هناك العديد من أساليب الإلحاد الخفيّة في كسب الشباب و هو خطر يهدّد الشباب.

نتمنّى أن يكون للوالدين إدراك ومعرفة بالأساليب الخفيّة التي تصل لشبابنا وبناتنا بموجة الإلحاد الجديدة، وهذه الأساليب سهلة وانتشارها رائج بين الشباب في أمور الطاقة المستحدثة والتأمّلات والاسترخاء بما يدعى ب “السابليمينل”، وهي عبارة عن توكيدات مكرّرة ومرافقة لموسيقى هادئة وجميلة، تعمل على تخزين الأفكار في العقل اللاوعي لتتحلّل وتتحقّق في الواقع، وأصبحت تستخدم كثيرا في اليوتيوب لترويج الفكر الإلحادي من خلال إضافة الكلمات المطلوبة كتوكيدات.

والوسيلة الثانية من خلال الألعاب الإلكترونية والبلاي ستيشن والإكس بوكس، وهذه الألعاب بالسلوكيات التي فيها تؤثّر على الفكر. 

مثال على ذلك لعبة تحدّي الحوت الأزرق الذي يطلب من الشخص الانتحار بعد 90 يوم، وشهدنا حالات أذيعت عن ضحاياها، أو لعبة الفورتنايت والتي تتيح التحدّث مع شخصيات من الملحدين مع المراهقين وتعليمهم رقصات معيّنة. 

ونجد أنّ الكثير من الساعات المهدرة في هذه الألعاب تقلّل من أهمّية الصلاة وتجعل الشخص قد يكره الصلاة لا إراديّا.

والوسيلة الثالثة من خلال شبكات التواصل الاجتماعيّ، فالتويتر والفيس بوك تحديدا، هما أكثر منصّتين سهّلت عملية انتشار الفكر الحرّ الإلحادي لعدّة أسباب، منها السرّيّة والحصانة، فيستطيع الناشطون مثلا عمل حسابات مغلقة على فيس بوك لتسهيل التحاور معهم وطريقة الجذب التسويقي للفكرة. 

أمّا التويتر فمن خلال نشر التغريدة القصيرة التي تثير الفضول للبحث، وتكوين قاعدة كبيرة من المتابعين يؤثّر نفسيّا في الفرد بأن ينضمّ ويتابع هذه الفئة، وكذلك سهولة التواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى لديهم وجهات نظر مختلفة تدعم الفكر الإلحادي، كما أنّ هوس الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي قد يحمّس بعض الشباب بأن يدعو للإلحاد لهدف زيادة عدد المتابعين.

والوسيلة الرابعة من خلال متابعة الأفلام والبثّ ذات الطابع التلقيني، مثل: “نتفلكس” و “أمازون برايم”، وغيرها من الشبكات التي أنتجت وروّجت للعديد من الأفلام الوثائقية التي تحمل طابع الفكر الفلسفي عن الخالق، ومنها أحد أشهر السلاسل الوثائقية للممثّل مورغان فريمان “قصّة الله”.

والوسيلة الخامسة هي إلحاد العديد من الفنّانين والمشاهير المعروفين وإعلان رأيهم عن الخالق والوجود، وهذا يؤثّر نفسيّا بشكل كبير على الشباب ويفتح لهم آفاق البحث والقراءة حول هذه الأفكار وتقليدها.

أمّا الوسيلة السادسة فهي من خلال اليوتيوبرز من الشباب المتحدّثين في الظواهر الفيزيائية والمواضيع السياسية والأمور الفلسفية ونحوها، وما يدمجونه في حديثهم فيه إثارة للفكر الإلحادي والتساؤلات للمتابعين مثل تسجيل حلقة لأحد المشاهير في اليوتيوب بالسخرية من قصّة سورة الكهف، وغيرها من تفسيرات للقرآن والأحاديث الخاطئة تأخذ المعنى الظاهري للنصّ ويتمّ انتقاده من خلال نظريات علمية غير موثّقة.

فهذه ستّة أساليب غير الكتب والجلسات الحوارية المباشرة والقنوات الفضائية، تركّز على مفهوم الإلحاد بطريقة ذكيّة وعصرية، لأنّ الفكر الإلحادي له أكثر من وجه. 

فالوجه الأوّل وهم من ينفون وجود الخالق تماما. 

والوجه الثاني من يقول لا ندري هل الخالق موجود أم غير موجود، فيشكّكون بالثوابت الدينية والعقدية من خلال طرح أسئلة تشكيكية على الشباب ويسمّون أنفسهم بالعقلانيين.

 أمّا الوجه الثالث وهم الذين ينكرون الحساب والعقاب والدار الآخرة ولكنّهم يؤمنون بوجود الخالق. 

والشباب في الغالب لا يدقّقون في المعلومات التي يستقبلونها من شبكات التواصل الاجتماعيّ، أو الأفلام والألعاب، كمّا أنهم ليس لديهم معرفة واضحة بدينهم ومعتقدهم فيختارون الأسهل والأنسب لهم فكريّا، وبما تمليه عليهم شهوتهم وليس عقولهم أو علمهم. 

فوعي الوالدين بهذه الأساليب يمنع من تغلغل الإلحاد الخفيّ لنفوس أبنائنا.

بقلم د. جاسم المطوع

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.