولكن عندما يكبر الطفل، ستصبح المشاكل أكثر تعقيدا وسيكون حلّها أكثر صعوبة.

كيف يمكنك مساعدة طفلك على أن يكون أكثر تحفيزا؟

1. تأكّد من أنّك مستعدّ ولديك ما يكفي من الصبر للتحدّث وشرح لطفلك أشياء كثيرة حتى قد يكون هناك بعض سوء الفهم وصعوبات التواصل.

2. لا تخف من أن تكون صارما في بعض الأحيان، ولكن في نفس الوقت حاول أن تشرح كلّ أفعالك، وكن منطقيا واجذب وعي طفلك.

3. علّم طفلك أن يتجنّب كلمات مثل “أريد أن أفعل …” و “لا أريد أن أفعل …”. 

استبدل الكلمات هذه بـ “أريد أن أفعل …” و “لست بحاجة إلى القيام بذلك … “.

كذلك لا تخبر طفلك بأنّه “الأذكى” أو “أفضل شخص” في أيّ مجال.

لأنّه عندما يقول شخص ما: “أنا الأفضل …” فهذه إشارة للآليات اللاواعية للتوقّف عن قبول المعلومات الجديدة.

الشخص “الأفضل” لا يحتاج إلى التعلّم أو معرفة أيّ شيء.

أليس هو “الأفضل” بالفعل؟ 

بدلا من ذلك، قل: “أنا جيّد في هذا اليوم، وسأكون أفضل غدا”

4. لا تطلب من طفلك نتائج وتحسّن سريع.

تذكّر، يجب أن تبدأ بمهامّ صغيرة، مثل الواجب المنزلي أو المساعدة في العمل المنزلي.

5. علّم طفلك أن يكون متحمّسا منفتحا على المعرفة والخبرة الجديدة.

اشرح له وأظهر له، على سبيل المثال، أنّ كلّ مادّة في المدرسة يمكن أن تكون أكثر إثارة للاهتمام إذا حاول معرفة المزيد عنها.

استثمر وقتك وجهدك وعلّم طفلك أن يكون متحمّسا لتحقيق أهدافه بمساعدة الصبر والاجتهاد وقوّة العقل وقوّة الإرادة والعمل الجادّ.

سيكون هذا أحد أهمّ الاستثمارات في حياتك، لأنّك في المستقبل ستكون سعيدا جدّا برؤية طفلك قادرا على تحقيق أهدافه وأن يصبح شخصا ناجحا.

المصدر: مقالات

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.